سمير بن جعفرتاريخ النشر: 17 أكتوبر 2023 21:50شهدت شوارع مونتريال ومدن كندية أخرى خلال نهاية الأسبوع مظاهرات دعماً لفلسطينيي قطاع غزّة عشيّة عملية برّية عسكرية من المتوقّع أن تقوم بها إسرائيل بعد هجوم ’’طوفان الأقصى‘‘ الذي قامت به حركة حماس.وخلّف هذا الهجوم 1.400 قتيل معظمهم من المدنيين.
وردّا على ذلك أطلقت إسرائيل عملية ’’السيوف الحديدية‘‘. وأدّت الغارات الجوية الإسرائيلية إلى مقتل 3.000 فلسطيني معظمهم من المدنيين من بينهم مئات الأطفال، حسب السلطات المحلية.
وبالمقابل نُظمت مظاهرات أخرى عبر كندا دعماً لإسرائيل في مواجهتها مع حركة حماس.
وفي مونتريال دعت حركة الشباب الفلسطيني إلى تنظيم مسيرة.
وسار عدة مئات من المتظاهرين من محطة ميترو ’’غي كونكورديا‘‘ (Guy Concordia) إلى العمارة التي تحتضن مقرّ القنصلية الإسرائيلية والتي تبعد بنحو 1,2 كم مشياً على الأقدام.
ورفع المتظاهرون أعلاماً فلسطينية ولافتات مندّدة بالحصار الشامل الذي فرضته إسرائيل على قطاع غزة منذ التاسع من الشهر الجاري.
ورفع متظاهرون آخرون لافتات تقول أنّ ’’المقاومة لا تعني الإرهاب‘‘. وحمل المتظاهرون أعلاماً أخرى مثل العلم اللبناني والتونسي والجزائري والباكستاني وغيرها.
أعربت لورا، من مُنظمي المظاهرة الداعمة لغزة في مونتريال، عن أسفها لأن ’’المسؤولين الكنديين يقفون إلى جانب إسرائيل وهي ترتكب جرائم حرب.‘‘الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferوهتف المشاركون بشعار ’’فلسطين حرّة، حرّة‘‘ بالإنكليزية والفرنسية.
وفي كلمة ألقتها قبل بداية المسيرة، أكّدت لورا، إحدى المساهمات في تنظيم المظاهرة والتي فضّلت عدم ذكر اسمها الكامل عندما طلب منها الدولي ذلك، أنّ هذه الحرب لم تبدأ منذ أسبوع.
هذه الحرب بدأت منذ 75 سنة عندما احتلّت اسرائيل فلسطين. أكثر من مليون فلسطيني تمّ سجنهم في السجون الإسرائيلية دون محاكمة … لهذا نحن هنا لنقف بجانب الفلسطينيين المضطهَدين. نقلا عن لورا، إحدى المساهمات في تنظيم المظاهرة
وأضافت أنّ ’’إسرائيل تواصل قصف قطاع غزّة حيث يعيش 2,2 مليون مدني في مساحة مثل مساحة مدينة لافال [إلى الشمال من جزيرة مونتريال].‘‘
وذكرت أنّ الغارات الإسرائيلية طالت ’’المستشفيات، عمارات وسائل الإعلام، المدارس، المساجد والكنائس.‘‘
ووفقاً لها، إنّ وسائل الإعلام تجهّز الرأي العام لقبول ’’إبادة أخرى للفلسطينيين بعد العراقيين [حرب الخليج الثانية].‘‘
وفي حديث مع الدولي، قالت لورا إنّها تعرف ‘‘فلسطينيين يقيمون في كندا منحدرين من غزّة قلقين على أهلهم ولا يستطيعون التواصل معهم بسبب انقطاع التيار الكهربائي والانترنت بالإضافة إلى القصف في حين طلبت منهم إسرائيل مغادرة منازلهم [إلى جنوب قطاع غزة] ‘‘
وفي اليوم الرابع من اندلاع الحرب بين حركة حماس وإسرائيل، أعلنت هذه الأخيرة إخلاء المناطق الحدودية، وفرضت حصارا شاملا على غزة وأوقفت إمدادات المياه والكهرباء والغذاء إلى القطاع الفلسطيني.
وانتقد المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، السلطات الإسرائيلية بسبب قطعها إمدادات المياه والكهرباء والغاز والغذاء عن الفلسطينيين في قطاع غزة.
