الرئيسيةكندا اليوم الأقليات الشرق أوسطية في كندا: التحديات والآفاق

[تقرير] الأقليات الشرق أوسطية في كندا: التحديات والآفاق



Colette Darghamتاريخ النشر: 27 سبتمبر 2023 22:40في مونتريال، أطلق مركز مركز دراسات الأقليّات في الشرق الأوسط (RCMME) في جامعة الروح القدس في الكسليك في لبنان (USEK) بالتعاون مع مركز الدراسات الدْينية المعاصرة (CERC) التابع لجامعة شيربروك في مقاطعة كيبيك، المحاضرة الأولى في سلسلة محاضرات تحت عنوان: ’’الأقليات الشرق أوسطية: تحديات وآفاق التعددية في كندا وكيبيك‘‘.’’تُثري الأقلياتُ المجتمعات كافة في العالم أجمع‘‘، حقيقة أكد عليها الاختصاصيون المشاركون في الندوة الأولى حول الأقليات الشرق أوسطية التي نُظمت في مونتريال، ولكن على الرغم من ذلك، يرى المتحدثون، ’’أنه غالبا ما تواجه الأقليات أشكالاً متعددة من التمييز، ما يؤدي إلى التهميش والعنف والإقصاء بدرجات متفاوتة بين بلد وآخر‘‘.
في كيبيك وكندا، تضمن شرعة الحقوق والحريات ألّا يشعر أي شخص بخوف من تحديد هويته على أنّه فرد ينتمي إلى أقلية، أو أن يخشى التعرّض للإساءة.
أطلقت في مونتريال حلقة أولى في سلسلة حلقات يقدمها اختصاصيون حول التحديات التي تعيشها الأقليات الشرق أوسطية في كيبيك وفي كندا.الصورة: Radio-Canada / Afficheلا أكثريّة من دون أقليّة ولا أقليّة من دون أكثريّةيستهل صاحب الدعوة الأب جان عقيقي، مدير مركز الدراسات حول الأقليات في الشرق الأوسط في جامعة الروح القدس في الكسليك (لبنان)، بطرح المحاور التي ستتناولها سلسلة الندوات عن الأقليات الشرق أوسطية على الجدول.
يتساءل الراهب الباحث المنتمي للرهبانية اللبنانية المارونية (مشرقية كاثوليكية) فرع مونتريال: ’’هل استطاعت الأقليات المتدينة بمعظمها، التكيف في كندا البلد العلماني والليبرالي؟ هل حملت هذه الأقليات معها إرهاصات وإشكاليات عاشتها في أوطانها الأم وفي ينابيعها الفكرية والدينية؟ إلى أي مدى تمكنت من الاندماج في بيئة ثقافية مختلفة وربما معادية لأخلاقياتها الشرقية المحافظة؟‘‘
يضيف المتحدث: ’’هل ستتاح لنا الفرصة للاندماج في تعدد الهويات في كندا؟ ما هي المخاطر والثمن والفوائد التي ستعود علينا؟ إنها أسئلة تثير اهتمامنا ونأمل في تقديم إجابات مرضية عنها‘‘ على حد تعبيره.
الأب جان عقيقي من دير مار أنطونيوس الكبير للمسيحيين الموارنة في مونتريال والذي يشغل أيضا منصب مدير مركز دراسات الأقليات في الشرق الأوسط التابع لجامعة الروح القدس في الكسليك في لبنان (USEK) الذي تأسس في العام 2013.الصورة: Radio-Canada / Colette Darghamشجن الغربة والحنين إلى الأوطان الأم عبّر عنه بجدارة، كما يذكّر الأب عقيقي، الشاعرُ العراقي عبد الوهاب البياتي في قوله: ’’نحن من منفى إلى منفى ومن باب لباب، نذوي كما تذوي الزنابق في التراب، فقراء، يا وطني نموت وقطارنا أبدا يفوت …‘‘
الحقوقي الكندي فرناند دو فارين يدّق ناقوس الخطرفي مداخلته الافتراضية من العاصمة الأميركية حيث يقدم تقريره للجنة أممية عن الخيارات السياسية لتعزيز الحرية الدينية في الهند، ندد مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بقضايا الأقليات فرناند دو فارين بالـ ’’السموم التي تفرزها وسائل التواصل الاجتماعي بحق الأقليات العرقية والدينية والتي برزت في شكل خاص إبان جائحة كوفيد-19‘‘.
يتابع الحقوقي الأممي ’’لقد حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أكثر من مرة من الموجة المتصاعدة لـ ظاهرة ’’كراهية الأجانب‘‘ (Xénophobia) عبر العالم، والانجراف الخطير نحو إقصاء مَن يحمل لون بشرة مختلفة أو ينتمي إلى قومية أو دين أو مذهب سياسي أو اجتماعي أو أي وضع آخر‘‘. ولعّل ظاهرة خطاب الكراهية المتنامية عبر وسائل التواصل الاجتماعي لم تكن بارزة إلى هذا الحدّ قبل نحو عقد من الزمن، ’’لكنها تبدو اليوم محركا أساسيا يولّد سياقا قد تجد فيه الأقليات نفسها مستهدفة بشكل متزايد كونها من الآخرين أو باعتبارها تهدد الأغلبية في الأمّة‘‘.
