RCIتاريخ النشر: 20:45دافعت الرئيسة والمديرة التنفيذية لهيئة الإذاعة الكندية (CBC/Radio-Canada)، كاثرين تيت، عن تغطية الإذاعة العامة للصراع بين إسرائيل وحركة حماس في اجتماع اليوم مع أعضاء في مجلس العموم لم يخلُ من التوتر.وقالت تيت، التي دُعيت للمثول أمام لجنة التراث التابعة لمجلس العموم بعد تمديد فترة عملها في منصبها الحالي هذا الصيف، إنّ صحفيي هيئة الإذاعة الكندية مستقلون عن الحكومة وعن المديرين التنفيذيين للمؤسسة ومجلس الإدارة وإنّهم أحرار في الإبلاغ عن الصراع بالشكل الذي يرونه مناسباً وفق الأصول المهنية.
ودافعت تيت عن خيار غرفة الأخبار في هيئة الإذاعة الكندية المتمثل، منذ أمد بعيد، في عدم الإشارة إلى الهجمات على أنها ’’إرهاب‘‘ أو إلى أنّ مرتكبيها هم ’’إرهابيون‘‘، شارحةً بأنّ صحفيي هيئة الإذاعة الكندية لا يريدون أن يُنظر إليهم على أنهم منحازون إلى هذا الطرف أو ذاك في الصراع.
’’هذه الكلمة مشحونة للغاية سياسياً، وإذا استخدمها الصحفيون سيَدخُلون في نقاش ليس من شأننا. عملنا هو أن نظل مستقلين ومستندين إلى الوقائع‘‘، قالت الرئيسة التنفيذية لهيئة الإذاعة الكندية.
وأوضحت تيت أنه يُسمح للصحفيين باستخدام هذه المصطلحات إذا تمّ نسبها بالشكل الصحيح إلى شخص آخر.
وأضافت أنّ المؤسسات الإخبارية الكبرى الأخرى، ومن ضمنها صحيفة ’’ذي غلوب أند ميل‘‘ الواسعة الانتشار في كندا والـ’’بي بي سي‘‘ (هيئة الإذاعة البريطانية) ووكالتا الصحافة الفرنسية و’’رويترز‘‘ للأنباء، تتبع ممارسة مماثلة.
وقالت تيت أيضاً إنّ ادعاء نواب من حزب المحافظين الكندي، حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم، بأنّ هيئة الإذاعة الكندية تقف إلى جانب حركة حماس يُعرّض مراسلي ’’سي بي سي‘‘ وراديو كندا الموجودين على الأرض في المنطقة للخطر.
وأضافت تيت أنّ الخطاب السياسي الساخن حول هيئة الإذاعة الكندية يهدد أيضاً سلامة صحفييها العاملين في كندا.
’’أنا منزعجة من التدخل السياسي. أشعر بالقلق على صحفيينا‘‘، أكّدت تيت، مضيفة أنّ الصحافة المستقلة تشكل ’’ركيزة لديمقراطيتنا‘‘ وأنه يجب احترامها.
وقالت تيت إن تشويه سمعة الصحافة يهدد ’’لبنة بناء أساسية في ديمقراطية البلاد‘‘، ’’ولهذا السبب أتحدث اليوم بهذا المستوى من الشغف حول هذا الموضوع‘‘.
وسأل رئيس اللجنة، النائبُ عن الكتلة الكيبيكية مارتان شامبو، الرئيسة التنفيذية لهيئة الإذاعة الكندية ما إذا كانت تخشى من أن يواجه صحفيوها أعمال عنف في كندا في هذه البيئة المشحونة، فأجابته: ’’نعم، بالتأكيد‘‘.
وفي هذا الاجتماع الأخير للجنة التراث، قالت النائبة عن حزب المحافظين، راتشل توماس، إنّ قرار ’’سي بي سي‘‘ مؤخراً بنشر خبر لوكالة ’’أسوشيتد برس‘‘ جاء فيه أنّ هيئة الصحة الفلسطينية أنحت باللائمة على إسرائيل في الهجوم على المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في مدينة غزة أظهر أنّ الإذاعة العامة الكندية ’’تقف إلى جانب حماس، ما يعني إلى جانب الإرهابيين، أي ضدّ السكان اليهود‘‘.
ردّت تيت بأنه تمّ تحديث القصة بعد 90 دقيقة من نشرها بمعلومات جديدة من إسرائيل، وأشارت إلى أنّ ’’سي بي سي‘‘ أضافت لاحقاً نصوصاً عن هذا الانفجار تنسبه إلى جماعة فلسطينية مسلحة.
وزعمت توماس بأنّ تيت اعترفت بأنّ ’’سي بي سي‘‘ نشرت ’’معلومات مضلِّلة خطيرة‘‘ حول هذا الصراع، فردّت تيت قائلة: ’’لم أعترف بذلك‘‘، مضيفة أنها كانت ’’تصحح السجل‘‘ بتحديدها الجدول الزمني لنشر تلك القصة بالذات.
ولاحقاً، في مناقشة حول الثقة في الأخبار، اتهمت توماس تيت بعدم قول الحقيقة. ’’قول الحقيقة لا يندرج ضمن تعريفها لكسب ثقة الكنديين‘‘، قالت النائبة المحافظة.
’’يا مسيحاً!‘‘، تمتمت الرئيسة التنفيذية لهيئة الإذاعة الكندية في تنهيدة تعكس إحباطاً واضحاً.
وهنا تدخّل نواب آخرون في اللجنة مطالبين توماس بسحب تعليقها. واتهم النائب بيتر جوليان من الحزب الديمقراطي الجديد (يساري التوجه) زميلتَه المحافظة بتحويل اللجنة إلى ’’شجار شوارع‘‘، مضيفاً أن سلوكها ’’غير برلماني بشكل لا يُصدَّق وغيرُ مناسب من كافة النواحي‘‘.
وطلبت النائبة عن حزب المحافظين ميليسا لانتسمان، وهي عضوة في اللجنة أيضاً، من تيت الاعتذار للجالية اليهودية عن نسبِ ’’سي بي سي‘‘ انفجار المستشفى الأهلي العربي في البداية إلى إسرائيل من خلال نشر قصة وكالة ’’أسوشيتد برس‘‘.
وأضافت لانتسمان أنّ حماس نفسها ’’تقر بأنها تستخدم الإرهاب لدعم أهدافها‘‘ وأنّ قرار ’’سي بي سي‘‘ بعدم استخدام مصطلح ’’إرهاب‘‘ يشكّل ’’عرقلة‘‘ وأنه ’’متحيز ويساعد فعلاً حماس‘‘.
’’نحن ندعم صحافتنا. لن أعتذر لأنّ صحافتنا هي من بين الأفضل في العالم. وإذا كان لديك أيّ قلق، أدعوك إلى رفعه إلى أمين المظالم المستقل‘‘، ردّت الرئيسة التنفيذية لهيئة الإذاعة الكندية.
من جهته، أضاف جوليان إنّ ادعاءات توماس بشأن وقوف شبكة ’’سي بي سي‘‘ الإخبارية ’’إلى جانب حماس‘‘ هي ’’غير مسؤولة‘‘ و’’حارقة‘‘.
(نقلاً عن موقع ’’سي بي سي‘‘، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)