كوليت ضرغامتاريخ النشر: 13:15تخليدا لإرث الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، تكرّس كلية الصحافة والاتصالات في جامعة كارلتون في العاصمة الكندية جائزة سنوية قيمتها 5 آلاف دولار لأفضل مشروع صحافي يتناول العدالة الاجتماعية.غصّ مركز ’’كارلتون دومينيون تشالمرز‘‘ التابع لجامعة كارلتون العريقة في أوتاوا يوم 22 أيلول / سبتمبر الماضي بالحضور. تقدمهم رئيس كلية الصحافة والاتصالات في الجامعة الصحافي السابق آلان تومسون وممثلة فلسطين لدى أوتاوا منى أبو عمارة وشقيق شيرين أبو عاقلة طوني أبو عاقلة الذي أتى خصيصا من القدس. كما حضر أيضا أبرز متبرعَين للجائزة وهما رجل الأعمال الكندي الفلسطيني شوقي فحل ومهندس البرمجيات الكندي السوري ماهر عرار بالإضافة إلى ما يقرب من 300 من طلاب كارلتون وأعضاء هيئة التدريس وغيرهم.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?(من وقائع فعالية إطلاق جائزة شيرين أبو عاقلة لأفضل كتابة صحفية في العدالة الاجتماعية في جامعة كارلتون في أوتاوا)
تخلق الجائزة فرصة جديدة لطلاب الصحافة في جامعة كارلتون لتلقي التمويل لاستكشاف القضايا المتعلقة بالعدالة الاجتماعية…نحن مدينون بالكثير لشيرين لمساهمتها على مرّ العقود في فهمنا الجماعي لما يَعنيه العيشُ تحت الاحتلال.نقلا عن آلان تومسون، مدير كلية الصحافة والاتصالات في جامعة كارلتون
اجتاح الموسيقار الأردني الفلسطيني عبد الوهاب الكيالي ’’فرح عارم‘‘ عندما، وفي سابقة من نوعها، وقف الحضور مصفقا مكررا التصفيق في منتصف العرض الموسيقي.الصورة: photo by manuel baechlin / Manuel Baechlin’’العودة‘‘ معزوفة مهداة لروح شيرين أبو عاقلةعلى عوده خلال ساعة كاملة، ترافقه عازفة التشيلو الكندية شيلا هانيجان، قدم المؤلف والملحن الموسيقي الفلسطيني المقيم في مونتريال عبد الوهاب الكيالي معزوفات أثارت شجنا وحزنا وإشراقات لغد أجمل. كان لا بدّ من رائعة ’’العودة‘‘ (Return) التي كتبها كيالي خصيصا لروح شيرين أبو عاقلة ’’وبوحي من مسيرتها التي انتهت باستشهادها في سبيل الكلمة‘‘، على حدّ تعبيره.
يصف كيالي الكريشندو في شحن المشاعر وتأجيجها في الصالة الذي أصاب كل الحضور. خصوصا انه بُثت مقاطع فيديو من مراسم جنازة شيرين أبو عاقلة، وقدم شقيقها شهادة حياة مؤثرة جدا عنها.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?(’’العودة، دبكة‘‘، مهداة لروح شيرين أبو عاقلة بتوقيع عبد الوهاب الكيالي)
’’يا ظريف الطول وقف تَقْلَك، رايح عالغربة وبلادك أحسنْلَك‘‘يروي كيالي أنه كان يجب أن يكتب موسيقى مستوحاة من التراث الفلسطيني فلم يجد أفضل من أغنية ’’يا ظريف الطول‘‘ ليستوحي منها معزوفة ’’العودة‘‘ مع ما تحمله هذه الأغنية الفولكلورية من قيمة نغمية وإيقاعية ودرامية إذ تحاكي بكلماتها مسيرة شيرين نفسها. يقول كيالي ’’إنه حق العودة لشيرين ولكل فلسطيني إلى فلسطين، أشدد على رمزية العودة التي لا تعني بالضرورة أن نعود لنسكن في البيوت التي كان يسكنها أجدادنا منذ 75 عاما، وإنما، ’’حق العودة الذي أقصده هو الاعتراف بالتهجير والتطهير العرقي الذي تعرض له الفلسطيني الذي طرد من أرضه وبيته‘‘، على حد تعبيره.
شيلا هانيجان (Sheila Kanigan) مع آلة التشيلو وعبد الوهاب كيالي مع آلة العود شكلّا الدويتو الموسيقي خلال الفعالية التي أطلقت جائزة باسم شيرين أبو عاقلة في جامعة كارلتون.الصورة: photo by manuel baechlin / Manuel Baechlin
كان من الصعب جدا ألا أبكي عندما عزفت أنغام ‘‘العودة‘‘. لعل الإصرار على إيصال وجعي عبر الموسيقى إلى كل الآذان ما هو إلا امتداد لذلك الإصرار على الحق الفلسطيني والعربي والمشرقي بالحياة…إننا بشر مثل باقي البشر ويجب أن يُحترم حقنا في الحياة ويجب أن تكون معاناتنا الإنسانية محسوسة من قبل أهل الأرض قاطبة.نقلا عن عبد الوهاب الكيالي، مؤلف وملحن موسيقي أردني فلسطيني
ينحدر هذا الفنان من عائلة فلسطينية مناضلة وقد اغتيل عمّه المؤرخ والمفكر السياسي عبد الوهاب الكيالي في مكتبه في بيروت عام 1981.
