كشفت دراسة حديثة أن أغنياء التكنولوجيا لديهم نظرة مختلفة للعالم عن قادة الأعمال الأثرياء الآخرين خارج صناعة التكنولوجيا، حيث درس باحثون ألمان وأمريكيون وجهات النظر العالمية لأغنى 100 شخص فى عالم التكنولوجيا، كما هو مدرج بقائمة فوربس، وكان من بين هؤلاء قادة أمازون، وجوجل، وفيس بوك، وتينسنت، وبايدو، وعلي بابا، ومايكروسوفت، وأبل، فيعد مؤسسو هذه الكيانات من أغنى الناس على هذا الكوكب.
ووفقا لما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية، كشف البحث، الذي تضمن تحليل اللغة المستخدمة في تغريدات شخصيات بارزة في التكنولوجيا، أنهم يميلون إلى إنكار أى صلة بين الديمقراطية والمال.
وتتمتع نخبة التكنولوجيا أيضًا بنظرة عالمية أكثر جدارة، حيث يرتبط نجاح الأشخاص أو قوتهم بقدراتهم، مقارنةً بالجمهور العام الذي يستخدم تويتر في الولايات المتحدة.
يقول باحثو الدراسة من جامعتين ألمانيتين ومعهد رالف بانش للدراسات الدولية في نيويورك: “يساهم بحثنا في سد فجوة بحثية في المجتمعات ذات التفاوتات المتزايدة”.
وأضافوا “وجدنا أن أغنى 100 عضو في عالم التكنولوجيا يكشفون عن مواقف مميزة تميزهم عن كل من عامة السكان والنخب الثرية الأخرى”.
حاول الباحثون في البداية مقابلة أغنى 100 شخص في عالم التكنولوجيا وجهًا لوجه، ومع ذلك، بعد تلقي استجابة ضعيفة منهم، لجأوا إلى الإنترنت لمعرفة المزيد عن مواضيعهم بكلماتهم الخاصة.
وحلل الباحثون 49.790 تغريدة من 30 صاحب حساب تم التحقق منه على تويتر، بالإضافة إلى نفس العدد من التغريدات من عينة عشوائية من عامة مستخدمي تويتر في الولايات المتحدة للمقارنة.
وحلل الباحثون 60 بيانًا للمهمة من مواقع الويب الخيرية التي تديرها نخبة التكنولوجيا، بالإضافة إلى تصريحات 17 من نخبة التكنولوجيا الذين وقعوا على Giving Pledge ، وهي مبادرة خيرية لوارن بافيت.
وتمت مقارنة هذه التصريحات بالنخب الأخرى ذات الثراء الفائق غير المرتبطة بعالم التكنولوجيا الذين وقعوا على تعهد العطاء، بما في ذلك وارن بافيت ومايكل بلومبرج وسارة بلاكلي وديفيد سينسبري.
وكشفت تحليلات النص على تويتر عن موضوعات النخبة التقنية التي ركزت أكثر على الإيجابية مقارنة بالمستخدم العادي، وكانت الكلمات الأكثر استخدامًا هي “جديدة” و”رائعة” مقارنة بكلمات الدردشة “إلى حد ما” و”أعجبني” باعتبارها أكثر الكلمات شيوعًا التي يستخدمها عامة المستخدمين.
قام الباحثون أيضًا بقياس انتشار واستخدام الكلمات المتعلقة بـ “الجدارة” و”الديمقراطية”، وتضمنت كلمات الجدارة “متميز” و”ممتاز” و”قيمة” و”فضيلة” و”ميزة” و”تفوق” و “قيمة” و”مثالي” و”هام”، بينما تضمن قاموس الديمقراطية “جمهورية” و”تقرير المصير” و”الحكم الذاتي” و”السيادة” و”الجمهوري” و يمثل” و”المظاهرات” و”التجمعات”.
لم يجد الخبراء فروقًا ذات دلالة إحصائية في رؤية النخبة التقنية للعلاقة بين السلطة والمال أو السلطة والديمقراطية، مقارنةً بعينة تويتر العامة.
لكن نخب التكنولوجيا أنكرت وجود صلة بين الديمقراطية والمال، وهو اعتقاد لا يشاركه مستخدمو تويتر العاديون في العينة، ويعكس هذا بشكل أساسي علاقة معقدة بين الديمقراطية والمال في عالم قائد التكنولوجيا، فإنهم العمل الخيري كمثال، يحبون التخلي عن شيء ما، لكنهم يريدون أن يقرروا ما الغرض منه، وهم لا يحبون دفع الضرائب كثيرا.
كما تميل لغة إصدار الأحكام الخاصة بهم نحو الإيجابية، بكلمات مثل “جيد” و”أفضل” و “أفضل” و”صحيح”، وتميل إلى الافتقار إلى الصفات السلبية.
ويضيف الباحثون: “قد يُنظر إلى النخبة التكنولوجية على أنها طبقة خاصة بنفسها، فهى مجموعة اجتماعية تشترك في وجهات نظر معينة عن العالم.