شن تنظيم الإخوان الإرهابي، عبر لجانه الإلكترونية، هجوما شرسا على النجم أحمد مكي، بعد تسريب صورة له من كواليس مسلسل «الاختيار 2».
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي تغريدات ووسوم تهاجم النجم، صحاب الجماهيرية الواسعة، بسبب مشاركته في المسلسل، الذي سيعرض في رمضان المقبل.
وكان الجزء الأول من المسلسل عرض في رمضان الماضي، واستطاع العمل الدرامي الذي يوثق بطولات ضابط مصري في مواجهة الجماعات الإرهابية في سيناء، شعبية واسعة.
وقال مخرج «الاختيار 2»، بيتر ميمي، إن رمضان المقبل سيشهد بث الجزء الثاني من المسلسل، وسيتحدث عن تضحيات الشرطة المصرية منذ عام 2013، وحتى عام 2020، ورفض ميمي الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
فضح تزييف الإخوان
ويؤكد الباحث المصري في شؤون الجماعات المتطرفة، عمرو فاروق، في حديث إلى موقع «سكاي نيوز عربية»، أن خشية تنظيم الإخوان الإرهابي من مسلسل «الاختيار 2»، يرجع إلى قناعتها بأن مشاهد العمل هذا الدرامي ستدفع باتجاه تفكيك بنيتها الفكرية والتنظيمية التي أرستها منذ حسن البنا منذ ثلاثينيات القرن الماضي.
وتابع: «وثقت مشاهد دراما (الاختيار) حالة التزييف والخداع التي يعيشها أبناء جماعة الإخوان وتنظيمات العنف المسلحة، واستغلالهم والسيطرة عليهم نفسيا وذهنيًا وعقليًا من قبل جهلاء تحت شعارات السمع والطاعة والولاء والبراء، و(بيعة الموت)، والانجراف بهم تجاه العمل المسلح، فضلا عن توظيفهم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة لخدمة الأهداف السياسية التي تصب في نهاية الأمر لتحقيق مصالح جهات وعناصر خارجية تعمل ضد الدولة المصرية».
وأشار فاروق إلى أن الجماعة الإرهابية بلجانها وقطاعاتها الداخلية تحركت على مدار 90 عاما لاستقطاب وتجنيد فئات المجتمع فكريا وتنظيميًا تجاه مشروعاتها في احتكار الخطاب الديني والوصاية على الشريعة والهيمنة على سدة الحكم انطلاقا وتحقيقا لنظرية (أستاذية العالم)، بالتالي فإن أعمالا درامية تفضح أكاذيبهم تشكل خطرا داهما على مشروعهم، بما يجعلهم يتحركون بتلك الطريقة».
وأضاف «تعتمد جماعة الإخوان في بناء هيكلها التنظيمي ودوائرها، على الخطاب العاطفي داخل المجتمع لضمان اختراق مؤسسات الدولة والتغلغل في أركانها وأروقتها لتطويعها في خدمة (المشروع البناوي القطبي)».
وأكد الباحث المصري على أن هذا الخطاب يهدف في الأساس إلى «تدمير الولاء للدولة الوطنية مقابل الولاء للفكرة الدولية التي تمثلها الجماعة بفروعها المنتشرة عبر التنظيم الدولي في أكثر من 80 دولة عربية وأوروبية، ملتحفة بعباءة الدين زورًا وبهتانًا، ولهذا فإن أي عمل يواجه مخططهم يسبب لهم حالة احتقان شديد».
ومن ثم مثلت دراما «الاختيار» نوعًا جديدًا من معركة الوعي الفكري، وأعرب عن أمله في أن «تستكمل الدولة المصرية هذا المسار ضمن خطوط عريضة وواضحة تشكل مشروعا قوميا يسعى لتصحيح المفاهيم، ويحمي حاضرها ومستقبلها، ويوقف حالة الخداع والانتهازية الدينية من قبل جماعات التطرف بتنوعاتها».
الإخوان في حالة تخبط
ومنذ سقوط حكم الإخوان في مصر والتنظيم يعيش حالة من التخبط والفراغ الفكري والتنظيمي، فضلا عن عجزها في اعادة ترتيب هيكلها الداخلي في ظل تجفيف الاستقطاب والتجنيد للعناصر الجديدة، لاسيما قطاع الشباب الذي يمثل المخزون الاستراتيجي لبقائها، وذلك نتيجة عوامل كثيرة، مرت بها على مدار السنوات الماضية، ربما يمثل أهمها فضح مخططها وكشف سوأتها والتمرد على مفاهيمها وأدبياتها مما يؤثر على مستقبلها ويكتب نهايتها في القريب العاجل.
دعاية مجانية
ومن ناحيته، يرى اللواء محمد نور مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، في تصريحات خاصة إلى موقع «سكاي نيوز عربية»، أن الهجوم الإخواني على المسلسل الجديد، هو دعاية مجانية تقدمها الجماعة الإرهابية للمواطن المصري، الذي سيلتف حول العمل لمتابعته بعد النجاح الساحق الذي حققه المسلسل في الجزء الأول.
مهاجمة كل معارض
وأضاف «دأبت جماعة الإخوان على إرهاب كل من يختلف معها منذ نشأتها، وذلك عبر تنفيذ سلسلة اغتيالات جسدية لمعارضيها، وهي تلجأ الآن للإرهاب المعنوي بعد كسر شوكتها والسيطرة على قوتها داخليها، ولم تعد تقوى إلا على الإرهاب من خلال الذباب الإلكتروني المنتشر في أكثر من موقع دون أي تأثير حقيقي على أرض الواقع.
وأكد أن الجماعة الإرهابية أعلنت شهادة وفاتها في التأثير على المواطن بعد تبين جرائمها على مدار السنوات الماضية».
وأشار إلى أن الإرهابيين، هاجموا مسلسل «الجماعة»، الذي ألفه الراحل وحيد حامد وتم إنتاجه في أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، لمجرد أنه تعرض لنشأتهم، ووصل الأمر بهم حينها إلى مهاجمة كل الفنانين الذين شاركوا في العمل واتهموهم بأبشع الاتهامات.
وأكد أن تلك الحرب ستكون دافعاً للفنانين المشاركين في العمل لتقديم أجمل صورة للمواطن المصري عن الضباط والجنود في الشرطة، الذين يحون بأنفسهم من أجل رفعة وسلام الوطن والمواطن.