الرئيسيةكندا اليومحملات تضليل ضدّ كندا في روسيا والهند

حملات تضليل ضدّ كندا في روسيا والهند



RCIتاريخ النشر: 16:36تُغذّي الحوادث الدبلوماسية الأخيرة المتصلة بالحكومة الكندية حملاتِ تضليل في كلّ من روسيا والهند، إذ يسعى كلا البلدين إلى الاستفادة من الوضع لخدمة مصالحه.وكان تكريم البرلمان الكندي يوم الجمعة الفائت ياروسلاف هونكا بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل الاعتذار الكندي عن هذه الخطوة، من بين أبرز الأخبار حول العالم هذا الأسبوع.
وهونكا جندي أوكراني سابق خدم في وحدة نازية خلال الحرب العالمية الثانية. ولم يكن رئيس مجلس العموم الكندي أنثوني روتا الذي دعاه ليكرّمه على علم بماضيه. واستقال روتا من منصبه قبل يوميْن بسبب هذه الحادثة.
بالنسبة لروسيا شكلت الحادثة فرصة ذهبية للترويج مرة أُخرى للفكرة الخاطئة القائلة بأنّ غزوها العسكري لأوكرانيا هو في الواقع عملية لـ’’اجتثاث النازية‘‘ من هذا البلد، كما يحلو للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن يردّد.
’’نعلم أنّ العديد من الدول الغربية، بما فيها كندا، لديها جيل من الشباب لا يعرف مَن قاتَل مَن أو ماذا حدث خلال الحرب العالمية الثانية. وهؤلاء الشباب لا يعرفون شيئاً عن تهديد النازية‘‘، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف في وقت سابق من هذا الأسبوع.
رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو (إلى اليمين) وإلى جانبه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مجلس العموم في 22 أيلول (سبتمبر) 2023 لحظة تكريم ياروسلاف هونكا الذي قدّمه رئيس المجلس أنثوني روتا على أنه ’’بطل أوكراني وبطل كندي‘‘.الصورة: La Presse canadienne / Patrick Doyleفي الواقع، اليمين المتطرف هامشي في أوكرانيا، لكنّ الدعاية الروسية تواصل تضخيم حجمه. وفي الانتخابات الرئاسية الأخيرة في هذا البلد، عام 2019، حصل المرشح الرئاسي عن حزب ’’سفوبودا‘‘ اليميني المتطرف على 1,62% فقط من الأصوات.
يُضاف إلى ذلك أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يهودي وأنّ أفراداً من عائلته قضوا على أيدي النازيين في الهولوكوست، المحرقة اليهودية.
’’لعبت رواية اجتثاث النازية دوراً مركزياً في نوايا روسيا تجاه أوكرانيا خلال العقد الأخير من الزمن‘‘، يقول إين غارنر، وهو مؤرخ كندي ومتخصص في ترجمة الدعاية السياسية الروسية.

