RCIتاريخ النشر: 21:41قدّم اليوم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو ’’أخلص اعتذارات البرلمان‘‘ عن التكريم الذي قُدِّم يوم الجمعة الفائت داخل مجلس العموم، بحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، لمحارب أوكراني قديم تبيّن لاحقاً أنه قاتل خلال الحرب العالمية الثانية في صفوف وحدة نازية قبل أن يهاجر إلى كندا.وكان رئيس مجلس العموم أنثوني روتا قد رضخ أمس للضغوط السياسية واستقال من منصبه بسبب دعوته أعضاء البرلمان وضيوفهم للتصفيق لياروسلاف هونكا، أحد سكان دائرته الانتخابية البالغ من العمر 98 عاماً والذي قاتل في صفوف فرقة ’’إس إس غاليسيا‘‘ التي كانت وحدة تطوعية تحت قيادة قوات الـ’’فافن إس إس‘‘ التابعة للحزب النازي بقيادة أدولف هتلر.
’’كان رئيس مجلس النواب المسؤول الوحيد عن الدعوة الموجهة لهذا الرجل والتكريم الذي قُدِّم له‘‘، قال ترودو متوجهاً إلى الصحفيين.
(ما حصل) كان خطأً تسبب بإحراج شديد للبرلمان ولكندا، ونحن جميعاً نأسف بشدة لأننا وقفنا في المجلس وصفقنا (لياروسلاف هونكا)، حتى لو فعلنا ذلك دون أن نكون مدركين للسياق.نقلا عن جوستان ترودو، رئيس الحكومة الكندية
’’هذا الخطأ هو انتهاك فظيع لذكرى الملايين الذين قضوا في الهولوكوست (محرقة اليهود) وهو مؤلم للغاية لليهود‘‘، أضاف ترودو.
’’لقد كان الأمر مؤلماً أيضاً للبولنديين والغجر ومثليي الجنس والمعاقين والملوَّنين وملايين الأشخاص الآخرين الذين اضطهدهم النظام النازي‘‘، قال رئيس الحكومة الكندية.
’’عدد الناجين من المحرقة الذين يشاركون (الآخرين) الفظائع التي رأوها وعاشوها يتراجع كلّ سنة. لذا، تقع على عاتقنا جميعاً مسؤولية التأكد من أنّ أحداً لن ينسى مطلقاً ما حدث‘‘، أضاف ترودو.
كما حرص ترودو أيضاً على التأكيد على ’’مدى أسف كندا للحالة التي وُضع فيها الرئيس زيلينسكي والوفد الأوكراني‘‘.
ورأى رئيس الحكومة الكندية أنه ’’من المزعج للغاية التفكير بأنّ هذا الخطأ الصارخ يتم تسييسه من قبل روسيا ومؤيديها لنشر دعاية كاذبة حول الأسباب التي تدفع أوكرانيا للقتال والدفاع عن نفسها‘‘.
زعيم حزب المحافظين الكندي بيار بواليافر متحدثاً اليوم في مجلس العموم خلال فترة الأسئلة.الصورة: La Presse canadienne / Sean Kilpatrickوخلال فترة الأسئلة في مجلس العموم تعرّض رئيس الحكومة لانتقادات من المعارضة.
بيار بواليافر، زعيم حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية، طلب منه تقديم ’’اعتذار شخصي‘‘، لكنّ ترودو رفض ذلك مكرراً الاعتذار ’’باسم البرلمان وجميع الكنديين‘‘.
ومن جهته انتقد زعيم الكتلة الكيبيكية، إيف فرانسوا بلانشيت، رئيسَ الحكومة الليبرالية لعدم اتصاله بالرئيس الأوكراني لتقديم اعتذار له بعد أن تمّ الكشف عن ماضي المحارب الأوكراني القديم.
’’أود أن أسمح لنفسي، باسم الكيبيكيين، بتقديم الاعتذار للرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي وسأحرص على أن تصل الرسالة إلى الرئيس منذ اليوم‘‘، قال بلانشيت الذي يدعو حزبُه إلى استقلال كيبيك عن الاتحادية الكندية.
وهنا أشار رئيس الحكومة الليبرالية إلى أنه قد تم تقديم اعتذار إلى رئيس الدولة الأوكرانية ’’منذ عدة أيام (…) من خلال القنوات الدبلوماسية‘‘.
يُشار إلى أنه منذ بداية غزوه العسكري لأوكرانيا في شباط (فبراير) 2022 والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يردّد أنه لا بد من ’’اجتثاث النازية‘‘ من أوكرانيا.
وإذا كان صحيحاً أنّ منظمات يمينية متطرفة كانت تنشط في أوكرانيا عندما اجتاحتها القوات الروسية، فهذه الظاهرة كانت هامشية لكنّ الدعاية الروسية ضخّمتها.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)
