RCIتاريخ النشر: 15:23يأتون من الجزائر وهايتي والدول الناطقة بالفرنسية في إفريقيا. البعض منهم طالبو لجوء أو طلاب أجانب، والبعض الآخر يحمل تأشيرة سياحية. ومن خلال التواصل الشفهي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأحياناً حتى من بلدهم الأصلي، يسمعون عن وظيفة مطلوبة بكثرة في كيبيك: وظيفة مساعد في مجال الرعاية الصحية (préposé aux bénéficiaires).ولقاء مئات، بل آلاف الدولارات، تَعِدُهم مدارس غير مُعترَف بها بتدريب سريع وإمكانية الحصول على عمل. ولا يتطلب التسجيل حيازةَ تصريح دراسة أو عمل. لكنّ كثرة من هذه المدارس لا تقول لهم إنّ شهاداتها ليس لها أيّ قيمة في نظر وزارة التربية الكيبيكية.
هذه السوق الموازية، وهي سرّ لا يخفى على أحد في الأوساط المعنية، انتعشت منذ جائحة كوفيد-19. وفي مونتريال لوحدها أبصرت النور 11 من هذه المدارس، ولا تتحقق سلطات كيبيك من جودة تدريبها.
في بعض الأحيان تكون الدورات التدريبية نسخاتٍ مختصرة جداً من تلك المقدّمة في مراكز الخدمات المدرسية، وبالتالي لا تتيح بمفردها الحصولَ على وظيفة مساعد رعاية صحية في مراكز الرعاية الطويلة الأمد (CHSLD)، على سبيل المثال. وتأوي مراكز الرعاية هذه أشخاصاً مسنين غير قادرين على تدبّر شؤونهم بأنفسهم ويحتاجون بسبب أوضاعهم الصحية لرعاية ورقابة متواصلتيْن.
لكن على صعيد الدُور الخاصة لكبار السن (RPA) هناك منطقة رمادية: فمساعدو الرعاية الصحية القادمون من المدارس غير المعترف بها، كما المساعدون الذين لم يتابعوا أيّ تدريب على الإطلاق، لديهم فترة سنة بعد التوظيف للحصول على التدريب المناسب.
وفي عام 2022 أعلنت حكومة كيبيك أنه سيكون من الضروري حيازة شهادة سليمة عند التوظيف، لكنها تراجعت عن هذا الشرط مؤخراً.
رئيس تجمّع دور كبار السن في كيبيك (RQRA)، مارك فورتان.الصورة: Radio-Canadaمن جهته، يعتقد رئيس تجمّع دور كبار السن في كيبيك (RQRA)، مارك فورتان، أنّ هذا الاستثناء لمدة سنة هو حيوي لاستمرار العديد من الدُور الخاصة لكبار السن في العمل، لكنه ينتقد في الوقت نفسه المدارس غير المعترف بها في هذا المجال.
’’لسوء الحظ، لا يريد الكيبيكيون العمل في مجال رعاية كبار السنّ. بالتالي، لدينا مهاجرون يأتون للعيش في كيبيك والعمل فيها ويريدون رعاية كبار السنّ لدينا، ثم يتعرضون لأعمال غشّ ويجدون أنفسهم يدفعون ثلاثة أو خمسة أو عشرة آلاف دولار لمتابعة دورات تدريبية غير معترف بها‘‘، يقول فورتان.
الصورة التي تتكوّن لديهم هي أنّ كيبيك مجموعة من اللصوص.نقلا عن مارك فورتان، رئيس تجمّع دور كبار السن في كيبيك
كان الواقع مريراً العام الماضي للعديد من خريجي هذه المدارس، إذ توقفت عدة دور خاصة لكبار السن عن توظيفهم بسبب القانون التنظيمي الصادر عام 2022.
ولم يرغب الخرّيجون الذين تمكن من تحديدهم في التحدث عن تجربتهم علناً، خاصة كي لا يعرّضوا فرص عملهم للخطر.
