تحاول جميعة «أكسيون أمبلوا رفيوجيه» AERé ردم الهوة بين اللاجئين الراغبين بالانخراط في سوق العمل في فرنسا والشركات التي تعاني من أجل إيجاد اليد العاملة المؤهلة. وأصدرت الجمعية حديثا دليلا من 100 صفحة يهدف إلى «تثقيف» طالب العمل الأجنبي وصاحب العمل بالحقوق والواجبات في هذا الإطار.
كيف يمكنني التواصل مع الشركات للحصول على عمل في فرنسا؟، هل يمكنني العمل في فرنسا إذا كنت حاصلا على وضعية اللجوء في بلد أوروبي آخر؟، ما هو المقصود بعقد من نوع CDD سي دي دي ؟، أساعد سيدة في أعمال المنزل، هل أستطيع أن أحصل على راتب قانوني منها؟.
على مدار عام أو نحوه، جمعت جمعية Action Emploi Réfugiés مئات الأسئلة التي يطرحها اللاجئون وطالبو اللجوء الراغبون في الانخراط بسوق العمل في فرنسا. لكن طرح الأسئلة ليس حكرا على الوافدين الجدد، لأن أرباب العمل والأخصائيين الاجتماعيين الفرنسيين أيضا يتساءلون عن كيفية تحسين إدماج اللاجئين والمهاجرين من خلال التوظيف.
في محاولة للإجابة على هذه الأسئلة، أطلقت هذه الجمعية في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر دليلا من 100 صفحة يمكن تحميله مجانا عن الإنترنت باسم «معلومات توظيف اللاجئين»، الغرض منه هو تقديم إجابات عملية على أسئلة المهاجرين أو اللاجئين وأرباب العمل على حد سواء، وشرح الإطار القانوني للعمل والحق في الحصول على التدريب والإمكانيات المتاحة أمام المهاجرين وأرباب عملهم، بالإضافة إلى الخطوات الإدارية التي يجب اتخاذها من أجل إتمام إجراءات التوظيف.
بحسب الجمعية، فإن نحو 60 ألف لاجئ وطالب لجوء يبحثون عن عمل منذ أكثر ستة أشهر في فرنسا، وبالتوازي فإن 40 ألف شركة تعاني من أجل العثور على يد عاملة. وتقول رئيستا الجمعية ديان بيندر وكافيتا براهمباتهات «عملنا ينصب على تقديم إجابة مشتركة لهذا التحدي المزدوج». وتملك الجمعية قاعدة بيانات تضم 800 شخص مؤهل للعمل، إلى جانب 300 صاحب عمل، وقد نجحت AERé منذ تأسيسها قبل عامين بتسهيل 250 وظيفة إلى الآن.
ما هي الأسئلة التي يتم طرحها بشكل متكرر؟
فيوليت ديباربوي، مؤلفة الدليل، قالت لمهاجر نيوز إن أكثر الأسئلة التي يتم طرحه من قبل اللاجئين والمهاجرين تتعلق بالحق في العمل والتدريبات المتاحة أو حول الدخل التضامني المعروف باسم RSA، وكيفية الحصول عليه؟».
أما من جانب أصحاب العمل، فإن أسئلتهم تنصب على كيفية التحقق من إمكانية توظيف الأجانب، بحسب ما تشرح ديباربوي، وتضيف «في إحدى المرات طلب صاحب العمل شهادة ميلاد من أجل توظيف لاجئ. هذا لا يمكن أن يحصل أبدا مع موظف آخر». وتأمل السيدة من خلال الدليل الذي أعدته «تثقيف الجميع، سواء أصحاب العمل والموظفين»، بالإضافة إلى «توفير وقت العاملين في المجال الاجتماعي».
تحديث الدليل كل ثلاثة أشهر
لجنة مؤلفة من حوالي 20 خبيرا منتدبين من قبل وزارة العمل الفرنسية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين عملوا على مراجعة الدليل والتحقق من صحة معلوماته. وهو متوفر حاليا باللغة الفرنسية، وتسعى الجمعية إلى الحصول على تمويل من أجل ترجمته إلى الإنكليزية والعربية والفارسية قريبا.
فضلا عن ذلك، تخطط الجمعية لتحديثه كل ثلاثة أشهر «لمواكبة التغيرات في القانون»، وعلى وجه الخصوص التغيرات التي ستطرأ بعد قانون اللجوء الجديد في فرنسا. وتقول فيوليت ديباربوي إن التحديث سيكون جاهزا في كانون الثاني/ يناير من عام 2019، ومن المنتظر أن يضم أسئلة جديدة يطرحها المهاجرون أو أرباب العمل أو الجمعيات.