لم تعد كوريا الشمالية معروفة بالسلاح النووي فحسب، بل أيضا بنسخ الأسلحة التقليدية للآخرين وإجراء تعديلات عليها.
وخلال أحد العروض العسكرية المتتالية في وسط بيونغ يانغ، ظهر جنود كوريون شماليون من القوات الخاصة يحملون بنادق غير مألوفة وتمتاز بحجمها الكبير مقارنة بأنواع أخرى من البنادق.
وظهرت هذه البندقية أيضا مع حراس الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، خلال جولاته.
ولم تكن هذه البنادق سوى نسخة معدلة من بندقية كلاشينكوف الروسية الشهيرة أو كما تعرف أيضا بـ” آيه كي- 47″.
وذكر موقع “ناشونال إنترست” الأميركي، أن هذه البندقية تتميز بقدرتها على حمل كميات كبيرة من الذخيرة، ويطلق عليها اسم “تايب 88”.
وتعتمد البندقية على عيارات نارية أصغر وأقل حجما يبلغ قطرها 5.45 ملم. ولا يعرف متى بالتحديد بدأ تصنيع هذه البندقية؟، وذلك بسبب طبيعة النظام الموغل في السرية والكتمان، إلا أن رقم البندقية يوحي أنها صنعت في 1988.
وخلال العقود الستة الأخيرة، كان جيش كوريا الشمالية يصنف على أنه واحد من أكبر الجيوش في العالم، ورغم عدم الإعلان عن الرقم الرسمي للجنود وتذبذب العدد بسبب الظروف السياسية، إلا أنه يعتقد أن قوام الجيش يبلغ 1.2 مليون رجل. وغالبية هؤلاء يخدمون في القوات البرية.
وتلقت كوريا الشمالية دعما وتدريبا كبيرين من جانب الاتحاد السوفيتي السابق، ومثل بقية دول الكتلة الشرقية، صنعت بيونغ يانغ نسختها من بندقية كلاشنكوف الآلية.
وفي وقت لاحق، عملت الدولة الشيوعية المنعزلة على إجراء تحسينات على البندقية السوفيتية.
ويقدر بأن المخزن الواحد في هذه البندقية يستوعب 100- 150 رصاصة، وأكثر بأضعاف من المخزن التقليدي في الكلاشنكوف الذي يضم 30- 50 رصاصة.
وقد يكون السبب في زيادة طلقات البندقية، تزويد الجنود بقوة نارية كبيرة خلال العمليات الخاصة.
والبندقية الكورية الشمالية أقصر طولا مقارنة بالكلاشنكوف، لكي تراعي طول الجنود الشماليين المعروفين بالقصر، فمثلا الأخمص أصغر حجما مقارنة بالجزء النظير في السلاح السوفيتي.
وخلافا للكلاشنكوف الذي فيه أجزاء خشبية وأخرى حديدية، تظهر البندقية الكورية الشمالية سوداء خالصة، وربما تكون الغاية وراء ذلك إضفاء طبيعة عصرية على البندقية، المزودة أيضا بمنظار حربي.
ويصعب تقدير عدد البنادق الذي صنعته كوريا الشمالية من هذا الطراز، مع أن البلاد كانت تنتج في الماضي كميات هائلة من البنادق، وربما أدى الانهيار الاقتصادي الذي عاشته الدولة الشيوعية في الثمانينيات إلى تباطؤ الانتاج.
ويعتقد أن البنادق من هذا الطراز وزعت على مقاتلي القوات الخاص الذين يقدر عددهم بنحو 200 ألف، بينما يمتشق بقية الجنود النسخ التقليدية من كلاشنكوف بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة والميزانيات المحولة لصالح البرنامج النووي.
ولم تظهر البندقية “تايب 88” في العلن سوى في العقد الأخير.