ويعتقد فورتان أنّ الدُور الخاصة لكبار السن ليست مطّلعة بشكل جيّد على متطلبات التدريب.
’’لقد طلبنا من (سلطات كيبيك) مراراً إنشاء موقع إلكتروني يدرج كافة المدارس المعتمَدة، لكن قيل لنا إنّ هذا الأمر معقّد‘‘، يقول فورتان.
وزير التربية الكيبيكي بيرنار درانفيل متحدثاً إلى الصحفيين (أرشيف).الصورة: Radio-Canadaوسلطات كيبيك على علم بالأمر منذ فترة طويلة. فمنذ عام 2010 أدان اتحاد مساعدي الرعاية الصحية في كيبيك (FPBQ)، في رسائل إلى حكومة كيبيك، وجود ’’دورات تدريب مشكوك فيها‘‘ تسببت في ’’العديد من الحوادث التي يمكن أن تعرض النزلاء (في دور المسنين) للخطر‘‘.
وعلى مرّ السنين تمّ تشديد معايير التدريب، لكنّ هذه المدارس استمرت في العمل، لدرجة أنه في العام الماضي تلقت 40% من الدور الخاصة لكبار السن في كيبيك التي تمّ فحص سير العمل فيها إشعاراتٍ بعدم المطابقة فيما يتعلق بأهلية موظفيها.
ولم يرغب وزير التربية الكيبيكي، بيرنار درانفيل، ولا زميلته وزيرة شؤون المسنين، سونيا بيلانجيه، في إعطاء مقابلة.
’’إنّ وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية (MSSS) تأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد‘‘، كتب مكتب الوزيرة بيلانجيه لراديو كندا في رسالة بالبريد الإلكتروني.
عامان من الرعبالزوجان روجيه وليز لوروه (أرشيف).الصورة: Radio-Canada / Ivanoh Demersتضيق عيون روجيه لوروه وهو يستمع إلى زوجته ليز، فالألم الذي تثيره قصتها لا يزال حياً.
تخبر ليز برنامج ’’الفاتورة‘‘ عن السنتيْن الصعبتيْن اللتيْن عاشتهما في دار ’’مانوار لويزيان‘‘ (Manoir Louisiane) الخاصة لكبار السن في حيّ هوشلاغا في مونتريال. انتقل الزوجان إليها في عام 2020 لأنّ روجيه، المصاب بمرض ألزهايمر، كان بحاجة إلى رعاية يومية.
لكن سرعان ما شعر روجيه وليز بالندم على هذا الخيار.
من غزوٍ شديد لبقّ الفراش إلى حفاضات متسخة على الأرض ورائحة بول قوية: يصف الزوجان الثمانينيّان بيئة عيش غير صحية وسوءَ إدارةٍ في دار ’’مانوار لويزيان‘‘. لكن ما أثّر فيهما بشكل خاص هو أنّ العديد من مساعدي الرعاية الصحية كانوا يجهدون من أجل تقديم الرعاية.
’’كان واضحاً أنهم لا يملكون تقنية العمل. لمجرد تجليس شخص ما في السرير، إذا لم يكن لديك التقنية (اللازمة) فسوف تؤذي نفسك‘‘، توضح ليز لوروه، وهي نفسها مساعدة رعاية صحية متقاعدة، قبل أن تضيف أنّ بعض المساعدين الصحيين في الدار المذكورة ’’كانوا يجدون صعوبة في تلبيس شخص ما حفاض التبوّل اللاإرادي‘‘.
