بينما تتعامل أرمينيا مع تدفق اللاجئين الناجم عن حملة قصف عسكري لمنطقة انفصالية من قبل منافستها أذربيجان، وصل أول سفير لكندا إلى البلاد إلى يريفان وتسلم أوراق اعتماده.
” إنه لشرف عظيم أن أتولى هذا المنصب كأول سفير مقيم لكندا، أولاً فيما سيكون سلسلة طويلة بينما نواصل البناء على شراكتنا القوية للغاية”، هذا ما قاله أندرو تورنر لوزير خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان في مقطع فيديو رسمي صادر عن الأرمن بعد ظهر الاربعاء.
هذا وفر أكثر من 100 ألف لاجئ من العرق الأرمني إلى أرمينيا في سبتمبر/أيلول بعد أن بدأت أذربيجان ما أسمته عملية قصف لمكافحة الإرهاب في ناجورنو كاراباخ، المنطقة المتنازع عليها منذ فترة طويلة معترف بها كجزء من أذربيجان بموجب القانون الدولي، ولكن تاريخياً كانت تضم أغلبية من السكان الأرمن.
و تم الإعلان عن تعيين تيرنر الشهر الماضي، ويأتي وصوله إلى يريفان في أعقاب إعلان مشترك وقعته كندا والولايات المتحدة وأكثر من 30 دولة أخرى، قدمته فرنسا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف الأسبوع الماضي.
كذلك حثت أذربيجان على ضمان حقوق وأمن من تبقى من أرمن ناغورني كاراباخ، والعمل على تهيئة الظروف الملائمة للعودة الطوعية والآمنة والكريمة والمستدامة لأولئك الذين يرغبون في العودة إلى ديارهم.
ودعا البيان أيضا إلى الحوار بين أرمينيا وأذربيجان لضمان السلام الدائم في القوقاز.
لكن مصدر دبلوماسي كندي كبير قال لشبكة سي بي سي نيوز إن هناك فرصة ضئيلة لعودة اللاجئين الذين فروا من ناغورنو كاراباخ إلى ديارهم.
و منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، خاضت أرمينيا وأذربيجان حربين بشأن ناجورنو كاراباخ.
واكتسبت أذربيجان اليد العليا الحاسمة بعد حملة القصف في سبتمبر/أيلول، والتي دفعت معظم الأرمن في المنطقة إلى اللجوء إلى أرمينيا المجاورة. وجاءت تلك الحملة في أعقاب الحصار الذي فرض على دخول الإمدادات الغذائية والطبية إلى ناغورنو كاراباخ والذي استمر أكثر من تسعة أشهر.
ايضا اتهمت حكومة أرمينيا وبعض المراقبين الدوليين أذربيجان بالتطهير العرقي. و أفاد صحفيون محليون أن المدنيين أخبروهم عن أفراد عائلاتهم الذين قُتلوا خلال الحملة الأذربيجانية.
و اصرت أذربيجان على أنها نفذت عملية لمكافحة الإرهاب، وقالت إن أي أرمني يرغب في العيش تحت حكمها يمكنه العودة مع الاحترام الكامل لحقوقه.
و سافر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى العاصمة السابقة لناجورنو كاراباخ المهجورة ستيباناكيرت في نهاية هذا الأسبوع. وأظهر مقطع فيديو نشرته حكومته على وسائل التواصل الاجتماعي وهو يدوس فوق علم المنطقة الانفصالية.
كما ألقى علييف، الذي كان يرتدي الزي العسكري، خطابا أمام مبنى كان يستخدم كمقر لحكومة ناغورنو كاراباخ العرقية الأرمينية السابقة. وقال إنهم يتناولون الشاي الآن في مركز الاحتجاز، في إشارة إلى بعض شاغلي المبنى السابقين، الذين هم الآن قيد الاعتقال.
واتهم الحكومة الإقليمية السابقة بعدم أخذ كلامه على محمل الجد عندما قال إن ناجورنو كاراباخ سيعود إلى سيطرة أذربيجان.
