مع بداية طرح لقاحات كوفيد 19 المتعددة، هناك دائمًا أولوية لمن يعاني من الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية الأخرى، والفرق الطبية الذين يعملون في خط الدفاع الأول لمواجهة فيروس كورونا، ولكن هل هناك حاجة لتلقيح المتعافين من كورونا ضد العدوى و الذي يعد السؤال الأشهر علي السوشيال ميديا؟
“الحياة نيوز ” يستعرض في التقرير التالي مدة الأجسام المضادة في جسد المتعافين، وهل يجب عليهم تلقي اللقاح؟مدة الأجسام المضادة عند المتعافين من كورونايحمل الأشخاص الذين يتعافون من كوفيد 19 أجسامًا مضادة معادلة قد تحميهم من الإصابة مرة أخرى، تشير الدراسات الحديثة إلى أن فترة الحماية هذه قد تستمر ثلاثة أشهر بعد الإصابة، وتقول مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) إن الأشخاص الذين تعافوا يجب أن يحصلوا على لقاح كوفيد وأنهم قد يؤخرون التطعيم لمدة 90 يومًا بعد الإصابة الأولية.
لكن المجتمع العلمي لم يتوصل بعد إلى توافق في الآراء بشأن المدة التي يحتفظ فيها الشخص بالحصانة من المرض بعد الإصابة، وفقًا لـ “شيف بيلاي” دكتوراه في الطب ومدير برنامج ماجستير العلوم الطبية في علم المناعة بجامعة هارفارد قد يعتمد طول عمر المناعة على شدة مرض الشخص.
ويستطرد “بيلاي” أن مستويات الأجسام المضادة تكون منخفضة لدى الأشخاص المصابين بعدوى خفيفة، لذا حتى بافتراض أن الشخص الذي أصيب محمي فقد يكون لديه بعض الأجسام المضادة لمدة 90 يومًا كحد أقصى.كيف تعمل الأجسام المضادة؟عندما يصاب شخص ما بعدوى كوفيد 19، فإن جسمه ينتج أجسامًا مضادة للدفاع ضد الفيروس، إذ تنتج الخلايا التي تعرف باسم الخلايا البائية داخل الجسم أجسامًا مضادة معادلة بينما تتعرف الخلايا الأخرى والمعروفة بـ الخلايا التائية القاتلة على الفيروس وتهاجمه، عندما تهدأ العدوى تستمر هذه الخلايا في تذكر الفيروس بحيث تكون الاستجابة المناعية أكثر فعالية في حالة عودة العدوى.
ترجع شدة المرض إلى حد كبير إلى استجابة الجسم المناعية للفيروس، إذا كان الحمل الفيروسي أصغر ستكون الاستجابة المناعية للشخص أقل وستكون الأجسام المضادة الناتجة أقل، بمرور الوقت تنخفض مستويات الأجسام المضادة وتتلاشى المناعة.قد يصاب بعض الأشخاص بما يكفي من الفيروس لاختبار إيجابي في اختبار كوفيد 19، ولكن ليس بما يكفي لتحفيز استجابة مناعية قوية، يقول “بيلاي” إن هؤلاء الناقلين عديمي الأعراض على الرغم من إصابتهم بالفيروس لن ينتجوا على الأرجح أجسامًا مضادة كافية للحماية من الإصابة بعد أشهر أخرى في المستقبل.
حتى إذا كان مسؤولو الصحة العامة يعتزمون إعطاء الأولوية لتوزيع اللقاح على الأشخاص الذين لم يصابوا من قبل فقد يكون من الصعب القيام بذلك من أجل أن يعرف الأطباء من لديه مستويات كافية من المناعة يجب أن يخضعوا لاختبار الأجسام المضادة والذي قد يكون مستهلكًا للوقت والموارد.يقول بيلاي: “إذا أصيب أحد بعدوى خفيفة من كوفيد 19 يتم معالجته وكأنه لا يعاني من أي مرض ومن ثم إعطائه اللقاح، ولكن إذا كان مصاب بعدوى خطيرة وتطلب ذلك دخول المستشفى فهذا يعطيه بعض الحصانة ويمكن أن تنتظر قليلاً قبل إعطاء اللقاح، لكنني لن أجعل أي شخص ينتظر إذا كان اللقاح متاحًا على نطاق واسع “.أخبرت كروتيكا كوبالي، أستاذة الطب المساعدة في جامعة كارولينا الجنوبية الطبية، أنه في تجربتها في توزيع لقاحات كوفيد 19، لا يسأل الناس عما إذا كانوا قد أصيبوا سابقًا الهدف، هو توزيع اللقاح على كل من يريده لضمان الحماية الكاملة لأكبر قدر من البشر.