الرئيسيةمنوعات عالميةبعد 80 عاما.. لماذا لم يتغير شكل الحافلات المدرسية؟

بعد 80 عاما.. لماذا لم يتغير شكل الحافلات المدرسية؟

بعد‭ ‬مرور‭ ‬نحو‭ ‬80‭ ‬عاما‭ ‬أو‭ ‬8‭ ‬عقود،‭ ‬تبدو‭ ‬حافلات‭ ‬المدارس‭ ‬الحديثة‭ ‬شبيهة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بتلك‭ ‬التي‭ ‬اعتمدت‭ ‬كحافلات‭ ‬مدرسية‭ ‬منذ‭ ‬العام‭ ‬1939،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬اختلفت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬الداخل‭.‬

وبعد‭ ‬8‭ ‬عقود،‭ ‬تظل‭ ‬حافلات‭ ‬المدارس‭ ‬وسيلة‭ ‬المواصلات‭ ‬الأكثر‭ ‬أمانا‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المدارس،‭ ‬وهي‭ ‬أكثر‭ ‬أمنا‭ ‬بنحو‭ ‬70‭ ‬مرة‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬وفقا‭ ‬للإدارة‭ ‬الوطنية‭ ‬للسلامة‭ ‬المرورية،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الحافلات‭ ‬لا‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬أحزمة‭ ‬أمان‭.‬

بداية‭ ‬الحكاية‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬العام‭ ‬1939،‭ ‬وذلك‭ ‬خلال‭ ‬مؤتمر‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬الأستاذ‭ ‬في‭ ‬كلية‭ ‬المعلمين،‭ ‬فرانك‭ ‬سير،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬نراه‭ ‬في‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬الحديثة‭.‬

وها‭ ‬هي‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬بعد‭ ‬80‭ ‬عاما،‭ ‬تبدو‭ ‬متشابهة‭ ‬تماما،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬السيارات‭ ‬الأخرى‭ ‬خضعت‭ ‬لإعادة‭ ‬تصميم‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭.‬

في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬تنقل‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬حوالي‭ ‬26‭ ‬مليون‭ ‬طفل‭ ‬كل‭ ‬يوم‭.‬

ولكن‭ ‬قبل‭ ‬عصر‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية،‭ ‬كان‭ ‬الأطفال‭ ‬ينتقلون‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬في‭ ‬‮«‬عربات‭ ‬مدرسية‮»‬‭ ‬تجرها‭ ‬الخيول‭.‬

وبحلول‭ ‬ثلاثينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي،‭ ‬اتسعت‭ ‬الطرق‭ ‬وتوفرت‭ ‬أنواع‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السيارات،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬شيوعا‭.‬

غير‭ ‬أن‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬الأولى‭ ‬كانت‭ ‬خليطا‭ ‬من‭ ‬أنماط‭ ‬وأنواع‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬المركبات،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬جيدة‭ ‬للسلامة‭ ‬أو‭ ‬الفعالية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التكلفة،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هناك‭ ‬معايير‭ ‬عالمية‭ ‬متبعة‭ ‬لجميع‭ ‬الحافلات‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1939،‭ ‬بدأ‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬يتغير،‭ ‬وفقا‭ ‬لما‭ ‬ذكره‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬بزنيس‭ ‬إنسايدر‮»‬‭.‬

في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬أدرك‭ ‬فرانك‭ ‬سير،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أستاذا‭ ‬للتعليم‭ ‬الريفي‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كولومبيا،‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬الريفي،‭ ‬فوجد‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬من‭ ‬عام‭ ‬1926‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1938‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬بنسبة‭ ‬132‭ ‬في‭ ‬المئة‮»‬‭.‬

ودعا‭ ‬سير‭ ‬إلى‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬يجمع‭ ‬مسؤولي‭ ‬النقل‭ ‬والمعلمين‭ ‬ومصنعي‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭.‬

وتوصلت‭ ‬المجموعة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬المعايير‭ ‬الدنيا‭ ‬للحافلات‭ ‬المدرسية‮»‬،‭ ‬تضمنت‭ ‬44‭ ‬قاعدة‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬الالتزام‭ ‬بها،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تفاصيل‭ ‬مثل‭ ‬طول‭ ‬وعرض‭ ‬الممر‭ ‬داخل‭ ‬الحافلة‭.‬

ومن‭ ‬بين‭ ‬القواعد‭ ‬التي‭ ‬نصت‭ ‬عليها‭ ‬تلك‭ ‬المعايير،‭ ‬اللون‭ ‬الأصفر‭ ‬المميز،‭ ‬حيث‭ ‬اختارت‭ ‬المجموعة‭ ‬هذا‭ ‬اللون‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬الأسرع‭ ‬تحديدا‭ ‬على‭ ‬الطريق،‭ ‬وبرزت‭ ‬الأحرف‭ ‬السوداء‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬الضوء‭ ‬الخافت‭.‬

إجمالا،‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬تراه‭ ‬في‭ ‬الحافلات‭ ‬الحديثة‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭.‬

لكن‭ ‬ها‭ ‬قد‭ ‬مرت‭ ‬80‭ ‬سنة،‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬شيئا‭ ‬قد‭ ‬تغير‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الشكل‭ ‬الخارجي‭ ‬للحافلات‭.‬

