خلال اللحظات القصيرة التي أتيحت لنائل هاليس للتحدث مع زوجته وأطفاله في غزة، يقول الفلسطيني الكندي إن ذلك يتركه بقلب مكسور.
وقال هاليس لقناة CTV National News: “كل مكالمة تستغرق مني ساعات وساعات حتى أتمكن من الرد عليها، قبل أن تنهي زوجتي المكالمة، قائلة” ربما هذه هي المرة الأخيرة التي ستسمع فيها صوتنا”.
يقول أحد سكان بيرلينجتون بولاية أونتاريو، مع زوجته وطفليه، إن لديه 18 فردًا آخر من أفراد أسرته محاصرين في غزة ، حيث تشن القوات الإسرائيلية هجومًا لاجتثاث حماس.
مضيفا إن غارة جوية إسرائيلية أصابت المبنى السكني الذي يملكه شقيقه في غزة، مما أسفر عن مقتل ابنة أخيه وابن أخيه.
منذ بداية الحرب، يقول هاليس إنه فقد 15 فرد من أفراد أسرته، وقال “لا نستطيع التركيز. لا أعرف من سيبقى على قيد الحياة”، “مثلما أتمنى أن تنجح عائلتي، ابنتي، ابني، فى المرور ،عائلة أخي، تأمل أيضا فى النجأة”.
وشنت القوات الإسرائيلية غارات جوية متكررة وحاصرت غزة وقيدت دخول الغذاء والمياه والإمدادات الأخرى إلى القطاع في أعقاب الهجوم المميت الذي شنته حماس في 7 أكتوبر.
قُتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم في 7 أكتوبر، وتم أخذ 242 رهينة إلى غزة، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وأفادت وزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين بلغ 9227. وفي الضفة الغربية المحتلة، قُتل أكثر من 140 فلسطينيا في أعمال عنف وغارات إسرائيلية.
ولقي ستة كنديين، بالإضافة إلى شخص له علاقات وثيقة بكندا، حتفهم في أعقاب هجوم حماس وفُقد اثنان آخران.
ومنذ ذلك الحين، قام بعض الرعايا الأجانب وعائلاتهم برحلة الخروج من غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر.
وفي مساء الأربعاء، قالت الشؤون العالمية الكندية إنها على علم بالتقارير التي تفيد بأن كنديًا تمكن من المغادرة بمساعدة طرف ثالث.
لكن هناك حوالي 450 كنديًا ومقيمًا دائمًا وعائلاتهم موجودون في غزة ويريدون المغادرة.
أرسلت منظمة الشؤون العالمية يوم الجمعة رسالة بالبريد الإلكتروني إلى الكنديين في المنطقة تقول فيها إن “أكثر من 400 مواطن كندي ومقيم دائم وأفراد أسرهم المؤهلين سيتمكنون من مغادرة غزة عبر معبر رفح الحدودي في الأيام المقبلة، وربما في وقت مبكر من يوم الأحد”.
وعقب قمة في واشنطن، قال رئيس الوزراء جاستن ترودو: “نحن بحاجة إلى رؤية هدنة إنسانية لإدخال المساعدات، وإخراج الكنديين، وإخراج الأشخاص الضعفاء، وإطلاق سراح الرهائن. هذه هي الأشياء التي يفعلها الناس في جميع أنحاء العالم”.
ويقول هاليس إن عائلته انتقلت عدة مرات وسط القصف، وهي تقيم حاليًا في وسط غزة.
ويحث كندا على دعم وقف إطلاق النار وتوفير ممر آمن للأشخاص للمغادرة، بمساعدة منظمات الإغاثة الدولية مثل الصليب الأحمر.
وبينما يأمل هاليس في أن تتم الجهود الدبلوماسية، فإنه لا يزال ينتقد ما يقول إنه معاملة الحكومة الكندية “من الدرجة الثانية” للكنديين الفلسطينيين.
وحتى لو تمكنت عائلته من المغادرة عبر معبر رفح، فإنه يشعر بالقلق من المخاطر التي يمكن أن تجلبها مثل هذه الرحلة، مضيفًا: “يمكن أن أفقد عائلتي في أي لحظة”.
وقال: “حتى أنا هنا، ككندي، أتمنى لو كنت هناك معهم”،”أفضل أن أموت معهم، بدلاً من أن أعيش حياة بلا عائلة”.