الرئيسيةأخبار الاقتصاد"رهينة كورونا".. ما الذي ينتظر اقتصاد العالم في 2021؟

“رهينة كورونا”.. ما الذي ينتظر اقتصاد العالم في 2021؟

يطوي‭ ‬العالم‭ ‬صفحة‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬الاستثنائي،‭ ‬مستقبلا‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬بتفاؤل‭ ‬حذر‭ ‬وتوقعات‭ ‬بتعافٍ‭ ‬تدريجي‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬مدفوعا‭ ‬بلقاحات‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وسط‭ ‬غموض‭ ‬ومخاوف‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬السلالة‭ ‬الجديدة‭ ‬وأثرها،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬كل‭ ‬السيناريوهات‭ ‬مفتوحة‭ ‬ورهينة‭ ‬بتطورات‭ ‬الجائحة‭.‬

ويراهن‭ ‬محللون‭ ‬على‭ ‬الخبرة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬الأفراد‭ ‬والدول‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الجائحة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة،‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجاري،‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬احتواء‭ ‬تداعيات‭ ‬أي‭ ‬سيناريوهات‭ ‬جديدة‭ ‬مماثلة‭ ‬في‭ ‬2021‭.‬

المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬من‭ ‬جانبها‭ ‬تتوقع‭ ‬تعافيا‭ ‬تدريجيا‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬2021،‭ ‬مرشحة‭ ‬دولا‭ ‬بعينها‭ ‬لقيادة‭ ‬النمو‭ ‬العالمي‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬الصين‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يُعتقد‭ ‬فيه‭ ‬بأن‭ ‬التعافي‭ ‬الكامل‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬الجائحة‭ ‬ربما‭ ‬يحتاج‭ ‬من‭ ‬عامين‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أعوام‭ ‬على‭ ‬الأرجح؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عودة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬لنفس‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬تفشي‭ ‬الوباء،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكده‭ ‬رئيس‭ ‬البنك‭ ‬الدولي‭ ‬ديفيد‭ ‬مالباس،‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭.‬

الجائحة‭ ‬التي‭ ‬أودت‭ ‬بحياة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭.‬5‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬بداية‭ ‬العام،‭ ‬تصاحبها‭ ‬عدة‭ ‬تطورات‭ ‬تبعث‭ ‬بالأمل،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬زيادة‭ ‬اختبارات‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬كورونا‭ ‬وكذا‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬لقاحات‭ ‬للفيروس،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬توقعات‭ ‬التعافي‭ ‬التدريجي‭ ‬للأزمة‭.‬

ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬نسبة‭ ‬الانكماش‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬إلى‭ ‬4‭.‬4‭ ‬بالمئة،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬أقل‭ ‬حدة‭ ‬من‭ ‬النسبة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يتوقعها‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي،‭ ‬طبقاً‭ ‬لتقرير‭ ‬‮«‬مستجدات‭ ‬آفاق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬نتائج‭ ‬إجمالي‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬في‭ ‬الربع‭ ‬الثاني‭ ‬من‭ ‬العام،‭ ‬وبشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة،‭ ‬التي‭ ‬بدأ‭ ‬النشاط‭ ‬يتحسن‭ ‬فيها‭ ‬بسرعة‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬متوقعاً‭ ‬بعد‭ ‬تخفيف‭ ‬الإغلاق‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬شهري‭ ‬مايو‭ ‬ويونيو‭.‬

سيناريوهان

‮«‬الأزمة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الأزمات‭ ‬السابقة،‭ ‬دفعت‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬ومتخذي‭ ‬القرار‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬غير‭ ‬اقتصادية،‭ ‬تتضاءل‭ ‬فيها‭ ‬فعالية‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وحزم‭ ‬التحفيز‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وكانت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬الكلمة‭ ‬النهائية‭ ‬فيها‭ ‬لمراكز‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬الطبية‭ ‬وليس‭ ‬الاقتصاد‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬ما‭ ‬أكده‭  ‬المستشار‭ ‬والخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدكتور‭ ‬كمال‭ ‬أمين‭ ‬الوصال،‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬،‭ ‬شدد‭ ‬خلالها‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأنباء‭ ‬المتواترة‭ ‬عن‭ ‬تحور‭ ‬الفيروس‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬وعمليات‭ ‬الإغلاق‭ ‬التى‭ ‬طالت‭ ‬أهم‭ ‬الاقتصادات‭ ‬الأوربية،‭ ‬أصبح‭ ‬القول‭ ‬بتوقعات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أشبه‭ ‬بالتنجيم،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬سيناريوهات‭ ‬وليس‭ ‬توقعات‭ ‬بمعدلات‭ ‬نمو‭ ‬رقمية‭ ‬هو‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الصحة،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬السيناريوهات‭ ‬المحتملة‮»‬‭.‬

