فشلت البارحة في الأمم المتحدة جهود كندية ترمي إلى اتهام حركة حماس الفلسطينية رسمياً بـ’’الوحشية المتعمَّدة‘‘ لهجماتها القاتلة على إسرائيل قبل ثلاثة أسابيع.
هذا وكان سفير كندا لدى الأمم المتحدة، بوب راي، قد حث المندوبين في الجمعية العامة للمنظمة الأممية على دعم تعديل شاركت في رعايته الولايات المتحدة ومن شأنه أن يذكر حماس بالاسم في مشروع قرار يدعو إلى ’’هدنة‘‘ مؤقتة في القتال الدائر حالياً.
لكنّ معارضي التعديل استهزأوا به واصفين إياه بأنه أحادي الجانب وغير متكافئ وغير عادل ومشيرين إلى أنّ الصياغة الأصلية للقرار تمّ إعدادها بشكل يجنّب توجيه الانتقاد لأيٍّ من طرفيْ النزاع.
ورُفض التعديل الكندي في نهاية المطاف، إذ فشل في الحصول على أغلبية ثلثيْ الأصوات اللازمة في الجمعية العامة، فهو حصل على دعم 88 دولة مقابل معارضة 55 دولة وامتناع 23 دولة أُخرى عن التصويت.
كما تمّ تبني القرار نفسه المطالب بـ’’هدنة إنسانية‘‘ والذي تقدّم به الأردن باسم المجموعة العربية التي تضمّ 22 دولة.
وصوّتت لصالح القرار 120 دولة ورفضته 14 دولة، من بينها إسرائيل والولايات المتحدة وهنغاريا، فيما امتنعت عن التصويت 45 دولة من بينها كندا والمملكة المتحدة وتونس.
وجاء امتناع كندا عن التصويت بعد فشل إقرار التعديل الذي اقترحته.
كذلك في وقت سابق من اليوم، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إنه من ’’المشين‘‘ ألّا يذكر القرار حماس بالاسم وألّا يشير إلى أنّ هذه المنظمة تحتجز أكثر من 200 رهينة.
’’هذا إغفال للشر ويغطي حماس ويعزز وحشيتها. لا ينبغي لأيّ دولة عضو أن تسمح بحدوث ذلك‘‘، قالت توماس غرينفيلد، ’’ولهذا السبب شاركنا في رعاية التعديل الذي اقترحته كندا والذي يصحح هذا الإغفال الصارخ‘‘.
وكان رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو قد قال يوم الثلاثاء إنّ أوتاوا تدعم فكرة ’’الهدنات الإنسانية‘‘ في النزاع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس المسيطرة على غزة، من أجل السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى هذا القطاع الفلسطيني إنطلاقاً من مصر المجاورة، وأيضاً لإجلاء المدنيين والرعايا الأجانب منه.
وتسود أزمة إنسانية كبرى حالياً قطاعَ غزة، إذ يواجه سكانه نقصاً حاداً في الأغذية والمياه والوقود، واضطُرّ أكثر من مليون شخص منهم للنزوح داخل القطاع البالغة مساحته نحو 365 كيلومتراً مربعاً والمكتظ بحوالي 2,3 مليون نسمة.