تحتاج ألمانيا إلى أيدي عاملة ماهرة مختصة من أصحاب الكفاءات العالية، وفي السنوات القادمة يمكن أن تصبح ملايين الوظائف شاغرة. هل يمكن أن تحل البطاقة الزرقاء الأوربية المشكلة؟
يتم منح البطاقة الزرقاء الأوربية في األمانيا منذ خمس سنوات، ويمكن مقارنتها بالبطاقة الخضراء الأمريكية، إذ أنها تسمح لحاملها من مواطني الدول الأخرى ممن لا يحملون جنسية إحدى دول الاتحاد الأوروبي بالعمل والإقامة في دول الاتحاد باستثناء الدنمارك وبريطانيا وإيرلندا.
والسند القانوني لهذه البطاقة هو الأمر القانوني 2009/50/EG الذي أصدره مجلس الاتحاد الأوروبي عام 2009. ولتطبيق هذا الأمر أصدرت ألمانيا عام 2012 قانونا خاصا لإصدار البطاقة وجذب الأيدي العاملة التي تحتاجها من ذوي الكفاءات العالية في اختصاصات محددة. ويتضمن هذا القانون الشروط التي يجب توفرها لدى الراغبين في الحصول على البطاقة الزرقاء، وأولها شرط الشهادة الجامعية المعترف بها في ألمانيا وراتبا سنويا لا يقل عن 50800 يورو.
أما بالنسبة لبعض المهن والوظائف والتخصصات مثل المعلوماتية والرياضايات والعلوم الطبيعية والطب البشري، التي تعاني من نقص حاد في عدد المؤهلين لشغلها، فيكفي أن يصل الراتب السنوي إلى 39624 يورو ليستفيد صاحبها من مزايا البطاقة.
ازدياد شعبية البطاقة الزرقاء
حسب الإحصائيات التي أعلن عنها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا، تم منح 11034 بطاقة زرقاء خلال النصف الأول من عام 2017 حصل أصحابها على وظائف. وعلى ما يبدو فإن البطاقة تزداد شهرة ويزداد عدد الراغبين في الحصول عليها من ألمانيا، حيث تم منح 17362 بطاقة خلال عام 2016. وبالمقارنة بين النصف الأول من 2017 وكامل عام 2016، نرى أن هناك زيادة تصل إلى 25 بالمائة، وفي عام 2013 أي العام التالي لإصدار البطاقة في ألمانيا حصل عليها 11290 شخصا من خارج دول الاتحاد الأوروبي.
استطلاعات رأي إيجابية
أجرى المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين عام 2016 دراسة حول البطاقة الزرقاء، كانت نتائجها مرضية حسب ما أفاد به رئيس المكتب آنذاك فرانك يورغن فايزيه، الذي قال إن «الدراسة أظهرت أن ألمانيا تقدم إمكانيات هجرة جذابة لأصحاب الكفاءات العالية الذين هناك حاجة لهم».
وخلال الدراسة أجرى المكتب استطلاعا للرأي شارك فيها 4340 شخصا ممن يحملون البطاقة الزرقاء وحصلوا على وظيفة بموجبها، تبين من خلال الاستطلاع أن 89 من هؤلاء يعملون في مجالات الهندسة والعلوم الطبيعية والمعلوماتية والطب البشري. وقال نحو ثلثهم إنهم ينوون الاستقرار بشكل دائم في ألمانيا، في حين 39 بالمائة يريدون البقاء 10 سنوات على الأقل و22 بالمائة فقط يريدون البقاء ما بين 5 و10 سنوات.
ونقلت مؤخرا صحيفة «راينيشه بوست» الألمانية عن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين أن النسبة الأكبر (22,8 بالمائة) من حاملي البطاقة أتوا من الهند، وبعد الهند أتت على التوالي: الصين في المرتبة الثانية ثم روسيا، أوكرانيا، سوريا.