في الواقع وجدتُهم مثيرين للشفقة. كانوا يعملون بجدّ طوال اليوم، لكن لم يكونوا قادرين على إعطاء أدائهم الكامل، إذ لم يكن لديهم التدريب (اللازم).نقلا عن ليز لوروه، مقيمة سابقة في دار ’’مانوار لويزيان‘‘ الخاصة لكبار السن في مونتريال
لدغات بقّ الفراش على ذراع امرأة (أرشيف).الصورة: Gracieuseté Didiتدهورت صحة روجيه لوروه بسرعة. ’’زوجي كان مصدوماً. لديه حساسية من بقّ الفراش وأُدخل المستشفى ثلاث مرات. كان يخشى من أن يتوقف قلبه في وقتٍ ما‘‘، تضيف ليز لوروه.
بالمراهم وكِمادات الماء البارد كانت ليز تعالج بنفسها لدغات بقّ الفراش في جسد زوجها. وفي أحد الأيام، وقع روجيه أرضاً تحت وطأة ألم شديد، وكان مساعدو الرعاية الصحية، مرةً أُخرى، عاجزين عن القيام بعملهم.
’’لم يلمسوه، كنتُ أنا من وضع له وسادة في انتظار وصول المسعفين. لم أستطع تصديق ذلك‘‘، تروي ليز.
وروت لراديو كندا عائلاتُ مقيمين سابقين آخرين في ’’مانوار لويزيان‘‘ تجاربَ مماثلة في هذه الدار الخاصة لكبار السن، مشيرةً أيضاً إلى أخطاء في إعطاء الأدوية.
وتقوم هذه الدار منذ سنوات بتوظيف أشخاص حاصلين على شهادة مساعد رعاية صحية غير معترف بها.
هذا ما تؤكده تقارير التفتيش الصادرة عن وزارة الصحة والخدمات الاجتماعية في كيبيك والتي تشير إلى مخالفات في تدريب مساعدي الرعاية الصحية وإلى ثغرات في رعاية المسنين وسلامتهم. حتى تراخيص مزاولة الممرضات البديلات كانت أحياناً غير متوفرة في ملفاتهنّ .
وزيرة شؤون المسنين في حكومة كيبيك، سونيا بيلانجيه، تتحدث أمام الجمعية الوطنية (أرشيف).الصورة: La Presse canadienne / Jacques Boissinotوتواصَل برنامج ’’الفاتورة‘‘ هاتفياً مع مالكة ’’مانوار لويزيان‘‘، روز رينزو، التي تمتلك العديد من الدُور الخاصة لكبار السن في كيبيك، فأكّدت أنّ الظروف داخل الدار المذكورة تحسّنت وأنه تمت السيطرة على تفشي بقّ الفراش فيها.
وأضافت رينزو أنّ ’’مانوار لويزيان‘‘، كالعديد من الدُور الخاصة الأُخرى لكبار السن، ليس لديها خيار في توظيف مساعدي رعاية صحية من مدارس غير مُعترف بها بسبب النقص في العمالة، على الرغم من أنها تدرك وجود ثغرات في جودة التدريب.
وأكّدت أنّ حوالي نصف المساعدين الصحيين العاملين في الدار المذكورة أوضاعهم غير مستقرة بالنسبة للإقامة في كندا.
ولا تنوي رينزو تغيير ممارساتها في التوظيف، وتقول إنها تلجأ إلى المدارس الخاصة لأنّ قوائم الانتظار في مراكز الخدمة المدرسية طويلة جداً.
وتدخّل المركز الجامعي المتكامل للخدمات الصحية والاجتماعية (CIUSSS) في شرق جزيرة مونتريال لرفع مستوى تدريب بعض الموظفين.
’’حامي المواطن‘‘ في كيبيك، مارك أندريه داود (أرشيف).الصورة: Radio-Canada / Photo: Pascal Robidasووفقاً لمارك أندريه داود، ’’حامي المواطن‘‘ في كيبيك، وهو أمين مظالم يتعامل مع الشكاوى المتعلقة بالخدمات العامة، فإنّ حكومة المقاطعة مترددة في اتخاذ إجراءات ضد الدُور الخاصة لكبار السن التي هي في حالة خطأ خوفاً من تفاقم موجة الإغلاق التي تضرب كيبيك.
