سمير بن جعفرتاريخ النشر: 2 ديسمبر 2023 20:10تمّ انتخاب أحمد يوسف، المولود في مصر، عضوا في المجلس البلدي لمدينة ’’مابل ريدج‘‘ (Mapple Ridge) للمرة الأولى في 2018.وتقع المدينة إلى الشرق من فانكوفر وتبعد عنها بحوالي 50 كيلومتراً.
أحمد يوسف من مواليد مدينة شبين الكوم في محافظة المنوفية بمصر. هاجر في عام 1989 مع عائلته إلى الولايات المتحدة وهو في سنّ الحادية عشرة.
عاش بين الولايات المتحدة ومصر ودولة الإمارات العربية المتحدة.
تخرّج من الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث درس العلوم السياسية في اختصاص العلاقات الدولية. وفي 2005، تحصّل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية من نفس الجامعة.
ويمزح أحمد يوسف قائلا : ’’حينما يسألني الناس، منذ متى تمارس السياسة ؟ أقول لهم : منذ سن الثامنة !‘‘. عمل بعد ذلك في السفارة الأمريكية بالكويت.
في 2010، انتقل هو وزوجته الكندية من بريتيش كولومبيا وأبنائهما إلى كندا.
ويقول إنّه اختار كندا لسببين. يتعلّق الأوّل بتفضيله لتربية أبنائه في طبيعة خضراء مثل تلك التي نشأ فيها بين محافظة المنوفية في مصر وولاية نبراسكا في الولايات المتحدة.
والسبب الثاني مرتبط بزوجته التي أرادت العيش بالقرب من أهلها بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات.
ويتذكَر أحمد يوسف أنّ أوّل تحدّ واجهه عندما جاء إلى كندا هو إيجاد عمل بأجر ’’رغم أنني حاصل على شهادات عالية وشغلت مناصب إدارية تابعة للحكومتين الأمريكية والإماراتية‘‘، كما أوضح في حديثه مع الدولي الذي التقى به خلال المؤتمر السنوي لاتحاد بلديات بريتيش كولومبيا (UBCM) المنعقد في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي في فانكوفر.
انعقد المؤتمر السنوي لاتحاد بلديات بريتيش كولومبيا (UBCM) في الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر/أيلول 2023 في فانكوفر.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferوحسب أحمد يوسف، لم يكن ذلك بسبب ’’أنني لم أكن مؤهّلا أو أنني لم أكن متحمّسا للعمل. لكنّ رغم كلّ ذلك لم أحصل على ردود إيجابية.‘‘
ودام الأمر على حاله لخمس سنوات حيث ’’كنت أشغل وظائف تمكّنني من إعانة عائلتي وفي الوقت نفسه كنت أتقدّم لكلّ الوظائف التي أعثر عليها‘‘، ما يقول أحمد يوسف.
وكانت إجابة الشركات الموظِّفة دائماً : ’’ليس لديك تجربة كندية.‘‘ ويتعجّب أحمد يوسف من هذا الردّ : ’’كيف يمكنني أن أحصل على تجربة العمل الكندية إذا لا يوظّفني أحد.‘‘
وفي حالات أخرى كان يواجه الرفض بسبب شهاداته التي كانت أعلى من متطلبات الوظيفة. ’’كنت مؤهلا أكثر من اللازم‘‘، كما قال.
سبّب له ذلك نوعا من الإحباط، خاصة عندما ’’كنت أعود إلى البيت وأرى أنني لا أتقاضى ما يكفي لإعانة عائلتي.‘‘
في بداية الأمر، ’’لو لم تتمكن زوجتي من الحصول على وظيفة بصفتها كندية ذات أصول أوروبية، لأصبحت حالتنا المادية كارثية‘‘، كما أضاف.
ويتذكّر أحمد يوسف أنه التقى بشخص اقترح عليه تغيير اسمه باسم انكليزي ما قد يساعده على إيجاد وظيفة لكنّه رفض.
التمييز ضدّ الوافدين الجدد لا زال موجوداً.نقلا عن أحمد يوسف
وفي 2015، توقّف هذا الأخير عن البحث عن وظيفة وأنشأ شركته الخاصة. واعتمد في ذلك على شبكة معارفه التي كوّنها حينما كان خارج كندا.
