شهدت العاصمة الاسبانية مدريد في الأسابيع الأخيرة مظاهرات احتجاجا على عدم استقبال البلاد للاجئين بما فيه الكفاية. لكن كم هو عدد اللاجئين الذين استقبلتهم إسبانيا؟ وكيف يتم تقديم طلب اللجوء هناك؟
في العام الماضي قدم 15.755 شخصا طلب لجوء في إسبانيا وفقا لمجلس اللاجئين الإسباني (سير). ومن بين هذه الطلبات تم منح 355 شخصا فقط حق اللجوء الكامل، بينما رفض 3395 طلبا. وحصل 6500 شخص على حماية ثانوية، في حين لا يزال هناك 5505 طلبات قيد الفحص والدراسة. والجدير بالذكر أنه من أصل 1.26 مليون طلب لجوء مقدم في دول الإتحاد الأوروبي عام 2016 فإن ما نسبته 1.3 بالمئة فقط من هذه الطلبات قدمت في إسبانيا.
من جهتها شاركت إسبانيا منذ بداية عام 2015 في خطة أوروبية لإعادة توطين اللاجئين داخل الاتحاد الأوروبي، وتتمثل الخطة في نقل اللاجئين من اليونان وإيطاليا، وهي من الدول التي تستقبل الأعداد الأكبر من اللاجئين، إلى دول أوروبية أخرى، وذلك لمواجهة هذه الأزمة بشكل جماعي.
وقد وافقت إسبانيا على استقبال أكثر من 17 ألف لاجئ بحلول سبتمبر 2017 كجزء من البرنامج، إلا أنها لم تستقبل سوى 1300 لاجئ لحد الآن، ما دفع منظمات غير حكومية مثل العفو الدولية وغيرها، للاحتجاج على ذلك في مدريد.
كيف تتم عملية اللجوء؟
وبالنسبة لتقديم طلب اللجوء في إسبانيا هناك طرق متعددة. إحداها تقديم الطلب على الحدود الإسبانية، أو في مركز احتجاز المهاجرين المعروف بـ سيي (CIE). وفور تقديم الطلب يتوجب على سلطات الحدود أن تقرر ما إذا كان طلب اللجوء مقبولا ام لا في غضون أربعة أيام، ويطلب من مقدم الطلب تأكيد هويته، وشرح كيفية وصوله إلى إسبانيا. كما تطرح أسئلة أخرى تتعلق بأسباب الهروب، والتعرض المحتمل للاضطهاد في البلد الأم. وفي حال تم قبول الطلب، يتم إصدار بطاقة حمراء لصاحب الطلب، للتعرف عليه كطالب لجوء.
على الرغم من قبول الطلب، فإنه قد يستغرق بعد ذلك ثلاثة أشهر، حتى تتخذ السلطات قرارا نهائيا بخصوص الموافقة على طلب اللجوء أو رفضه. وتعمل اللجنة الإسبانية المشتركة بين الوزارات المعنية باللجوء على إصدار القرار النهائي. ويعرف هذا الإجراء بالعاجل أو الحدودي. أما إذا لم يتم قبول الطلب، فلن يسمح لمقدم الطلب بدخول إسبانيا.
هناك طريقة أخرى لتقديم طلب اللجوء، إذا كان الشخص المعني متواجدا على الأراضي الإسبانية، فسيكون لديه مدة شهر واحد منذ دخوله إلى إسبانيا لتقديم طلب اللجوء، وعليه الذهاب إلى مكتب اللجوء (OAR) وبعد ذلك يكون لدى السلطات مدة شهر واحد لاتخاذ قرار بشأن ما إذا كان يمكن قبول طلبه أم لا.
إذا تم قبول الطلب، ستکون لدى السلطات الإسبانیة ستة أشھر لتحدید نوع الحمایة التي سیحصل علیھا طالب اللجوء. ويعرف هذا النوع من اللجوء بالطلب النظامي.
أنواع الحماية
بالنسبة لطالبي اللجوء الذين قبلت طلباتهم، فهناك أنواع متعددة من الحماية يمكن منحها لهم من قبل السلطات المختصة. الأول هو اللجوء الكامل الذي يمنح وفقا للمعايير المنصوص عليها في اتفاقية جنيف لعام 1951، بسبب الاضطهاد في البلد الأصلي على أساس العرق أو الدين أو الرأي السياسي أو الانتماء إلى فئة اجتماعية معينة أو التوجه الجنسي. حق اللجوء هذا يسمح للشخص المعني بالبقاء في إسبانيا ويمكن أيضا أن يحصل على بعض المساعدات المالية.
وهناك فئة أقل من الحماية تعرف بالحماية الفرعية أو الثانوية. أما أولئك الذين يتلقون هذا النوع من الحماية في إسبانيا، فهم الأشخاص الذين لم يتعرضوا للاضطهاد في بلادهم حسب معايير اتفاقية جنيف. ومع ذلك قد يحصلون على حماية ثانوية، ويسمح لهم بالبقاء في إسبانيا بسبب مخاوف من عقوبة الإعدام أو التعذيب في البلد الأصلي.
وهناك أيضا حكم إضافي بموجب القانون الإسباني، يسمح لك بالبقاء في إسبانيا إذا كنت في حالة يسميها القانون «بالحالة الضعيفة»، بمعنى إمرأة حامل أو معاق أو مسن، أو وجود أحد الوالدين مع أطفال. هذه الفئات يمكن أن تمنح حماية من الدولة إذا كانت ضحية لعنف محتمل في بلدانها، أو عرضة للاتجار بالبشر.