السيناريو‭ ‬الأول‭: ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬عملية‭ ‬تحور‭ ‬الفيروس،‭ ‬مع‭ ‬قدرة‭ ‬اللقاحات‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬النسخة‭ ‬الجديدة‭ ‬منه،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الحالة‭ ‬يصبح‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬معدلات‭ ‬نمو‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬يدور‭ ‬حول‭ ‬5‭ ‬بالمئة‭? ‬في‭ ‬العام‭ ‬2021‭ ‬كما‭ ‬توقع‭ ‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي،‭ ‬أمراً‭ ‬مقبولاً،‭ ‬بل‭ ‬ويمكن‭ ‬توقع‭ ‬معدل‭ ‬نمو‭ ‬أعلى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬تعطش‭ ‬المستهلكين‭ ‬والمستثمرين‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬للمسار‭ ‬الطبيعى‭ ‬للنشاط‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬عامل‭ ‬نفسي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاهله‭ ‬قد‭ ‬يرفع‭ ‬مستويات‭ ‬الطلب‭ ‬الاستهلاكي‭ ‬إلى‭ ‬أعلى‭ ‬رغبة‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬بالشعور‭ ‬بأن‭ ‬الحياة‭ ‬عادت‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬وتعويض‭ ‬حرمان‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬مثل‭ ‬السياحة‭ ‬والترفيه‭.‬

أما‭ ‬السيناريو‭ ‬الثاني،‭ ‬وفق‭ ‬الوصال،‭ ‬فمرتبط‭ ‬بصعوبة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬النسخة‭ ‬المتحورة‭ ‬من‭ ‬الفيروس،‭ ‬وانضمام‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬لعملية‭ ‬الإغلاق‭ ‬بما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬تبعات‭ ‬اقتصادية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬بداية‭ ‬الجائحة،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخبرة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬الأفراد‭ ‬واكتسبتها‭ ‬الحكومات‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الجائحة‭ ‬واعتياد‭ ‬الالتزام‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الاحترازية‭.‬

وفيما‭ ‬لا‭ ‬يُعرف‭ ‬مدى‭ ‬تأثير‭ ‬السلالة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬الفيروس‭ ‬المُتحور،‭ ‬فإن‭ ‬توقعات‭ ‬متفائلة‭ ‬‮«‬نسبياً‮»‬‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬صدرت‭ ‬عن‭ ‬منظمات‭ ‬دولية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية،‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬إن‭ ‬آفاق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬تتحسن‭ ‬على‭ ‬رغم‭ ‬الموجة‭ ‬الثانية‭ ‬من‭ ‬تفشي‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭. ‬وأرجعت‭ ‬ذلك‭ ‬التحسن‭ ‬بفضل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬اللقاحات‭. ‬وتتوقع‭ ‬المنظمة‭ ‬نمواً‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬2‭ ‬بالمئة‭ ‬للاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتراجع‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2022‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬7‭ ‬بالمئة‭.‬

ورشحت‭ ‬المنظمة‭ ‬اقتصادات‭ ‬بعينها‭ ‬تستطيع‭ ‬العودة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬2021‭ ‬إلى‭ ‬مستويات‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة،‭ ‬منها‭ ‬الصين،‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬المنظمة‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬توفر‭ ‬نحو‭ ‬ثلث‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬المقبل‮»‬،‭  ‬بينما‭ ‬ذكرت‭ ‬أن‭ ‬اقتصادات‭ ‬أخرى‭ ‬سوف‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬مستويات‭ ‬أقل‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬5‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬2022‭.‬

عدم‭ ‬يقين

وعلى‭ ‬رغم‭ ‬ذلك،‭ ‬تلف‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬عدم‭ ‬اليقين‮»‬‭ ‬سيناريوهات‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬2021،‭ ‬طبقاً‭ ‬للخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المصري‭ ‬الدكتور‭ ‬كريم‭ ‬العمدة،‭ ‬والذي‭ ‬أشار‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الظروف‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬هي‭ ‬ظروف‭ ‬غير‭ ‬طبيعية‭ ‬وغير‭ ‬اعتيادية،‭ ‬لم‭ ‬تعش‭ ‬أجيالنا‭ ‬مثلها‭ ‬ولا‭ ‬الأجيال‭ ‬السابقة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لمشكلة‭ ‬تقييد‭ ‬الاقتصاد‭ ‬وحركة‭ ‬المواطنين‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حركة‭ ‬المواطنين‭ ‬والاستهلاك‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يقود‭ ‬ويحرك‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وبالتالي‭ ‬عندما‭ ‬حدث‭ ‬الإغلاق‭ ‬في‭ ‬2020‭ ‬حدث‭ ‬تراجعاً‭ ‬كبيراً‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬في‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬مع‭ ‬تراجع‭ ‬الاستهلاك‭.‬

لكنّه‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬‮«‬العالم‭ ‬مرَّ‭ ‬بتجربة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2020،‭ ‬وحتى‭ ‬لو‭ ‬حدث‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬التقييد‭ ‬في‭ ‬2021‭ ‬ستكون‭ ‬غير‭ ‬جديدة‭ ‬على‭ ‬العالم،‭ ‬وقد‭ ‬اكتسب‭ ‬الأفراد‭ ‬واكتسبت‭ ‬الدول‭ ‬خبرة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬المفاجآت‭ ‬ستكون‭ ‬قليلة‮»‬،‭ ‬لافتاً‭ ‬في‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬المؤشرات‭ ‬الإيجابية‭ ‬قبل‭ ‬بداية‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬اللقاحات،‭ ‬بما‭ ‬يمنح‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للجائحة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تطورات‭ ‬اقتصادية‭ ‬مثل‭ ‬توصل‭ ‬بريطانيا‭ ‬لاتفاق‭ ‬تجاري‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬لفترة‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬بريكست،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأسواق‭ ‬الأوربية‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تظهر‭ ‬تداعياته‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

