الرئيسيةكندا اليوم’’إذا قصفوا غزة بأكملها، لن أتركها‘‘، يؤكد عازف الناي عماد الربايعة

’’إذا قصفوا غزة بأكملها، لن أتركها‘‘، يؤكد عازف الناي عماد الربايعة



RCIتاريخ النشر: 20:15بعد شهريْن من الحرب لم يبقَ في قطاع غزة سوى أماكن قليلة آمنة من القصف الإسرائيلي. لكن عماد سليمان الربايعة يرفض مغادرة الأرض التي نشأ فيها، وهذا عائد جزئياً إلى أنها في غاية الأهمية لموسيقاه.يعيش الرباعية مع زوجته وأولادهما وسط أنقاض شقتهم التي تعرّضت للقصف في مدينة رفح في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصَر من قبل إسرائيل.

إذا قصفوا غزة بأكملها، لن أتركها. أقسم بأني إذا غادرت هذا المكان، فلن أعزف الموسيقى… ففي الفضاء الخاص بي هنا أستطيع العزف. ولن أستطيع العيش في مكان آخر غير هنا.نقلا عن عماد سليمان الربايعة، عازف ناي فلسطيني من مدينة رفح
والآلة المفضلة لدى الربايعة هي ناي مصنوع من أنبوب معدني به ثقوب.
وعزف الربايعة مؤخراً على هذا الناي وهو جالس على كومة من الأنقاض فيما كان ثلاثة من أطفاله الستة يجلسون بالقرب منه، يقهقهون ويستمعون إلى والدهم وهو يعزف أغاني عن فلسطين، وبينهم طفلة كانت تضرب الأرض بقدميها على إيقاع موسيقاه.
’’أعزف موسيقى وطنية‘‘، يقول الربايعة، ’’أنت تعزف موسيقى وطنية لبلدك، ولمدينتك… أعتقد أنّ عزف الموسيقى هو شكل من أشكال التمرد‘‘.
عماد سليمان الربايعة يعدّ الشاي لأحد أولاده وسط ركام منزل الأسرة في رفح.
الصورة: (Mohamed El Saife/CBC)وأحد الفنانين الذين يغنّي لهم هو المغنّي السوري سميح شقير الذي له أغنية حزينة بعنوان ’’رجع الخيّ‘‘ (’’لقد عاد أخي‘‘) تروي عودة الشقيق ’’الشهيد‘‘ محمولاً على الأكفّ.
وعندما لا يعزف، يضع الربايعة نايه الثمين في وعاء على ما تبقى من طاولة وسط كومة الركام التي كانت منزله.
دمّر القصف الإسرائيلي المبنى السكني الذي تسكنه عائلة الربايعة في تشرين الأول (أكتوبر). ووسط الدمار، لا تزال جدران إحدى الغرف واقفة، والأرضية المبلّطة باللونيْن البيج والبني سليمة إلى حد ما. وقام الربايعة بإعداد موقد مؤقت وسط هذه المساحة.
ويتذكّر الربايعة مدينة رفح التي نشأ فيها وارتباطه العميق بالمنطقة. هو حالياً عاطل عن العمل وينام مع أسرته في الليل في مدرسة قريبة تديرها الأمم المتحدة.
ويعود الربايعة كلّ صباح إلى منزله المدمَّر، إلى كومة الركام، فيعدّ كوباً من الشاي ويعزف على الناي لأطفاله والجيران.
وأحياناً تمتزج نغمات نايه بأصوات القنابل التي تسقط على المباني، فيواصل العزف وسط الانفجارات للتخفيف من صعوبة الوضع.
مئات الفلسطينيين بالقرب من حفرة عملاقة أحدثها قصف إسرائيلي على رفح في 3 كانون الأول (ديسمبر) 2023.الصورة: Getty Images / Said Khatib/AFPفي بداية الحرب، اعتبرت القوات الإسرائيلية جنوب قطاع غزة منطقة آمنة ودفعت سكان الشمال للانتقال إلى هناك حفاظاً على سلامتهم، على حدّ قولها.
لكن نهاية الأسبوع الماضي، بعد انتهاء الهدنة المؤقتة التي تخللها تبادل للأسرى بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة، ألقى الجيش الإسرائيلي مناشير باللغة العربية على سكان وسط القطاع وجنوبه يطلب فيها من أكثر من مليونيْ شخص الانتقال إلى مدينة رفح حفاظاً على سلامتهم.
لكنّ هذه المدينة الصغيرة الواقعة عند الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية مكتظة بالناس.
’’لقد حشدوا كلّ السكان في رفح‘‘، يقول الربايعة، ’’الناس فوق بعضهم البعض. والله إنّ الناس يعانون‘‘.
واعتباراً من يوم الثلاثاء أُلقيت مناشير على خان يونس، كبرى مدن جنوب قطاع غزة وثاني أكبر مدينة في القطاع بعد مدينة غزة، تطلب من السكان الانتقال إلى رفح.
وبينما يتوجه المزيد من الناس إلى مدينته، يؤكد الربايعة أنه باقٍ في مكانه مواصلاً العزف على نايه في ظلّ حرب مستعرة.
(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

Most Popular

Recent Comments