«استثمروا بالداخلة.. إنها أرض خصبة لإقامة مشاريعكم»، هو شعار المنصة الرقمية الجديدة لتشجيع الاستثمار في مدينة الداخلة، جنوبي المغرب، والتي تم إعطاء انطلاقتها، الأحد، بحضور كاتب الدولة المكلف بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ديفيد شينكر، الذي يقوم بزيارة للأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتعتبر منصة الداخلة كونيكت (Dakhlaconnect)، التي تم إحداثها بتمويل أميركي، هي الأولى من نوعها المتخصصة في تشجيع الاستثمار بمدينة الداخلة المغربية، وتدخل في إطار مشروع تعزيز الفرص الاقتصادية بمدينتي الداخلة والعيون.
ويقدم الموقع للراغبين في الاستثمار بجهة الداخلة وادي الذهب، معلومات دقيقة معززة بالأرقام، تخص عدد من القطاعات الاستثمارية من قبيل قطاع الصيد البحري والفلاحة والسياحة، والطاقات المتجددة. كما يقدم الموقع شهادات مصورة عن تجارب مستثمرين مغاربة وأجانب بالجهة.
كما يجيب الموقع المتوفر بأربع لغات هي العربية، الفرنسية، الانجليزية ثم الإسبانية، على عدد من التساؤلات التي يطرحها المستثمر، كما يشكل مصدرا للمعلومات فيما يخص الدعم والتسهيلات المقدمة للمستثمرين المحتملين.
استقطاب الاستثمارات
وعن الغاية من إحداث هذه المنصة الجديدة، يقول منير هواري، المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بجهة الداخلة وادي الذهب (مؤسسة عمومية)، إن هذه المنصة الممولة من طرف الحكومة الأميركية والتي أشرف على إنجازها مكتب دراسات أميركي، تهدف إلى التعريف بالمؤهلات والقطاعات الواعدة بجهة وادي الذهب الداخلة، حيث تقدم في مرحلة أولى معلومات ماكرو اقتصادية عن فرص الاستثمار بالجهة.
وأضاف هواري في تصريح لموقع «سكاي نيوز عربية»، أن «المرحلة الثانية من عمل هذه المنصة هي مرحلة تسويقية تسعى للتعريف بالمنصة على الصعيد الوطني والعالمي من خلال خلق جسر تواصل وشراكات بين المقاولات المحلية والأخرى الراغبة في الاستثمار في جهة الداخلة وادي الذهب».
أما المرحلة الثالثة من هذه الخدمة الرقمية، حسب المسؤول عن المركز الجهوي للاستثمار، فتشمل مواكبة المقاولات الشابة والنسائية عبر التكوين وتوفير الدعم الرقمي، وكذا البحث عن أسواق جديدة لهذه المقاولات ومواكباتها من أجل الرفع من قدرتها التنافسية.
وكشف منير هواري، أن المنصة تشتغل حاليا في مرحلتها الأولى، متوقعا أن تنتقل إلى المرحلة الثانية والثالثة خلال الأشهر القليلة القادمة، حيث يتطلب بلوغ المرحلتين التنسيق والعمل مع جميع الشركاء المحلين.
وعن اختيار هذه المنصة الرقمية، يقول هواري إن «آلية التسويق الرقمية أثبتت فعاليتها وأصبحت طريقة معتمدة في التسويق عبر العالم، وهي آلية كفيلة بتتبع المؤشرات كما تساعد على تقديم تقيم مبني على معطيات دقيقة في حال الحاجة إلى تغير استراتجية العمل».
ويتوقع المتحدث أن يكون لهذه المبادرة أثر إيجابي ودور كبير في جدب الاستثمارات بالجهة، وأن تساهم في خلق شراكة بين الفاعلين الجهوين ونظرائهم سواء الوطنين أو الدوليين.
نمط تسويقي جديدة
وفي ذات التوجه، يقول الخبير الاقتصادي، مهدي فقير، أن أنماط الأعمال شهدت في السنوات الأخيرة تحولا كبيرا وانتقلت إلى نظام الرقمنة، حيث بدأت المنصات تلعب دورا كبيرا في تمكين الراغبين في الاستثمار من الوصول إلى المعلومات الدقيقة.
ويضيف الخبير الاقتصادي، في تصريح لموقع «سكاي نيوز عربية»، أن دور منصات العمل الرقمية مثل «Dakhlaconnect»، يكمن في تقديم كل الشروحات الكافية حول العروض الاستثمارية بالجهة، التي تعفي المستثمرين من التنقل إلى عين المكان، من أجل الحصول على معلومات ذات طابع مؤسساتي.
وعكس النمط الكلاسيكي التقليدي الذي يعتمد على الإخبار العام، وفق مهدي فقير، فإن هذه المنصة الذكية تقدم عروضا استثمارية بأكبر قدر من الدقة للمستثمر، وتضعه في تواصل مع المسؤولين سواء عبر طلبات مرقمنة يتم تتبعها، أو عن طريق وضع الملفات الخاصة به.
وتأتي هذه المنصة الممولة من طرف الولايات المتحدة، بحسب فقير، «تفعيلا لقرارها السابق للأخيرة والمتمثل في الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، وتثمينا لهذا المكتسب الدبلوماسي الهام والذي سيتعزز بفتح قنصيلة لها في مدينة الداخلة، مع خلق المناخ ملائم ومناسب يستجيب لمتطلبات المستثمر الأميركي».
ويرى الخبير أن هذه الخدمة الرقمية ستساهم في إطلاع المستثمرين الأميركيين على المؤهلات الكبيرة التي تزخر بها الأقاليم الجنوبية من المغرب، وتسهيل عملية تواصلهم مع الشركات المحلية في المنطقة الواعدة، مما يتيح لهذه الأخيرة استقطاب استثمارات جديدة.