اشتهرت كندا على مر السنوات بالاستقرار السياسي والديمقراطية القوية، ومع ذلك، إلا أن هناك مؤشرات تشير إلى إمكانية إجراء انتخابات مبكرة، وذلك وسط تغيرات في المشهد السياسي والتوترات التي ظهرت خلال السنوات الأخيرة.
من المفترض أن تجري الانتخابات الفيدرالية الكندية المقبلة في 20 أكتوبر 2025 أو قبل ذلك، إلا أنه مع انتشار التكهنات في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه حكومة الأقلية الليبرالية، فمن الممكن تحديد موعدها في خريف عام 2024 أو الخريف الجاري، فيما يزيد الفضول حول النظام السياسي الفريد في كندا، وموعد الانتخابات الوشيك، والمناورات السياسية الأخيرة، وغيرها من التفاصيل ذات الصلة.
ويعمل النظام الانتخابي في كندا على مبدأ الديمقراطية البرلمانية، وهذا يعني أن رئيس الوزراء ومجلس الوزراء مسؤولون أمام مجلس العموم.
ومنصب رئيس الوزراء الكندي ليس لديه حدود زمنية، ويظل في السلطة طالما أنه يتمتع بثقة الأغلبية في مجلس العموم.. وإذا فقدت هذه الثقة، فلرئيس الوزراء خيار الاستقالة أو الدعوة لإجراء انتخابات.
وربما يكون أكثر العوامل التي تساهم في هذا النقاش، هو التحالف السياسي بين الأحزاب وتواجد حكومة أقلية في البرلمان يمكن أن تسقط في إذا إنهار الاتفاق بين الحزب الليبرالي الحاكم برئاسة جستن ترودو، والحزب الديموقراطي الجديد بزعامة جاجميت سينج.
وأظهرت الانقسامات والخلافات بين الأحزاب الكندية الرئيسية توترات تزيد على الأحوال العادية، وقد يؤدي هذا التوتر إلى انهيار الحكومة الحالية والدعوة إلى انتخابات مبكرة..
ومما قد يزيد من الاحتمالات المتعلقة بإجراء انتخابات مبكرة، هي قضية التفاعل بين الحكومة الفيدرالية والحكومات المحلية في مقاطعات كندا المختلفة، حيث هناك صراعات بشأن الصلاحيات وتوزيع السلطة، وبالإضافة إلى ذلك، هناك مسائل أخرى مهمة تلعب دوراً في هذا النقاش، منها الاقتصادية والبيئية والصحية والتي تتطلب استجابة حكومية فعّالة، فيما يمكن أن يؤدي فشل الحكومة في معالجة تلك القضايا إلى دعوات لإجراء انتخابات مبكرة من قبل الأحزاب المعارضة.
وقد كانت هناك زوبعة من الأنشطة السياسية في الآونة الأخيرة، ففي يوليو 2023، أدخل رئيس الوزراء جاستن ترودو تغييرات مهمة على حكومته، وفسر كثيرون هذه الخطوة على أنها “استراتيجية لتعزيز فريقه”، تحسبا لانتخابات وشيكة.
وعلاوة على ذلك، فإن تحديات مثل ظهور موجة جديدة من جائحة كورونا في الشتاء المقبل ومعدلات التضخم المتصاعدة يمكن أن تهز ثقة الجمهور، مما يؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة، كما يجب الأخذ في الاعتبار التأثير المحتمل للانتخابات الفيدرالية في السياسة الخارجية لكندا، بينما تحاول الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع الولايات المتحدة والشراكات الدولية الأخرى، يمكن أن يؤدي التغيير في الحكومة إلى تغيير في السياسة الخارجية والموقف الدولي.
بشكل عام، يظهر أن العديد من العوامل تجتمع لزيادة احتمالية إجراء انتخابات مبكرة في كندا.. ومع ذلك، يتوقع المحللون مزيدا من المناقشات والتحليلات لفهم الوضع بشكل أفضل وتقدير ما إذا كانت هذه التوقعات ستتحقق أم لا.