في أيلول/ سبتمبر المقبل تجري الانتخابات البرلمانية في ألمانيا. وتتنافس جميع الأحزاب الألمانية فيما بينها للفوز بأكبر عدد من الأصوات، تساعدها في الحصول على أغلبية في تشكيلة الحكومة. ما هي النهج السياسية التي تقترحها هذه الأحزاب من أجل التعامل مع أزمة اللاجئين؟
يرغب التحالف المسيحي المكون من الحزبين الاتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU) والاتحاد المسيحي الاجتماعي (CSU) تشديد خططهم المستقبلية والمتعلقة بسياسة اللجوء، وذلك من خلال تسريع عمليات ترحيل الأشخاص الذين رفضت طلبات لجوئهم.
في عام 2015، وهو العام الذي شهد تدفق أعداد هائلة من اللاجئين إلى ألمانيا، أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من حزب (CDU)، قدرة بلادها على إدراة أزمة اللاجئين من خلال عبارتها الشهيرة «نستطيع أن ننجز ذلك». وأعربت ميركل آنذاك عن اعتقادها بأن ألمانيا تتمتع بالقوة الاقتصادية والاستعداد الثقافي لفتح أبوابها للاجئين. لكن الأحداث التي شهدتها ألمانيا في العامين الأخيرين، كان لها دور كبير في تغيير الرأي العام تجاه اللاجئين في ألمانيا. وعلى رأس هذه الأحداث، حادث التحرش الجنسي الجماعي في مدينة كولونيا، ليلة رأس السنة 2015. وبعدها، في ديسمبر/كانون الأول، اعتداء برلين الذي نفذه طالب اللجوء أنيس عامري، الذي رفض طلبه. كل ذلك أدى إلى تصاعد الاحتجاجات في ألمانيا ضد اللاجئين.
والأن يرغب الاتحاد المسيحي اتباع سياسة لجوء أكثر تقييدا. وذلك من خلال فرض المزيد من القيود على اللاجئين والمتعلقة بلمّ شمل أسرهم. فضلا عن تقليص عدد الأشخاص الذين يمكنهم الحصول على حماية ثانوية (إقامة لمدة عام واحد فقط). كما يصرّ الاتحاد المسيحي على متابعة ترحيل الأفغان، الذين رُفضت طلبات لجوئهم إلى أفغانستان، رغم انتقادات بعض الساسة الألمان لذلك، على اعتبار أن أفغانستان ليست «بلدا أمنا». ويريد الاتحاد المسيحي تخفيض أعداد اللاجئين الذين يدخلون إلى ألمانيا.
ولا يعد كسب أصوات الناخبين الألمان، هوالسبب الوحيد وراء تشديد سياسة اللجوء، بل لذلك سبب أخر تحدث عنه هورست زيهوفر رئيس الاتحاد الاجتماعي المسيحي (CSU) في لقاء له في شهر أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، ووعد زيهوفر بتقليص أعداد اللاجئين عندما قال «إن ألمانيا استقبلت الحد الأقصى من سعتها من اللاجئين، ولا يمكنها استقبال أعداد أخرى منهم». وكانت ولاية بافاريا قد استقبلت أعداد هائلة من اللاجئين في عام 2015، وتم إعلان حالة الطوارئ بعد دخول عشرات آلاف اللاجئين عبر طريق البلقان
الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD (
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فدعا من خلال نهجه المتعلق بسياسة اللجوء، إلى تقديم المزيد من الأموال للولايات الألمانية لمواجهة أزمة اللاجئين. كما اقترح الحزب تأمين شقق بأسعار مقبولة للاجئين، ووعد بتسريع عمليات البت بطلبات اللجوء. وفي مقالة نشرتها صحيفة دي فيلت الألمانية، دعا المرشح مارتن شولتس، رئيس الحزب، إلى حلّ أزمة اللاجئين ضمن نطاق الاتحاد الأوروبي، وقال» ما نحتاج إليه هو قانون أوروبي للهجرة واللاجئين، وقد أظهرت لنا أزمة اللاجئين أن أزمة اللاجئين، لا يمكن حلها على الصعيد الوطني فحسب، بل لا بد من حلّها أوروبيا».
حزب اليسار الألماني (Die Linke)
حزب اليسار الألماني، بقيادة كاتيا كيبينغ وبيرند ريكسينغر، أكد ضمن برنامجه الانتخابي أنه «يريد مكافحة الأسباب التي تدفع إلى الهجرة، بدلا من التضييق على اللاجئين» كما أنهم يريدون وقفا فوريا للترحيل، وإتاحة الفرصة لجميع اللاجئين بالبقاء في ألمانيا، ومن ضمن الأمور الهامة التي يركز عليها الحزب هو ضرورة إلغاء اتفاقية اللاجئين المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
حزب الخضر
دعا حزب الخضر الألماني، إلى تحسين ظروف المعيشة في المناطق الآمنة الخاصة باللاجئين، فضلا عن توظيف أعداد أكبر من الموظفين في المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين للإسراع في البت في طلبات اللجوء. ومن ضمن الأمور الهامة التي ركز عليها الحزب أيضا الحد من عمليات ترحيل اللاجئين إلى أفغانستان.
الحزب البديل من أجل ألمانيا (AFD)
ينادي الحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي بالإبتعاد عن أوروبا والسياسة الأوروبية الموحدة. كما يريد الحزب تقليص فرص الهجرة إلى ألمانيا، كما دعا الحزب أيضا إلى الحد من لم شمل أسر اللاجئين.