وتقدّم شركته خدمات للمؤسسات والحكومات خارج كندا التي تبحث على سلع وخدمات كندية.
أحمد يوسف، عضو مجلس مدينة مابل ريدج (بريتيش كولومبيا)، خلال حفل للسكان الأصليين من تنظيم أمة كاتزي (Katzie).الصورة: Courtoisie / Ahmed Youssefالحياة السياسيةوفي مصر، كان يتابع الحياة السياسية منذ صغره عن طريق قراءة الجرائد. وباقتراح من أحد أصدقاء طفولته، انخرط في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم آنذاك.
وسمحت له هذه التجربة بالتعرف على العمل الحزبي من الداخل. كان ذلك قبل سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك في 2011 فيما عُرف بالربيع العربي.
وعند التحاقه بالجامعة للدراسة، شدّه مجال العلوم السياسية. واتجه نحو هذا المجال رغم أنّه تخرّج في الإدارة من جامعة نبراسكا. وحصل على منحة لدخول هذه الجامعة بعد أن فاز بالمرتبة الثالثة على مستوى الولاية في مسابقة لريادة الأعمال وهو يدرس في ثانوية ’’لينكولن نورث إيست.‘‘
ويقول إنّ أثناء دراسته في هذه الجامعة تابع درسا اختياريا في العلوم السياسية ’’فوقعتُ في حبّ هذه العلوم‘‘، كما أوضح.
وبدأت حياته السياسية في كندا بسبب التحديات التي تواجه مدينة ’’مابل ريدج‘‘ مع المشردين.
ويقول إنّه قرّر خوض المجال السياسي عندما لم يجد آذانا صاغية داخل مجلس البلدية لمّا حاول إيصال مظالم تجار وسط المدينة للبلدية كي تحلّ المشاكل التي يتسبب فيها بعض المشردين.
وأوضح أنّه بحكم معرفته للأنظمة الاستبدادية وكيف تتماطل في معالجة الأمور كان يتمنّى ألّ تكون الأمور على هذه الحال في مدينة ’’مابل ريدج‘‘ حيث يقيم منذ هجرته إلى كندا.
حينها قرّر التقدّم للانتخابات التي كانت مقرّرة بعد عام في 2018.
اتصل بي مواطنون من مابل ريدج وطلبوا منّي أن أمثّلهم. كانوا يبحثون عن شخص يدافع عنهم لا عن أصحاب المصالح واللوبيهات أو الجماعات الإيديولوجية. نقلا عن أحمد يوسف
هاني فارس، أستاذ مساعد في كلية العلوم السياسية بجامعة بريتيش كولومبيا.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferفي عام 2018، جاء هذا الأخير في المرتبة الرابعة من أصل ستة مستشارين في المجلس البلدي. وفي انتخابات 2022، تمّ انتخابه بنسبة 41,6 % من الأصوات في دائرته وهي أعلى نسبة مقارنة بمستشاري الدوائر الأخرى.
ويقول أحمد يوسف أنّ العوائق التي يواجهها المهاجرون الجدد للاندماج لا زالت قائمة.
وللإشارة، فإنّ مابل ريدج لا تستقبل عددا كبيرا من أفراد الجالية العربية. لكنّ أحمد يوسف يذكّر أنّه قام بأبحاث في أرشيف المدينة ووجد أنّ أوّل عائلة عربية أقامت في المدينة هي عائلة مُسلّم. (نافذة جديدة) وكان الوالد سليمان هاجر إلى كندا في عام 1897.
وتمّ انتخاب ابنه جورج في الجمعية التشريعية في بريتيش كولومبيا بين 1966 و1983.
وفي حديث مع الدولي، يقول هاني فارس، الأستاذ المساعد في كلية العلوم السياسية بجامعة بريتيش كولومبيا إنّ ’’الجالية العربية تميزت في مجال البناء والسياحة والصناعة في كندا. وفي المجال السياسي في شرق كندا ولكنّ ليس في الغرب الكندي.‘‘
بدأ مؤخّرا الكنديون العرب في الظهور في المجال السياسي كشخصيات عامة [في غرب كندا]. نقلا عن هاني فارس
سمير بن جعفر