غير‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التغييرات‭ ‬التي‭ ‬تمت‭ ‬داخل‭ ‬الحافلة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬الانقلاب،‭ ‬وأنظمة‭ ‬وقود‭ ‬أكثر‭ ‬أمانا،‭ ‬ومقاعد‭ ‬أطول،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬إمكانية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الكراسي‭ ‬المتحركة‭ ‬ونوافذ‭ ‬خروج‭ ‬الطوارئ‭ ‬وذراع‭ ‬علامة‭ ‬التوقف‭.‬

كل‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬الحافلة‭ ‬المدرسية‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬التغييرات‭ ‬كان‭ ‬أكثر‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬ووسائل‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬تقارير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2008‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2017،‭ ‬قتل‭ ‬71‭ ‬راكبا‭ ‬في‭ ‬حوادث‭ ‬حافلة‭ ‬مدرسية،‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬26‭ ‬مليون‭ ‬راكب‭ ‬يوميا‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬الوفيات‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬1‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الوفيات‭ ‬المرورية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬الأميركي‭.‬

إذن،‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬آمنة‭ ‬جدا؟‭ ‬حسنا،‭ ‬ربما‭ ‬لاحظت‭ ‬أن‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬كبيرة‭ ‬وثقيلة،‭ ‬وأثقل‭ ‬7‭ ‬مرات‭ ‬من‭ ‬السيارة‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬لتلك‭ ‬الحافلات‭ ‬قدرة‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬الاصطدام‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬ويشعر‭ ‬الركاب‭ ‬بقوة‭ ‬أقل‭ ‬خلال‭ ‬حوادث‭ ‬الاصطدام،‭ ‬ويساعدها‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬هيكلها‭ ‬الصلب‭ ‬الذي‭ ‬يمنع‭ ‬أيضا‭ ‬تلفها‭ ‬أثناء‭ ‬الانقلاب‭.‬

لكن‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬حجم،‭ ‬فاللون‭ ‬الأصفر‭ ‬والأضواء‭ ‬الساطعة‭ ‬وإشارة‭ ‬التوقف‭ ‬تساعد‭ ‬كلها‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭.‬

وفي‭ ‬الواقع،‭ ‬فإن‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬هي‭ ‬أكثر‭ ‬المركبات‭ ‬وضوحا‭ ‬وتنظيما‭ ‬على‭ ‬الطريق،‭ ‬لأنها‭ ‬متماثلة‭ ‬جميعها،‭ ‬فمن‭ ‬السهل‭ ‬التعرف‭ ‬عليهم،‭ ‬ويعرف‭ ‬السائقون‭ ‬القريبون‭ ‬أن‭ ‬عليهم‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أكثر‭ ‬حذرا‭ ‬عند‭ ‬الاقتراب‭ ‬منها‭.‬

ويمكن‭ ‬للتغيير‭ ‬الجذري‭ ‬في‭ ‬التصميم‭ ‬واللون‭ ‬وتحديث‭ ‬المظهر‭ ‬أن‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬انتباه‭ ‬السائقين‭ ‬الآخرين‭ ‬للحافلات‭ ‬كما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العادة‭.‬

وحول‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أحزمة‭ ‬الأمان‭ ‬في‭ ‬المقاعد،‭ ‬فإن‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭ ‬الكبيرة‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إليها،‭ ‬إذ‭ ‬يستخدم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬شيئا‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬الحماية‭ ‬من‭ ‬التصادم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التقسيم‮»‬‭ ‬لحماية‭ ‬الركاب،‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تصميم‭ ‬المقاعد‭ ‬المتواضعة‭ ‬بالفعل‭ ‬لامتصاص‭ ‬طاقة‭ ‬الاصطدام‭ ‬وتخفيف‭ ‬الصدمة‭.‬

على‭ ‬أي‭ ‬حال،‭ ‬قد‭ ‬تحدث‭ ‬تغييرات‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المؤتمر‭ ‬الذي‭ ‬دعا‭ ‬إليه‭ ‬سير‭ ‬عام‭ ‬1939،‭ ‬أصبح‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭ ‬‮«‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬للنقل‭ ‬المدرسي‮»‬،‭ ‬ويجتمع‭ ‬مرة‭ ‬كل‭ ‬5‭ ‬سنوات‭ ‬تقريبا،‭ ‬للتصويت‭ ‬على‭ ‬التغييرات‭ ‬في‭ ‬معايير‭ ‬الحافلات‭ ‬المدرسية‭.‬

ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬موضوعات‭ ‬ذلك‭ ‬المؤتمر‭ ‬أشياء‭ ‬مثل‭ ‬اعتماد‭ ‬الحافلات‭ ‬الكهربائية‭ ‬وتطبيقات‭ ‬التتبع،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬التلوث‭ ‬وحتى‭ ‬تغيير‭ ‬المظهر‭.‬

ولكن‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفي‭ ‬جميع‭ ‬التغييرات‭ ‬بالمتطلبات‭ ‬الأساسية‭ ‬نفسها‭ ‬التي‭ ‬وضعها‭ ‬فرانك‭ ‬سير‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1939‭.‬

Most Popular

Recent Comments