يؤكد عبد الوهاب الكيالي ’’أن اقتران صحافة العدالة الاجتماعية باسم شيرين كما أراد الصرح الأكاديمي الكندي العريق، ما هو إلا تأكيد على المسيرة الإنسانية التي خاضتها ابنة فلسطين في عملها الميداني طيلة ثلاثة عقود، والتي أوصلتها إلى العالمية‘‘. ’’كان يمكن لشيرين التي تحمل الجنسية الأميركية أن تعيش في أي بلد في العالم ولكنها اختارت أن تعود إلى فلسطين وتمارس الصحافة في بلدها بين أهلها…كانت مدركة تماما مدى الخطر الذي يشكله خيارها هذا ومع ذلك لم تتراجع وكانت متصالحة جدا مع ذاتها‘‘، يقول كيالي.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?طوني أبو عاقلة: ’’لحظتان تأثرت بهما، الأولى حين طلبت من الكاهن إقامة الصلاة في الذكرى الأولى لرحيلها والثانية عند إعلان تومسون جائزة باسمها‘‘.بدوره يؤكد شقيقها طوني أبو عاقلة الذي تحدث إلينا من القدس مطلع هذا الأسبوع بأن أحدا لم يستطع ردع شيرين عن قرارها بامتهان الصحافة. يقول: ’’بعد تدخلي لإقناع والديّ بانعطافها المهني من الهندسة المعمارية إلى مهنة المتاعب عام 87 من القرن الماضي، أمضت هي أسبوعا كاملا في إقناعهما بأن الصحافة هي حياتها، ومن سخرية الأقدار أن هذا العشق لمهنة المتاعب كلّفها بالفعل حياتها‘‘.
نذرت شيرين نفسها للكلمة واختارت بمحض إرادتها وبكل الإصرار والتحدي عالم الصحافة وعملت بكل حرفية ومهنية يشغلها الإنسان فحسب…شيرين نفسها لو سُألت اليوم بماذا تريد أن يتم تخليد ذكراها، فهي ستجيب بالعدالة الاجتماعية والإنسانية…جائزة الجامعة الكندية هي الأحب إلى قلب اختى الصغرى شيرين.نقلا عن طوني أبو عاقلة، شقيق شيرين أبو عاقلة
يقول طوني أبو عاقلة: ’’لقد كانت لحظة مؤثرة جدا في جامعة كارلتون عندما رأيت شغف طلابها وتأثرهم الشديد بمسيرة شيرين. غدا ستحمل لي أصواتهم صوت شقيقتي…عزائي أنها ستبقى حيّة في الأقلام الصحافية الحرّة‘‘.الصورة: Manuel Baechlinيؤكد أبو عاقلة أنها الجائزة الأكاديمية الثالثة من نوعها في جامعة كارلتون بعدما كرست الجامعة الأميركية في بيروت منحة باسم شيرين وهذا ما قامت به أيضا جامعة بيرزيت في الضفة الغربية.
هذا وقد دعت النائبة الليبرالية في برلمان أوتاوا إقراء خالد أبو عاقلة لزيارة البرلمان ورحبت على الملأ بوجوده كما أعلنت عن الجائزة التي تكرّس مسيرة شقيقته في جامعة كارلتون.
طوني أبو عاقلة:ما نعيشه يُنذر بالحرب’’في هذه الأثناء، يفتقد العالم بأسره تغطية شيرين للتطورات الأمنية بعد إطلاق كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عملية ’’الطوفان الأقصى‘‘ التي ردت عليها إسرائيل بعملية ’’السيوف الحديدية‘‘، وتضج مواقع التواصل الاجتماعي في الأراضي الفلسطينية وفي الخارج باسم مراسلة الجزيرة المِقدامة وتعبّر البوستات عن افتقاد الصوت الذي كان يغزو الشاشات والفضائيات. أكثر ما أتذكره في هذه اللحظة، يتابع طوني أبو عاقلة، هو تغطية شيرين الاستثنائية للانسحاب الإسرائيلي من البلدات في قطاع غزة عام 2005، حيث كانت في بث مباشر من داخل المستوطنات على مدى 3 أيام حتى انسحاب آخر وجود إسرائيلي حيث لم يبق في المكان غيرها برفقة المصور‘‘.
من منزله في المدينة القديمة، تحدث طوني أبو عاقلة إلى القسم العربي في الدولي يوم الاثنين مطلع هذا الأسبوع، مؤكدا انعدام الحركة في القدس معربا عن تخوفه من أن تتحول المواجهات إلى ’’حرب أشد ضراوة‘‘.الصورة: Radio-Canada / Colette Darghamويأسف شقيق شيرين أبو عاقلة لـ ’’الصمت الدولي غير المبرر في هذه الأثناء على الرغم من القصف الهمجي على غزة‘‘. ويصف بأن شوارع القدس كانت فارغة بعد الأحداث الأخيرة. ’’لا يخرج الناس من بيوتهم إلا من أجل شراء الضروريات…حواجز التفتيش الإسرائيلية في كل مكان، والجنود الإسرائيليون يحاولون بأي طريقة استفزاز المواطنين الفلسطينيين، وأكثر من يعاني هم أهل غزة. في المدينة المقدسة، يقول أبو عاقلة، يحاول المحتل الإسرائيلي إلغاء الهوية الفلسطينية ومحوها من الوجود‘‘.
كوليت ضرغام