ما حدث في البرلمان الكندي كان أفضل هدية يمكن تقديمها لدعاة الدعاية الروس الذين يقولون منذ سنوات إنّ زيلينسكي نازي في السر.نقلا عن إين غارنر، مؤرخ وخبير في ترجمة الدعاية السياسية الروسية
’’هذا أمر محرج للغاية لكندا ولزيلينسكي‘‘، يقول غارنر بأسف.
ياروسلاف هونكا (في يمين الصورة) يجلس في القسم المخصص للضيوف في مجلس العموم وينتظر وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في 22 أيلول (سبتمبر) 2023.الصورة: La Presse canadienne / Patrick Doyleوكثّفت روسيا جهودها الدعائية للاستفادة من الوضع في الأيام الأخيرة. فيوم الأربعاء، على سبيل المثال، نشرت وزارة الخارجية الروسية على منصات تواصل اجتماعي رسماً كاريكاتورياً يُظهر ياروسلاف هونكا وفولوديمير زيلينسكي ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ونائبته كريستيا فريلاند وهم يؤدون جميعاً التحية النازية تحت وابل من التصفيق.
ووفقاً لغارنر الذي يراقب عن كثب الاتجاهات على شبكات التواصل الاجتماعي الروسية، الدعايةُ المتعلقة بحادثة ياروسلاف هونكا في البرلمان الكندي أثبتت فعالية قوية في بلد فلاديمير بوتين.
معلومات مضلِّلة هندية تبلغ كنداصورة من الأرشيف للناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار (في وسط الصورة) الذي قُتل في مقاطعة بريتيش كولومبيا في حزيران (يونيو) الماضي.الصورة: (Ben Nelms/CBC)بلغت التوترات بين كندا والهند ذروتها منذ أن أعلن جوستان ترودو أمام مجلس العموم الكندي مطلع الأسبوع الفائت عن مزاعم ’’ذات مصداقية‘‘ بأنّ الهند تقف وراء اغتيال الناشط الكندي السيخي هارديب سينغ نيجار على الأراضي الكندية في حزيران (يونيو) الفائت.
ومنذ إعلان رئيس الحكومة الكندية عن ذلك ووسائلُ الإعلام الهندية تهاجم كندا بشكل مباشر. فعلى سبيل المثال، أكدت صحيفة ’’هندوستان تايمز‘‘ ( Hindustan Times) الهندية الصادرة بالإنكليزية، ودون أيّ أساس، أنّ زعيم الحزب الديمقراطي الجديد في كندا جاغميت سينغ، وهو من طائفة السيخ، ’’حرّك خيوط‘‘ ترودو لكي يعلن تلك الادعاءات أمام مجلس العموم.
’’كما هي الحال في كثير من الأحيان مع وسائل الإعلام في الهند، هناك سعي لشيطنة أيّ شخص يتعارض مع الحكومة أو يبدي قلقاً إزاء العدالة أو القيم الديمقراطية في البلاد‘‘، تلخّص روبيندر ليدار التي تعدّ رسالة دكتوراه في قسم العلوم السياسية في جامعة ماكغيل في مونتريال.
وتلفت ليدار إلى أنّ الهند تحتل المرتبة 160 بين 180 دولة في التصنيف العالمي الأخير لحرية الصحافة الذي أعدته منظمة ’’مراسلون بلا حدود‘‘.
اجتماع ثنائي بين رئيس الحكومة الهندية ناريندرا مودي (إلى اليمين) ونظيره الكندي جوستان ترودو في نيودلهي على هامش قمة العشرين في وقت سابق من أيلول (سبتمبر) الحالي.الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrickوبلغت المعلومات الهندية المضلِّلة ذروتها هذا الأسبوع عندما قال الدبلوماسي الهندي السابق ديباك فورها في مقابلة تلفزيونية إنه ’’عندما جاء جوستان ترودو إلى الهند لحضور قمة مجموعة العشرين خلال الشهر الحالي، كانت طائرته مليئة بالكوكايين‘‘ بحسب ’’شائعات موثوقة‘‘، مضيفاً أنه من المحتمل أن تكون كلاب بوليسية هي التي اكتشفت هذا المخدر المحظور.
وأثارت القصة ضجة كبيرة في الهند، بالإضافة إلى أنّ صحيفة ’’تورونتو صن‘‘ (Toronto Sun) اليومية الكندية أعادت نشرها.
’’طائرة ترودو كانت تحتوي على كوكايين خلال قمة العشرين، كما يقول دبلوماسي هندي سابق‘‘، عنونت في البدء الصحيفة الصادرة في كبرى مدن كندا قبل أن تعدّل العنوان لاحقاً للتأكيد على أنّ مكتب رئيس الحكومة نفى تلك المزاعم ووصفها بأنها معلومات مضلِّلة.
الصحفي إيفان داير من شبكة ’’سي بي سي‘‘ (القسم الإنكليزي في هيئة الإذاعة الكندية) كان على متن رحلة ترودو لتغطية قمة العشرين، وهو نفى على موقع ’’إكس‘‘ (’’تويتر‘‘ سابقاً) ما رواه الدبلوماسي الهندي السابق وأكّد أنّ أحداً لم يرَ كلباً بوليسياً على متن طائرة رئيس الحكومة الكندية.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)

Most Popular

Recent Comments