وذكر تقرير لهيئة الإذاعة الكندية أنّ رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو رفض الخميس الماضي ’’وصف الحصار الشامل الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة بأنه مخالف للقانون الدولي، على الرغم من إدانة الأمم المتحدة لهذا الحصار.‘‘
وأكد السيد ترودو أن ’’لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها وفقًا للقانون الدولي.‘‘
كما اتهم حركة حماس، وهي منظمة تعتبرها كندا إرهابية، ’’بانتهاك القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب‘‘ بتنفيذها الهجوم المميت يوم السبت 7 أكتوبر/تشرين الأول في إسرائيل.
يُغمض عباس فقيه عينيه وهو يعرض صور الصحفي والمصور اللبناني من وكالة رويترز عصام عبد الله الذي قُتل الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في قصف في جنوب لبنان يُعتقد أنه إسرائيلي.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferودائما في مونتريال، نظّم التجمع الكندي المناهض للإسلاموفوبيا (Canadian Collective Anti-islamophobia) مظاهرة في أحد منتزهات المدينة.
وسار المشاركون فيها صوب مكتب الدائرة الانتخابية لرئيس الحكومة جوستان ترودو.
وندّد المشاركون ’’بصمت الطبقة السياسية الكندية والمنتخبين الذين يأتون إلى مساجدنا ومراكزنا المجتمعية ويُرحَّب بهم. وحين نطلب منهم موقفا عادلا يتماشى والقانون الدولي، يرفض رئيس الحكومة التنديد بحصار غزة‘‘، كما قال عادل الشرقاوي، رئيس التجمّع الكندي المناهض للإسلاموفوبيا.
وشارك في هذه المظاهرة المصوّر الصحفي اللبناني عباس فقيه الذي يزور حاليا كندا. وكان يحمل صورة الصحفي والمصوّر اللبناني من وكالة رويترز عصام عبد الله الذي قُتل الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023 في قصف في جنوب لبنان يُعتقد أنه إسرائيلي.
عصام عبد الله زميل لي تمّ استهدافه من طرف طائرة حربية بينما كان متواجداً في تجمّع لِصحفيين وأصيب أربعة زملاء آخرين لا يزالون في المستشفى. نقلا عن عباس فقيه، مصوّر صحفي لبناني
وطلبت وكالة رويترز من السلطات الإسرائيلية إجراء ’’تحقيق سريع وشامل وشفاف‘‘ في مقتل عصام عبد الله.
ودون الاعتراف صراحة بمسؤوليته عن المأساة، قال المقدم ريتشارد هيشت من الجيش الإسرائيلي : ’’نحن آسفون للغاية لموته. نحن نحقق.‘‘
ميسيساغاشهدت مدينة ميسيساغا في أونتاريو مظاهرة أخرى يوم السبت 14 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مساندةً لسكّان غزة. الصورة: Radio-Canada / Alexis Raymonوفي مدينة ميسيساغا القريبة من تورونتو بمقاطعة أونتاريو، تجمع مساء يوم السبت مئات الأشخاص للتعبير عن تضامنهم مع الفلسطينيين.
ونظّمت الجمعية العربية الفلسطينية في أونتاريو هذه المظاهرة. وتجمّع المتظاهرون في ساحة الاحتفالات و هتفوا بشعارات تطالب بتحرير فلسطين.
وفي حوار عبر الهاتف مع الدولي أكّد نهاد أبو هلال، عضو الهيئة الإدارية لهذه الجمعية أنّ ’’عدد المشاركين تجاوز 6.000 متظاهر.‘‘
نهاد أبو هلال، عضو الهيئة الإدارية للجمعية العربية الفلسطينية في أونتاريو التي نظمت مظاهرة دعم غزة في ميسيساغا.الصورة: Facebook / Nehad Abu Helalوعن موقف الحكومة الكندية مما يحدث حاليّا في المنطقة، يرى السيد أبو هلال أنّها منحازة لإسرائيل.
الحكومة الكندية مع إسرائيل ظالمة أو مظلومة وضدّ الحق العربي والفلسطيني. نقلا عن نهاد أبو هلال، عضو الهيئة الإدارية للجمعية العربية الفلسطينية في أونتاريو
وأضاف أنّه على ’’الحكومة الكندية أن تكون متوازنة في موقفها وتضع نفسها مكان فلسطينيي قطاع غزّة والضفة الغربية لتحسّ بألمهم ومعاناتهم بسبب تصرفات الجيش الإسرائيلي أو المستوطنين.‘‘
ويقول نهاد أبو هلال أنّ ما يحدث الآن ليس وليد الأمس بل يجب العودة إلى التاريخ لفهمه. واكّد أنّ معاناة الفلسطينيين هي التي ولّدت الانفجار بسبب ’’مضايقات الجيش الإسرائيلي عن طريق نقاط التفتيش‘‘، على سبيل المثال بالإضافة لتصرفات المستوطنين.
(مع معلومات من وكالة فرانس بريس وموقع )
سمير بن جعفر