ففي السنوات الخمس الاخيرة أغلقت أكثر من 500 دار خاصة لكبار السنّ أبوابها في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
بالإضافة إلى ذلك، حتى الدُور الخاصة لكبار السن التي ترغب في اتّباع القواعد تتعرّض للغش.
فقد أخبرت مديرة إحدى هذه الدور في كيبيك العاصمة، والتي طلبت عدم الكشف عن هويتها، برنامجَ ’’الفاتورة‘‘ أنها قامت بتوظيف مساعدة رعاية صحية من خلال برنامج العمال الأجانب المؤقتين، معتقدة أنّ هذه الإمرأة تلقت تدريباً مناسباً لمزاولة المهنة.
لكن عند وصول الموظفة الجديدة إلى مكان العمل تبيّن أنّ لديها ثغرات معرفية تتصل بحالات الطوارئ وطرق إعطاء الدواء وكيفية توفير النظافة.
وأخبرت الموظفةُ المديرةَ أنّها تابعت في ’’مركز بلفيدير للتدريب‘‘ (Centre de formation Belvédère) في مونتريال، وهو معهد غير معترف به، دراسةً مدتها ثلاثة أسابيع فقط مع فترة تدريب.
’’قبلت دوائر الهجرة ملفها، ونحن استندنا إلى ذلكّ‘‘، تشرح المديرة غاضبةً، مضيفةً أنها خُدِعت وأنّ الموظفة، القادمة من المملكة المغربية، ’’شعرت بالخوف‘‘ بعدما أدركت ما تعرّضت له.
وكان على هذه الدار الخاصة لكبار السن أن تستثمر في إعادة تأهيل الموظفة التي كانت قد أنفقت نحو 1000 دولار للحصول من المعهد المونتريالي على شهادة غير معترف بها.
’’حدائق لاتوريل‘‘ في مدينة لويزفيل، وهي إحدى الدُور الخاصة لكبار السن (RPA) في مقاطعة كيبيك (أرشيف).الصورة: Radio-Canada / Fanchon Aubryومن الصعب معرفة عدد العمال الأجانب الذين يعانون، أو عانوا، وضعاً مشابهاً. لكن هناك شيء مؤكد وهو أنّ عددهم قد ارتفع بشكل كبير منذ الجائحة.
ففي عام 2019، أصدرت سلطات كيبيك 15 تصريح عمل مؤقتاً فقط لمساعدي الرعاية الصحية، وأصدرت 530 تصريحاً في عام 2022، و755 تصريحاً منذ مطلع عام 2023.
دخول إلى مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ولا يقتصر الوقوع في هذه الخدائع على القادمين الجدد. ففي عام 2020 تسجّلت لويز، التي تفضّل حجب اسم عائلتها، في برنامج للتدريب على الرعاية الجراحية وإدارة الدواء في مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ (Formation Bonsecours) في حيّ سان ليونارد في مونتريال.
ويستهدف التدريب، الذي يطلق عليه اسم ’’القانون 90‘‘ في الأوساط الصحية في كيبيك، العاملين الصحيين في الدُور الخاصة لكبار السن ويجب أن يُعطى من قبل ممرّض معلّم. لكنّ لويز أدركت سريعاً أنّ البرنامج الذي يوفّره مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ ليس مطابقاً للمنهج الرسمي.
’’لم يكن تدريباً بما تعنيه الكلمة. كان المعلّم يقرأ استمارة، ولم ينهض مرة واحدة من مكانه ليرينا شيئاً ما على السبّورة، مثل كيفية استخدام جهاز الاستنشاق أو إعطاء الإنسولين‘‘، تتذكّر لويز.