كان الدكتور فرناند دو فارين عميد كلية الحقوق في جامعة مونكتون في مقاطعة نيو/نوفو برونزويك الأطلسية قبل أن يتم انتخابه في آب / أغسطس 2017 لمنصب المقرر الخاص المعني بالقضايا المتعلقة بالأقليات. وتم التمديد له عام 2020 لولاية ثانية (أرشيف).الصورة: Université de Monctonيشير الخبير الحقوقي من مواليد مقاطعة نيوبرونزويك في الشرق الكندي، إلى أن خطاب الكراهية وجرائمه بحق الأقليات عبر العالم، ’’شهد ارتفاعا حادا بلغت نسبته 786% بين عامي 2014 و 2018، ضحاياه من الأقليات المسلمة والمسيحية في شكل خاص. كما بلغ خطاب العدائية بحق السامية أرقاما قياسية العام الماضي في الولايات المتحدة الأميركية‘‘. هذا وأعرب المتحدث عن أسفه لوجود القليل من المبادرات للحد من تصاعد خطاب الكراهية بحق ’’الغريب‘‘، أكان على الصعيد المجتمعي أو الحكومي. برأيه تعّد هذه الظاهرة فيتة نسبيا إذ إنها برزت في شكل خاص اعتبارا من العام 2018 وازدادت حدّتها خلال الجائحة الأخيرة.
يعطي الخبير الحقوقي الصين كمثال على اضطهاد تمارسه أكثرية في يدها مقاليد الحكم بحق أقلية عرقية ودينية.
يشير دو فارين إلى أن هناك اليوم أكثر من 1،5 مليون طفل من الإيغور وغيرها من الأقليات المسلمة في الصين قد أقصوا عن أهلهم قسرا وتم إلحاقهم بمدارس داخلية في شينجيانغ تقوم بالتدريس بشكل حصري تقريبا بلغة الماندرين وبتبني ممارسات ثقافة مجموعة الهان التي تمثل الأغلبية في شينجيانغ.
في هذا الإطار يُذكّر المتحدث بسياسة الإقصاء التي مورست في الماضي بحق الأقليات من السكان الأصليين في كندا وأستراليا والتي وُصفت على أنها محاولة إبادة.
البروفيسور سامي عون، أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة شيربروك ومدير مرصد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في كرسي راوول داندوران للدراسات الاستراتيجية والدبلوماسية في جامعة كيبيك في مونتريال (أرشيف).
(أرشيف).الصورة: Radio-Canada / Laurent Boursierأصلانيون ومستعمرونفي السياق ذاته، يقول الأب عقيقي إنه ’’حتى في كندا هناك درجات في المواطنة والدليل أنه لا تزال تسمية ’’أصلانيون‘‘ تطلق على الأُمم الأُوَل‘‘. في العراق يقول المتحدث، يعاني ’’الزرداشتيون من الإقصاء والاضطهاد علما بأن من يعدّون اليوم أقلية في المجتمع العراقي، كانوا من السكان الأصليين في الماضي البعيد إذ إن الديانة الزرداشتية ظهرت قبل المسيحية والإسلام في بداية الألفية الثانية قبل الميلاد‘‘. ’’كذلك في سهل نينوى في العراق كان المسيحيون يشكلون الأكثرية أما اليوم فباتوا أقلية عددية لا تُذكر‘‘.

من شروط الديمقراطية الليبرالية في كندا أن من واجب الأكثرية حماية الأقلية، وهذه الأخيرة من واجبها عدم عرقلة المسار الديمقراطي والنقاش الوطني حول الحريات والمساواة ومجموعة القيم المعروفة في هذه البلاد.نقلا عن البروفيسور سامي عون، مدير حلقة النقاش
وشدد الدكتور عون، الذي أدار حلقة النقاش، على أهمية التفاعل بين أكثرية إيديولوجية أو عددية من جهة وأقلية تنتمي إلى ولاءات ومرجعيات دينية أو مذهبية أو عرقية أو ما شابه، من جهة أخرى. وهذا التفاعل برأيه يجب أن يكون عبر التأكيد على الإيجابيات التي تجمع بين الأكثرية والأقلية.
كما يدعو البروفيسور في العلوم السياسية في جامعة شيربروك إلى ’’عدم إضمار أو إخفاء أو التغاضي عن السلبيات لكي لا تنفجر بشكل أو بآخر، في وقت ما وفي نزاع ما‘‘.
Colette Dargham

Most Popular

Recent Comments