الرئيسيةعام"إفراط في إنقاذ الأرواح".. تهمة غريبة تواجه منظمة إنسانية

“إفراط في إنقاذ الأرواح”.. تهمة غريبة تواجه منظمة إنسانية

‮«‬الإفراط‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأرواح‮»‬‭.. ‬تهمة‭ ‬تواجه‭ ‬منظمة‭ ‬ألمانية‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬مهمتها،‭ ‬إنقاذ‭ ‬المهاجرين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬من‭ ‬براثن‭ ‬الغرق‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭.‬

منظمة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ووتش‮»‬‭ ‬الألمانية‭ ‬قالت‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬تغريدات‭ ‬عبر‭ ‬حسابها‭ ‬الرسمي‭ ‬بموقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬‮«‬تويتر‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬السلطات‭ ‬الإيطالية‭ ‬أمرت‭ ‬باحتجاز‭ ‬سفينتها‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬اسمها،‭ ‬في‭ ‬ميناء‭ ‬سيراكوزا‭ ‬بصقلية،‭ ‬أمس‭ ‬بعد‭ ‬تفتيش‭ ‬جرى‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬عناصر‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭.‬

وقالت‭ ‬المنظمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬إن‭ ‬عملياتها‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط،‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬الفرق‭ ‬التابعة‭ ‬لها؛‭ ‬تواجه‭ ‬انتقادات‭ ‬لإنقاذها‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأشخاص،‭ ‬متسائلة‭: ‬هل‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬363‭ ‬شخصًا‭ ‬يموتون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬لامبالاة‭ ‬السلطات‭ ‬الإيطالية،‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تعجز‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬بدائل‭ ‬لنشاطنا‭ ‬في‭ ‬البحر؟‭ ‬وتواجه‭ ‬المنظمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬عراقيل‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الحكومة‭ ‬الإيطالية‭ ‬والمالطية،‭ ‬بسبب‭ ‬تدخلها‭ ‬في‭ ‬إنقاذ‭ ‬أرواح‭ ‬المهاجرين‭ ‬من‭ ‬الغرق‭ ‬قبالة‭ ‬السواحل‭ ‬الليبية،‭ ‬وذلك‭ ‬بحسب‭ ‬حسيبة‭ ‬حاج‭ ‬صحراوي،‭ ‬مستشارة‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬منظّمة‭ ‬‮«‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تدير‭ ‬مع‭ ‬المنظمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬عمليات‭ ‬مشتركة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬المهاجرين‭.‬

وقالت‭ ‬حسيبة‭ ‬حاج‭ ‬صحراوي،‭ ‬إن‭ ‬بلدانا‭ ‬تتصدى‭ ‬لمحاولات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬باستخدام‭ ‬بعض‭ ‬الحيل،‭ ‬وتتجاهل‭ ‬نداءات‭ ‬الاستغاثة‭ ‬في‭ ‬البحر،‭ ‬وتسند‭ ‬المسؤولية‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬أخرى،‭ ‬مثل‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬أو‭ ‬سفن‭ ‬البحث‭ ‬والإنقاذ‭ ‬التابعة‭ ‬للمنظمات‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭.‬

ولقي‭ ‬60‭ ‬شخصًا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬مصرعهم‭ ‬الخميس‭ ‬الماضي،‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬الليبية،‭ ‬بعدما‭ ‬اشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬قاربهم‭ ‬الخشبي،‭ ‬بحسب‭ ‬منظمة‭ ‬سي‭ ‬ووتش؛‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬أنه‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تفادي‭ ‬هذا‭ ‬الحادث‭ ‬المأساوي‭ ‬للمهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‭.‬

وعادت‭ ‬سفينة‭ ‬‮«‬سي‭ ‬ووتش‭ ‬3‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬البحر‭ ‬المتوسط‭ ‬مجددًا‭ ‬أواخر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي،‭ ‬بعد‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬إيقافها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خفر‭ ‬السواحل‭ ‬الإيطالي‭ ‬في‭ ‬يوليو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬شوائب‭ ‬فنية‭ ‬وتشغيلية‮»‬‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬طاقمها‭ ‬وركابها،‭ ‬حسب‭ ‬تعبير‭ ‬البيان‭ ‬الذي‭ ‬أصدره‭ ‬حينها‭ ‬الجهاز‭.‬

و‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تتعرض‭ ‬فيها‭ ‬السفينة‭ ‬للحجز،‭ ‬حيث‭ ‬سبق‭ ‬للسلطات‭ ‬الإيطالية‭ ‬أن‭ ‬أصدرت‭ ‬قرارا‭ ‬بحجزها‭ ‬في‭ ‬2019‭ ‬لمدة‭ ‬خمسة‭ ‬أشهر،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬عادت‭ ‬الشهر‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬البحر،‭ ‬بعد‭ ‬نيلها‭ ‬شهادة‭ ‬السلامة‭ ‬البحرية‭ ‬من‭ ‬السلطات‭ ‬الإسبانية‭.‬

وتمكنت‭ ‬السفينة‭ ‬من‭ ‬إنقاذ‭ ‬363‭ ‬مهاجرًا‭ ‬خلال‭ ‬أيام‭ ‬منذ‭ ‬عودتها،‭ ‬لتوافق‭ ‬إيطاليا‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬مارس‭ ‬الجاري‭ ‬على‭ ‬إنزالهم‭ ‬في‭ ‬موانئها،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬قضوا‭ ‬أياما‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬البحر‭.‬

وفي‭ ‬17‭ ‬مارس‭ ‬الجاري،‭ ‬أعلنت‭ ‬المنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للهجرة‭ ‬تسجيل‭ ‬ارتفاع‭ ‬هائل‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬المهاجرين‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬اعتراضهم‭ ‬وإعادتهم‭ ‬إلى‭ ‬ليبيا‭ ‬منذ‭ ‬مطلع‭ ‬2021،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬نحو‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬مهاجر،‭ ‬مقارنة‭ ‬بنحو‭ ‬ألف‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬كان‭ ‬الأعلى‭ ‬تسجيلا‭ ‬بإعادة‭ ‬3483‭ ‬مهاجرا،‭ ‬مقابل‭ ‬496‭ ‬خلال‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭.‬

ويتجدد‭ ‬الجدل‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬حول‭ ‬عمليات‭ ‬الإنقاذ‭ ‬البحري،‭ ‬ففريق‭ ‬يرى‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬طوق‭ ‬نجاة‮»‬‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الموت،‭ ‬فيما‭ ‬يرى‭ ‬الآخر‭ ‬أنها‭ ‬‮«‬عامل‭ ‬جذب‮»‬‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬غير‭ ‬الشرعيين‭ ‬وتشجيع‭ ‬المهربين‭.‬

Most Popular

Recent Comments