تدريب على الإنعاش القلبي الرئوي في سان جواشيم دو شيفورد في جنوب مقاطعة كيبيك (أرشيف).الصورة: Radio-Canadaوغادرت لويز مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ غاضبةً ودون أن تدفع ما كان متوجَّباً عليها. وتروي أنّ المعلّم لم يحتجّ على ذلك، لكنّ الطلاب الآخرين، وجميعهم من خلفيات مهاجرة، بدوا في حيرة من أمرهم بسبب سُخط لويز الواضح.
رأيتُ أنّ هؤلاء الأشخاص واثقون من هذا التدريب، وأحببتُ أن أقول لهم: ’’هذا ليس تدريباً جيداً! هذا الرجل يستغلّكم!نقلا عن لويز، طالبة سابقة في مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ في مونتريال
المعلّم الذي يعطي الدروس، واسمه محمد رحمون، ليس ممرّضاً مسجّلاً في مقاطعة كيبيك، ولا يحقّ لمدرسته، وهي مؤسسة خاصة غير مدعومة، تقديمُ ’’تدريب القانون 90‘‘.
ويقول مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ على موقعه الإلكتروني إنه يقدّم للطالب دورة تدريب سريعة مدتها أسبوعان إلى ثلاثة أسابيع ليصبح مساعد رعاية صحية، وأنّ الدورة تتضمن ’’تدريب القانون 90‘‘ ودرساً في الإسعافات الأولية والإنعاش القلبي الرئوي.
وبموجب القوانين التنظيمية للدُور الخاصة لكبار السن، يجب على مساعد الرعاية الصحية أن يكون أكمل تدريباً على الإسعافات الأولية مدته 16 ساعة.
لكنّ برنامج ’’الفاتورة‘‘ تمكّن، بواسطة كاميرا خفية، من تحديد أنّ نسخة مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ بعيدة جداً من الالتزام بالمدة المقرَّرة. فقد اكتفى رحمون بتشغيل شريط فيديو قديم لـ’’مؤسسة أمراض القلب والسكتة الدماغية‘‘ في مونتريال وتقديم تمارين عملية تقلّ مدتها عن 7 دقائق.
كما أنّ التدريب في هذا المركز تجاهل أجزاء مهمة من المنهج الدراسي، وقد حصل الشخص الذي أرسله برنامج ’’الفاتورة‘‘ إلى المركز على درجة النجاح بعد ساعة واحدة فقط من التدريب، بدلاً من 16 ساعة.
وعلى الرغم من أنّ موقع المركز كان يعد بإعطاء تدريب ’’معتمَد من قبل ’مؤسسة أمراض القلب والسكتة الدماغية‘‘‘، لم يحصل موفد ’’الفاتورة‘‘ سوى على شهادة من المركز نفسه بدلاً من بطاقة رسمية صادرة عن ’’مؤسسة أمراض القلب والسكتة الدماغية‘‘.
وهناك منطقة رمادية أُخرى، فمركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ ومعظم المدارس المشابهة لا تقدّم فقط شهادات غير معترف بها، فهي تتعاون أيضاً مع مدربين معتمدين، لا سيما لإعطاء تدريب آخر مطلوب بموجب القوانين التنظيمية للدُور الخاصة لكبار السن، هو مبدأ الحركة الآمنة للفرد (PDSP).
ويساعد هذا التدريب، ومدته يومان، على تقليل مخاطر الإصابة عند نقل المرضى، سواءً بالنسبة للمساعدين الصحيين أو لكبار السن.
وهذا التدريب في كيبيك معتمَد من قبل ’’جمعية التكافؤ للصحة والسلامة المهنية في قطاع الشؤون الاجتماعية‘‘ (ASSTSAS).
وهذه الجمعية طردت اثنيْن من مدرّبي مبدأ الحركة الآمنة للفرد عملا لدى مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ بسبب ارتكابهما مخالفات خطيرة.
أحد المدرّبيْن، واسمه جان فرانسوا تورميل، أعطى شهادات مبدأ الحركة الآمنة للفرد لطلابٍ لم يتابعوا سوى جزءٍ فقط من التدريب.
