الرئيسيةعامبعد حذف "المحتلة" من "الضفة الغربية".. واشنطن تغير موقفها

بعد حذف “المحتلة” من “الضفة الغربية”.. واشنطن تغير موقفها

أكدت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية،‭ ‬الأربعاء،‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬تعتبر‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بالفعل‭ ‬أرضا‭ ‬‮«‬محتلة‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وذلك‭ ‬غداة‭ ‬تقرير‭ ‬أصدرته‭ ‬الوزارة‭ ‬وامتنعت‭ ‬فيه‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬هذا‭ ‬المصطلح‭.‬

وقال‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الوزارة‭ ‬نيد‭ ‬برايس‭ ‬للصحفيين‭: ‬‮«‬هذه‭ ‬حقيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬احتلت‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومرتفعات‭ ‬الجولان‭ ‬بعد‭ ‬حرب‭ ‬1967‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬تقريرها‭ ‬السنوي‭ ‬حول‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬امتنعت‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬عن‭ ‬وصف‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬صراحة‭ ‬بـ»الأرض‭ ‬المحتلّة‮»‬‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لتحذو‭ ‬بذلك‭ ‬حذو‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬التي‭ ‬تخلّت‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬التوصيف‭ ‬في‭ ‬تقاريرها‭ ‬السابقة‭.‬

لكن‭ ‬برايس‭ ‬أكد‭ ‬الأربعاء‭ ‬أن‭ ‬التقرير‭ ‬‮«‬يستخدم‭ ‬بالفعل‭ ‬مصطلح‭ (‬احتلال‭) ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬للضفة‭ ‬الغربية‮»‬،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الموقف‭ ‬القديم‭ ‬للحكومات‭ ‬السابقة‮»‬،‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والجمهورية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬‮«‬على‭ ‬مدى‭ ‬عدة‭ ‬عقود‮»‬‭.‬

وحتى‭ ‬تسلم‭ ‬ترامب‭ ‬السلطة‭ ‬في‭ ‬2017،‭ ‬دأبت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬تعده‭ ‬سنويا‭ ‬حول‭ ‬أوضاع‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬تخصيص‭ ‬فصل‭ ‬لـ»إسرائيل‭ ‬والأراضي‭ ‬المحتلة‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬هذا‭ ‬العنوان‭ ‬تغير‭ ‬في‭ ‬2018‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وغزة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬نفس‭ ‬العبارة‭ ‬التي‭ ‬وردت‭ ‬في‭ ‬التقرير‭ ‬الصادر‭ ‬الثلاثاء‭.‬

وفي‭ ‬2018‭ ‬قرأ‭ ‬غالبية‭ ‬المراقبين‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬الدلالي‭ ‬مؤشرا‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬الإدارة‭ ‬الجمهورية‭ ‬في‭ ‬الانحياز‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تأكد‭ ‬باعتراف‭ ‬ترامب‭ ‬بالقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬ثم‭ ‬بالسيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬هضبة‭ ‬الجولان‭ ‬السورية‭ ‬المحتلة،‭ ‬وكذلك‭ ‬قراره‭ ‬عدم‭ ‬اعتبار‭ ‬المستوطنات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭.‬

وتركزت‭ ‬أنظار‭ ‬المراقبين‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن،‭ ‬الذي‭ ‬يغطي‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬قد‭ ‬عاد‭ ‬إلى‭ ‬الصياغة‭ ‬السابقة‭ ‬أم‭ ‬أبقى‭ ‬على‭ ‬صياغة‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭.‬

ويدافع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬الحالي‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وقد‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬ينأى‭ ‬بنفسه‭ ‬جزئيا‭ ‬عن‭ ‬سياسات‭ ‬سلفه‭ ‬بشأن‭ ‬النزاع‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

لكن‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬حرصت‭ ‬في‭ ‬تقريرها‭ ‬الثلاثاء‭ ‬على‭ ‬تضمينه‭ ‬فقرة‭ ‬تشرح‭ ‬فيها‭ ‬أن‭ ‬الكلمات‭ ‬المستخدمة‭ ‬لتوصيف‭ ‬إسرائيل‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬‮«‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬موقفا‭ ‬بشأن‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الوضع‭ ‬النهائي‭ ‬التي‭ ‬سيتم‭ ‬التفاوض‭ ‬بشأنها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أطراف‭ ‬النزاع،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬حدود‭ ‬السيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬أو‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬ودولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقبلية‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬أن‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬التقرير‭ ‬يغطي‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬و»كذلك‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان‭ ‬وأراضي‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬التي‭ ‬احتلتها‭ ‬إسرائيل‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬يونيو‭ ‬1967‮»‬‭.‬

وذكر‭ ‬التقرير‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬اعترفت‭ ‬بالقدس‭ ‬عاصمة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬في‭ ‬2017‭ ‬وبسيادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان‭ ‬في‭ ‬2019‮»‬‭.‬

والأربعاء‭ ‬شدد‭ ‬برايس‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الفقرة‭ ‬التوضيحية‭ ‬لا‭ ‬تعكس‭ ‬تغييرا‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن،‭ ‬التي‭ ‬وخلافا‭ ‬لسابقتها،‭ ‬تدافع‭ ‬علانية‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭.‬

وكانت‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأميركية‭ ‬ليزا‭ ‬بيترسون،‭ ‬قالت‭ ‬للصحفيين‭ ‬ردا‭ ‬على‭ ‬سؤال‭ ‬عن‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬بالوزارة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الصيغة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬معتمدة‭ ‬قبل‭ ‬2018،‭ ‬إن‭ ‬الدبلوماسيين‭ ‬الأميركيين‭ ‬فضلوا‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمحددات‭ ‬الجغرافية‭ ‬فحسب‭.‬

وقالت‭ ‬بيترسون‭: ‬‮«‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬ممارساتنا‭ ‬العامة‭. ‬ونعتقد‭ ‬أيضا‭ ‬أنه‭ ‬أوضح‭ ‬وأكثر‭ ‬فائدة‭ ‬للقراء‭ ‬الذين‭ ‬يسعون‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‮»‬‭.‬

Most Popular

Recent Comments