يزور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، المملكة الأردنية الهاشمية، تلبية لدعوة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.
وتحظى القمة المصرية الأردنية بأهمية خاصة، لا سيما في ظل خصوصية العلاقة التي تجمع البلدين، والعلاقات الاستراتيجية الراسخة بينهما، فضلاً عن دورهما في القضية الفلسطينية، باعتبارهما من الدول المحورية الرئيسية المعنية بالملف.
وتنعقد تلك القمة الثنائية في ظل مستجدات عدة على الساحة السياسية، وفي ظل جهود لوضع أفق أرحب للتسوية السياسية وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، عبر استعادة مسيرة السلام لوضعها الطبيعي، من بين أبرز تلك المستجدات اتفاقات السلام الموقعة أخيراً بين دول عربية وإسرائيل، وأيضاً مع وجود إدارة أميركية جديدة، إضافة إلى دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى إجراء انتخابات عامة، لأول مرة منذ 15 عاماً. علاقة استراتيجية
وزير الدولة السابق لشؤون الإعلام في الأردن، محمد المومني، يقول في تصريحات خاصة لموقع «سكاي نيوز عربية»، إن «العلاقة الأردنية المصرية علاقة استراتيجية وعميقة، وهنالك الكثير من المصالح المشتركة بين البلدين، لا سيما الاقتصادية، ذلك أن القرب الجغرافي من البلدين يجعل من هذه المصالح مصالحاً حيوية عليا»، مشيراً إلى أن «الأردن كان من أكثر الدول الداعمة للقيادة المصرية، وكان دائماً يؤمن بدور مصر الطليعي والاستراتيجي كدولة أساس ومحورية، في إحداث التوازن في الشرق الأوسط».
ويشير المومني بشكل خاص إلى «خصوصية العلاقة بين جلالة الملك وفخامة الرئيس المصري، باعتبار أن لها أثرا كبيرا على تطوير هذه العلاقة وجعلها راسخة وثابتة»، مشدداً على أن ملفات عديدة يتم التباحث فيها، بداية من ملف العلاقات الثنائية، وكذلك القضية الفلسطينية؛ كون البلدين من الدول المحورية الأساسية المعنية بملف القضية الفلسطينية، ومسألة التعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة، والدفع باتجاه مسار سلمي ذي مصداقية، يضع أفقاً أرحب للتسوية السلمية، وإنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وشهدت الفترات الأخيرة سلسلة من اللقاءات التي جمعت مسؤولي البلدين، من أجل التشاور والتنسيق بخصوص القضية الفلسطينية بشكل خاص، منها اجتماع القاهرة في ديسمبر الماضي، وكذلك اجتماع «مجموعة ميونيخ» الذي استضافته مصر قبل أيام قليلة.
تنسيق مستمر
مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، السفير حسين هريدي، يقول في تصريحات خاصة لموقع «سكاي نيوز عربية» من القاهرة، إن «الزيارة تأتي في ظل التنسيق والتعاون المستمر بين الرئيس المصري والعاهل الأردني، سواء تنسيق مواقف البلدين بالنسبة لتطورات القضية الفلسطينية أو بالنسبة لمواقف البلدين بالنسبة للحرب على الإرهاب والأوضاع الإقليمية بصفة عامة».
ويشير هريدي إلى أن «الزيارة تأتي بعد المصالحة الخليجية، كما تأتي قبل يومين من أداء اليمين لرئيس أميركي جديد وإدارة أميركية جديدة»، مردفاً: «الزيارة أعتقد بأنها في غاية الأهمية من أجل تبادل وجهات النظر بين القاهرة وعمان حول كيفية التعامل مع تداعيات هذه المستجدات».
ويوضح أن القمة تأتي أيضاً بعد اجتماع وزراء خارجية مصر والأردن وفلسطين الذي استضافته القاهرة، وعقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة ميونيخ التي تضم مصر والأردن إلى جانب ألمانيا وفرنسا، والذي تم خلاله التأكيد على حل الدولتين وتفعيل المصالحة الوطنية الفلسطينية. وتكمن أهميتها أيضاً في كونها جاءت بعد الإعلان رسمياً عن إجراء انتخابات عامة ورئاسية في فلسطين في مايو ويوليو المقبلين، وذلك لأول مرة منذ 15 عاماً.
يذكر أنه قبل شهر من الآن، وتحديداً في 19 ديسمبر 2020، انعقد اجتماع بالقاهرة ضم وزراء خارجية (مصر والأردن وفلسطين)، والذي صدر عنه بيان القاهرة، ونص على «استمرار العمل على إطلاق تحرك فاعل لاستئناف مفاوضات جادة وفاعلة لإنهاء الجمود في عملية السلام وإيجاد أفق سياسي حقيقي للتقدم نحو السلام العادل».
وقبل أيام قليلة، وتحديداً في الحادي عشر من شهر يناير الجاري، استضافت القاهرة الاجتماع الوزاري الرباعي حول فلسطين «مجموعة ميونيخ». وتضم المجموعة وزراء خارجية مصر والأردن وفرنسا وألمانيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي، وهو الاجتماع الذي تم خلاله بحث استكمال جهود إجراء مفاوضات فاعلة جديدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، تقوم على أساس حل الدولتين.
التعاون العربي
مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، السفير جمال بيومي، يقول في تصريحات خاصة لموقع «سكاي نيوز عربية» من القاهرة، إن «التنسيق الأردني المصري العراقي برز جلياً الآن، ونأمل أن تتعافى سوريا لتنضم إلى هذا التنسيق إضافة إلى اليمن، وجميعها دول مهمة للتنسيق مع مصر».
ويشير بيومي إلى ما تتسم به العلاقات المصرية الأردنية من خصوصية خاصة، لا سيما وأنهما أول دولتين وقعتا اتفاق سلام مع إسرائيل، وبالتالي دورهما ورأيهما مهمان في هذه الفترة، من أجل استعادة مسيرة السلام مرة أخرى لوضعها الطبيعي، موضحاً أن اللقاءات المتكررة بين مصر والأردن «سلوك طبيعي في الفترة الراهنة، نظراً لما يجمع البلدين من قضايا وعلاقات مشتركة».