تواصَل برنامج ’’الفاتورة‘‘ مع تورميل هاتفياً وطلب منه مقابلة بالصوت والصورة، لكنه رفض. إلّا أنّ تورميل قال إنه انتهك القانون دون معرفته بذلك ولحساب رحمون.
’’عندما كنتُ أقيّم الطلّاب، كنتُ ألاحظ وجود ثغرات كبيرة لديهم، وهنا كان السيد رحمون يضغط عليّ لإصدار بطاقات (مهنية) رغم ذلك. لم يكن يهمه سوى المال‘‘، قال تورميل.
من جانبه، رفض رحمون، هو الآخر، إعطاء برنامج ’’الفاتورة‘‘ مقابلة أمام الكاميرا، لكنّه أقرّ عبر الهاتف بتقديمه تدريبات غير معترف بها. إلّا أنه نفى أن يكون كذب على طلابه.
’’لم نقل لهم إنه سيتم قبولهم في كلّ مكان، لكن هناك من يقوم بتوظيفهم. والبعض منهم حتى يعملون حالياً في مستشفيات وفي مراكز رعاية طويلة الأمد‘‘، قال رحمون.
وبعد هذا الحديث الهاتفي، قام رحمون بتعديل الموقع الإلكتروني لمركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ موضحاً أنّ التدريب الذي يوفره غير معترف به.
ويرى رحمون أنّ المدارس المشابهة لمدرسته تمثل طوق نجاة للعديد من القادمين الجدد.
’’نسبة كبيرة من هؤلاء الناس لم يكن لديهم أيّ فرصة للعمل. جاؤوا بتأشيرة (سياحية)، والآن (يعملون و) يحصلون على رواتب جيدة. لقد سمحنا للحكومة بملء صفوفها بمساعدي الرعاية الصحية‘‘، قال رحمون مدافعاً عن معهده.
ولكن بأيّ ثمن؟ فوفقاً للمدير العام لـ’’جمعية التكافؤ للصحة والسلامة المهنية في قطاع الشؤون الاجتماعية‘‘، باسكال تانغي، حصل الآلاف من مساعدي الرعاية الصحية غير المدرَّبين بشكل ملائم في مركز ’’بونسوكور للتدريب‘‘ على شهادات اعتماد، في حين أنه لم يكن من المفترض أن يحصلوا عليها.
’’نحن نتحدث هنا عن ظاهرة تفاقمت منذ الجائحة‘‘، يضيف تانغي.
وقامت ’’جمعية التكافؤ للصحة والسلامة المهنية في قطاع الشؤون الاجتماعية‘‘ مؤخراً بشطب مدرّبين آخرين لمبدأ الحركة الآمنة للفرد في مدارس أُخرى غير معترف بها، من بينها ’’مركز بلفيدير للتدريب‘‘، بسبب إعطائهم شهادات اعتماد لطلاب لم يتابعوا التدريب بأكمله.
لكن للجمعية صلاحيات محدودة، فلا يمكنها مثلاً اتخاذ إجراءات مباشرة ضد مدارس التدريب.
’’أعتقد أنه، بطريقة أو بأُخرى، يجب أن تخضع (هذه المدارس) للمساءلة‘‘، يؤكّد تانغي.
’’على وزارة التربية أن تستيقظ لتفهم ما يحدث‘‘، يقول من جهته رئيس ’’تجمّع دور كبار السن في كيبيك‘‘، مارك فورتان.
ومن جانبهما، استعاد روجيه وليز لوروه نوعية حياة جيدة هذه السنة بعد مغادرتهما دار ’’مانوار لويزيان‘‘ الخاصة لكبار السنّ.
ويقول الزوجان إنهما شجّعا نزلاء آخرين على مغادرة هذه الدار، لكنهما قلقان على الذين لا يزالون يقيمون فيها.
(نقلاً عن تقرير (نافذة جديدة) أطول لناتاشا ماكدونالد دوبوي على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)