يشكل الطقس الجميل لبعض المهاجرين ولصغارهم بشكل خاص، فرصة للاستراحة يفتقدونها طوال أيام السنة. فكيف يعيش المهاجرون في فرنسا خلال العطل الصيفية التي تبدأ مع نهاية العام الدراسي؟ «مهاجر نيوز» أحصى في هذا المجال بعضا من المبادرات التي تقوم بها الجمعيات تجاه المهاجرين وأطفالهم.
يجبر قدوم فصل الصيف بعض الجمعيات على مواجهة نقص أعداد المتطوعين لديها، ويعقد إقفال بعض مراكزها خياراتها في ما يتعلق بمتابعة نشاطاتها. لكن عودة الطقس الجميل تشكل نافذة لطرح نشاطات بديلة والقيام بفعاليات لا تسهل إقامتها بقية أيام السنة. وفيما يلي جولة أفق حول هذه المبادرات المهمة في هذه المجالات.
فصل الصيف
14 تموز/ يوليو هو العيد الوطني في فرنسا وهو عيد شعبي يحبه الفرنسيون كثيرا. وفيه تقام حفلات راقصة في كل أنحاء العاصمة باريس يقدم عليها المواطنون بكثرة. وفي هذه المناسبة الوطنية، قرر مكتب استقبال ومساعدة المهاجرين «بام» هذا العام تنظيم حفلة راقصة للمهاجرين عشية العيد، في 13 تموز/ يوليو، في ساحة ستالينغراد في الدائرة 19 في مدينة باريس عند الساعة السابعة مساءا.
وأقامت جمعية «ميلتينغ باس» نشاطا احتفاليا يوم السبت 8 تموز/ يوليو في مقر «غران فوازان» في الدائرة 14 في باريس. هذه الجمعية تعمل على دمج صغار المهاجرين المعزولين من خلال الأنشطة الرياضية. واحتفلت الجمعية بانتهاء عام من منافسات كرة القدم، لكن ذلك لا يعني انتهاء المنافسات، بل أن التدريبات ستتابع طيلة الصيف.
برامج رياضية
جمعية «سبورتيس» (الرياضة العالمية التضامنية) كانت قد وضعت برنامجا أسبوعيا لممارسة رياضة كرة القدم كل نهار جمعة لمهاجري مركز «لاشابيل» في ملعب «لي فييت» في الدائرة 18 من مدينة باريس. لكن رئيس الجمعية كسافييه سيري يقول إن «إقفال الملعب خلال الصيف هذا العام، أجبرنا على تنظيم النشاطات الرياضية داخل مركز استقبال لاشابيل».
ويضيف رئيس الجمعية قائلا «هدفنا هو السماح للمهاجرين بممارسة الرياضة. لذلك نحن نتمنى، ومن خلال مشروعات الرياضة الخاصة بالمهاجرين، أن تقوم الأندية الرياضية في العاصمة بفتح أبوابها بشكل دائم لهؤلاء المهاجرين».
وستجري تدريبات في لعبة «بادمنتون» (تنس الريشة، أو مضرب الريشة) في الدائرة العاشرة في باريس بالتعاون مع النادي الشعبي الرياضي «سي بي أس 10». وتمتد التدريبات طيلة شهر تموز/يوليو. أما من يحب رياضة الكرة الطائرة، فيستطيع ممارسة هوايته في نادي «ساند سيستم» في الدائرة العشرين الذي يفتح أبوابه للجميع طيلة فصل الحر.
ومن يريد معرفة المزيد من التفاصيل يمكنه مراسلة العنوان التالي عبر الإنترنت: [email protected]
مؤسسات تساعد في تنظيم العطلة الصيفية
هناك جمعيات مثل جمعية «النجدة الكاثوليكية» وجمعية «النجدة الشعبية»، تقوم منذ أمد بعيد بتقديم التسهيلات للمهاجرين للمشاركة في أنشطة عطل الصيف، ولو حتى ليوم واحد فقط. هذه البرامج مفتوحة لجميع المواطنين والمهاجرين، مهما كانت وضعيتهم»، كما يقول مارك كاستيل، المكلف بملف العلاقات الخارجية في جمعية «النجدة الشعبية».
وتقول الجمعية أن «ما لا يقل عن 185840 استفادوا من تقديماتها في هذا المجال العام الماضي، بينهم، طبعا العديد من المهاجرين». وتتفاوت أوقات وفترات وأشكال هذه العطلات التي يكون التسجيل للمشاركة في أنشطتها منتهيا وجاهزا منذ شهر كانون الثاني/ يناير من كل عام.
لكن التسجيل في هذه الجمعية يبقى ممكنا للأطفال، على أن تقتصر العطلة على يوم واحد في إطار نشاطات مخصصة لمن لا قدرة لهم على الذهاب في عطلات طويلة. ويبدأ تنظيم هذه الأيام بعد 15 آب/ أغسطس. وفي هذا الإطار، تنظم رحلة ليوم واحد فقط لأطفال منطقة باريس وضواحيها إلى شواطئ البحر في منطقة دوفيل (شمال غرب فرنسا) في 23 آب/ أغسطس على المحيط الأطلسي.
يشار إلى أن كل إدارة محلية لجمعية النجدة الكاثوليكية» في كل منطقة من فرنسا، لها أجندتها الخاصة وبرامجها، لذلك يجب التوجه إليها وفقا لأماكن السكن المرتبطة بها إداريا على الرابط التالي:
Aux comités locaux
« نحن نعتبر أن التمتع بالاستجمام والحصول على أوقات الفراغ هو حق أساسي وضروري يجب تقديمه للمهاجرين، وخاصة للصغار منهم ليكتشفوا البلد الذي يستضيفهم»، كما يقول مارك كاستيل. ومن هذا المنطلق، تدرس جمعية «النجدة الشعبية»، فتح بعض مراكزها المسماة «فيلاج كوبان دو موند» (قرى أصدقاء من العالم) أمام القاصرين المعزولين المتواجدين في مراكز إيواء المهاجرين.