وتحدث‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬عن‭ ‬قطاعات‭ ‬بعينها‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬أداءً‭ ‬مستقراً‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬وهي‭ ‬قطاعات‭: ‬الصحة‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬والاتصالات‭ ‬والتجارة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬إضافة‭ ‬أيضاً‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭ ‬الغذائي‭ ‬والأنشطة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬المرتبطة‭ ‬به،‭ ‬وهي‭ ‬قطاعات‭ ‬حققت‭ ‬أداءً‭ ‬نسبياً‭ ‬جيداً،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬استقراراً‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭.‬

صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬مؤشرات‭ ‬لتحقيق‭ ‬تعافٍ‭ ‬أسرع‭. ‬وكان‭ ‬الصندوق‭ ‬قد‭ ‬قلص‭ ‬توقعاته‭ ‬للنمو‭ ‬العالمي‭ ‬بشكل‭ ‬طفيف‭ ‬خلال‭ ‬2020‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬أكتوبر‭ ‬الماضي،‭ ‬إلى‭ ‬5‭.‬2‭ ‬بالمئة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬5‭.‬4‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬يونيو‭. ‬كما‭ ‬توقع‭ ‬تباطؤ‭ ‬النمو‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬حوالي‭ ‬3‭.‬5‭ ‬بالمئة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2022‭ ‬و2025‭. ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬توقع‭ ‬فيه‭ ‬انكماشاً‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬4‭ ‬بالمئة‭ ‬في‭ ‬2020،‭ ‬بصورة‭ ‬أقل‭ ‬حد‭ ‬من‭ ‬توقعات‭ ‬الصندوق‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬أيضاً‭. ‬بينما‭ ‬تشير‭ ‬توقعات‭ ‬البنك‭ ‬الدولي،‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬تحفظاً،‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬نمو‭ ‬بنسبة‭ ‬4‭.‬2‭ ‬بالمئة‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭.‬

كما‭ ‬توقع‭ ‬الصندوق‭ ‬ارتفاع‭ ‬معدلات‭ ‬الفقر‭ ‬المدقع‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭ ‬‮«‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين‭ ‬كاملين‮»‬،‭ ‬وارتفاع‭ ‬في‭ ‬معدلات‭ ‬البطالة‭.‬

أداء‭ ‬سيء

في‭ ‬المقابل،‭ ‬وبنظرة‭ ‬تشاؤمية‭ ‬لأداء‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬أوضح‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الدكتور‭ ‬إيهاب‭ ‬الدسوقي،‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬لموقع‭ ‬‮«‬سكاي‭ ‬نيوز‭ ‬عربية‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬استمرار‭ ‬الجائحة‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬معظم‭ ‬المؤشرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬تراجعاتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬باستثناء‭ ‬بعض‭ ‬القطاعات‭ ‬المُهمة‭ ‬مثل‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬الأدوية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬قطاع‭ ‬الاتصالات‭ ‬وتكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭.‬

وأفاد‭ ‬بأن‭ ‬حجم‭ ‬التراجعات‭ ‬المتوقعة‭ ‬مرتبط‭ ‬بمدى‭ ‬استمرار‭ ‬الجائحة‭ ‬وطبيعة‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬فإن‭ ‬استمر‭ ‬الانتشار‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬المعدلات‭ ‬فستكون‭ ‬معدلات‭ ‬التراجع‭ ‬أوسع،‭ ‬وإن‭ ‬تراجع‭ ‬ستتحسن‭ ‬المؤشرات‭ ‬لكن‭ ‬ستظل‭ ‬بمستوى‭ ‬سيء،‭  ‬وسيحتاج‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭ ‬فترة‭ ‬للتعافي‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬الجائحة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬العالم‭ ‬حالياً‭.‬

وقلل‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬الخبرة‭ ‬التي‭ ‬اكتسبها‭ ‬الأفراد‭ ‬والحكومات‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬الطارئة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بانتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬على‭ ‬قدرتهم‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬لتداعياته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬الجديد،‭ ‬معتبراً‭ ‬أنه‭ ‬لو‭ ‬تواصلت‭ ‬عمليات‭ ‬الإغلاق‭ ‬وحظر‭ ‬التجول‭ ‬وتوقف‭ ‬الإنتاج‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬الأنشطة‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬مشكلات‭ ‬عديد،‭ ‬بما‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬العملية‭ ‬الإنتاجية‭ ‬ككل‭ ‬وكذلك‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات،‭ ‬مما‭ ‬يفرض‭ ‬السيناريو‭ ‬الأسوأ‭.‬

Most Popular

Recent Comments