وجبات دسمة ومأكولات شهية يقدمها «الشيف ياسين»، صاحب الـ10 سنوات، لجمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي الذين تخطوا الآلاف.
وجاء هذا النجاح بعد أن قضى ياسين سنوات من عمره يعاني الصم والبكم، بما عزله عن العالم، حيث يصوّر «الشيف ياسين» الوجبات التي يطهوها في مدينته فارسكور بدلتا مصر .
فخلال 6 سنوات كاملة قضاها الطفل ياسين، يعاني الصم والبكم، رغم ذكائه المشهود له به، دفعت الأم إلى طرق كافة الأبواب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وآمله في معجزة طبية تعيد طفلها للاندماج في المجتمع كباقي أقرانه.
وبعد عناء، جاء الفرج على يد طبيب مصري، نجح في إجراء عملية زراعة قوقعة في الأذن ليعود السمع والكلام إلى الطفل وتتفجر معهما موهبتان الطفل في الطبخ والرسم.
الأم
وقالت السيدة منى، أم الطفل ياسين الذي ولد في عام 2010، إنها قضت عامين كاملين لا تعرف أن ابنها لا يسمع، إلى أن جاءت مناسبة عيد ميلاده الثاني، فوجئت أنه لا يتفاعل مع الأصوات والموسيقى والألعاب، مثل أقرانه فقررت عرضه على طبيب أطفال متخصص للتحقق من الأمر.
الطبيب بدروه، والكلام هنا لـ»أم ياسين»، احتار في الأمر فقررت عرضه على طبيب متخصص في السمعيات معروف لمتابعة حالته الصحية، فكانت الصدمة أن الطفل ولد أصما وبالتالي سيعاني من البكم أيضا.
وتضيف الأم: «لم أيأس أبدا، على الفور قررت التحرك في كافة الاتجاهات للعلاج، بعد أن أخطرني الطبيب أنه ورغم الإعاقة إلا أن نسبة الذكاء لدى الطفل عالية بشكل ملحوظ، مما يعني إمكانية استثمار مواهبه، فتابعت كافة المنتديات العلمية التي يمكن أن يكون لها باعا سواء في تنمية القدرات أو علاج هذه الإعاقة غير المتوقعة».
طبيب أجنبي
حين علمت بأن طبيبا أجنبيا متخصص في السمعيات وصل إلى القاهرة، انتقلت للمعيشة هناك، للتردد إليه مع أطباء آخرين إلا أن كافة محاولات إعادة السمع من خلال سماعة لم تؤت بثمارها، فقد كانت فقط تنبه ابني للأصوات دون أن يتكلم.
وتابعت: «في سن السادسة، بدا اليأس يتسرب إلي. لا يوجد أمل في ان يتكلم، إلا أن طبيبا مصريا من مدينة المنصورة بدلتا مصر، جدد فيها الأمل وأجرى عملية زراعه القوقعة في عام 2016، ليتمكن طفلها بعد سنوات من السمع والتكلم وبدأ يندمج مع المجتمع».
«ياسين» في المدرسة
على الفور، قدمت لياسين في المدرسة في سن 7 سنوات بعد ما زرع القوقعة التي تعينه على السمع، وبعد عدة أشهر، بدأت أعمل على توعية لمدرسيه في المدرسة وأفهمهم ماذا تعني زراعة القوقعة، وتأخر الكلام مستعينة بخبراتي في دراستي للتخاطب لدى الأطفال.
موهبة الطبخ
ضاحكة تتذكر الأم، كيف دخل ياسين معها المطبخ لأول مرة قائلة: «في عمر 3 سنوات، بدأ يدخل معي المطبخ ورغم كونه في هذا التوقيت لم يكن يسمع ولا يتكلم إلا أنه بالإشارة كان يفهم مقصدي في مناولتي الطلبات أو لغسل المؤكلات قبل طهيها، وكان يلفت نظري أن لديه شغف بهذا العالم».
ومع مرور الوقت، بدأت الأم تتأكد من رغبته في تعلم الطهي، «وبعد إجراء العملية الجراحية واستقرار أوضاعه الصحية بدأ بالفعل في مساعدتي منذ سن السابعة من عمره، إلى أن اصبح الآن وهو في العاشرة من عمره يستطيع طهي المأكولات الشرقية بكل مهارة».
لا منافع مادية
الأم اشارت إلى أن ابنها لا يحقق أي منافع مادية، من وراء تسويق موهبته عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، أو من أبناء بلدته الذين يواظبون على سؤاله حول الوجبات التي يقدمها، أو يطلونها منه، فالهدف الرئيسي من تقديم الوجبات خاص في المقام الأول في الترفيه عن طفلها المدلل، وتنمية موهبته.
وأردفت: «نعمل بشكل دوري على إعداد مبادرات لأصحاب الهمم على مستوى النحافظة، وحصل ياسين على شهادات تقدير من المحافظة، لهذا الأمر».
ياسين يتكلم
الطفل «ياسين»، قال لموقع «سكاي نيوز عربية»، إنه متمكن في طهي البيتزا الإيطالية،والفطائر الشرقية، كما أن له باع الآن وخبرة في إعداد أواني البطاط الطازجة التي تعد من الأكلات الرئيسية في البيوت المصرية، فضلا عن قدرته في تحضير وجبات البط والدجاج الدسمة.
مواهب أخرى
ياسين أكد أن لديه موهبة أخرى وهي موهبة الرسم، حيث يستطيع رسم الأشخاص.