إضاءات على هولندا
مملكة هولندا – كما يطلق عليها العرب عادة – هي دولة تقع في غرب أوروبا على ساحل بحر الشمال ، ويعنى إسمها باللغة الهولندية ” مملكة الأراضي المنخفضة Nederland ” ، وهي تسمية ملائمة تماما لجغرافيا هذه الدولة ، حيث أن حوالي نصف أراضيها تقع أقل من مستوى سطح البحر ، إلى جانب أن خمس مساحتها يتكون من الماء على شكل بحيرات وقنوات مائية !
وهولندا دولة ملكية دستورية ، وتعد أمستردام هي عاصمتها وأكبر مدنها ، ومركزها التجاري والثقافي الأكبر ، على الرغم من تميز المدن الهولندية الأخرى مثل : روتردام وأوترخت ، ولاهاي الذي يوجد على أرضها مقر محكمة العدل الدولية ، وأيضا المحكمة الجنائية الدولية ومقر الجكومة الهولندية.
تعد هولندا من أكثر دول العالم كثافة فى السكان ، فتعداد الشعب الهولندى يقترب من 16 مليون نسمة ، يعيشون على أراض مساحتها لاتزيد عن ( 40,844 كم ) فقط ، وهي نسبة مرتفعة للغاية وتعد الأكثر كثافة سكانية في القارة الاوروبية ، بمعدلات خصوبة مرتفعة مقارنة مع غيرها ، وخدمات صحية راقية جعلت متوسط العمر فيها يبلغ ال75 عاما للمواطن الهولندي.
اللغة والأديان :
يتحدث الهولنديون باللغة الهولندية ، إلى جانب إنتشار العديد من اللهجات الأخرى في بعض المقاطعات ، كما يتقن أغلب الهولنديون اللغات الأجنبية مثل اانجليزية والفرنسية والألمانية ، على حسب إختيارهم للغة الأجنبية الثانية في نظامهم التعليمي الذي يحتم دراسة لغة ثانية الى جانب اللغة الام.
وتعتبر هولندا من أكثر الدول العلمانية في اوروبا الغربية ، حيث تضم كل الاديان والمعتقدات ، فتشكل المسيحية الكاثوليكية والبورتستانتية أغلب الاتجاه الديني للشعب الهولندى ، الى جانب العديد من الطوائف الدينية الأخرى مثل البوذية واليهودية والبهائية والمعتقدات اللادينية ..كما يشكل المسلمون حوالي 5 % من تركيبة الشعب الهولندي بتعداد يصل الى 850 ألف مسلم ، أغلبهم من أصول تركية واندونيسية وعربية.
التاريخ :
شهدت هولندا عصرها الذهبي اقتصاديا وثقافيا وتوسعيا في القرن السابع عشر ، وكانت من ضمن الدول العظمى التى كان لها صيتا واسعا فى التمدد الاستعماري في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتنية ، وسيطرت على الكثير من الطرق الملاحية في العالم ..هذا النفوذ والتمدد لم يستمر بنفس القوة فى القرنين الثامن والتاسع عشر إلا أنه بلا شك أضاف لها الكثير ثقافيا وفكريا وصناعيا
الإقتصاد :
الإقتصاد الهولندي يعد من أقوى الإقتصاديات الاوروبية ، فمعدل البطالة في هولندا يعد منخفضا للغاية ( أقل من 5 % ) – على الرغم من الكثافة السكانية الهائلة – ، كما يعد المواطن الهولندي واحداً من أعلى الجنسيات تمتعاّ بمستوى معيشي مرتفع عالميا.
مصادر القوة الاقتصادية الهولندية تشمل جميع الصناعات والموارد ، فالى جانب التصنيع الذي يعتبر أهم نشاط اقتصادي فى هولندا ويشكّل ربع الناتج الوطني الاجمالي ، فالبلاد تحتوي على موارد زراعية هائلة جعلتها مثلا أحد أكبر مصدري الورود والمنتجات الزراعية ، ومنتجات الالبان الهولندية التى تعد ماركة عالمية مثل الجبن الهولندي ، وكونها أيضا من أكثر الدول الأوروبية جذبا للسياحة بإجمالى 11 مليون سائح سنويا !
الثقافة في هولندا :
من المستحيل أن يمر أي دارس او مثقف على هولندا دون أن يتوقف أمامها طويلا ، فهذه البلاد أنجبت العديد من الفنانين الذين من الممكن تصنيفهم من أعظم الفنانين على المستوي العالمي ، خصوصا في مجالي الرسم والادب ، مثل فان جوخ ورمبرانت في الرسم ، وأدباء مثل فان دن فوندل وهوفت ، وغيرهم من العشرات الذين أثروا الحركة النهضوية الاوروبية ثقافيا وإبداعيا ً.
حقائق سريعة :
يستعمل الهولنديون الدرجات الهوائية بشكل ملفت وكبير للغاية ، لدرجة انه يوجد حوالي 13 مليون دراجة هوائية بينما يبلغ تعداد سكانها 16 مليونا..بمعنى آخر : دراجة هوائية لكل مواطن !
الهولنديون أكثر شعوب الأرض طولا فى القامة ، حيث يعتبر الذكور والاناث في هولندا عادة أطول من غيرهم من كافة شعوب العالم !
المنتخب الهولندي لكرة القدم يعتبر من أقوى المنتخبات على مستوى العالم ، إلا أنه مصرّ أن ينال مركز الوصيف فى كل المرات التى وصل خلالها إلى الدور النهائي فى مسابقة كأس العالم ، وذلك فى الأعوام 1974 و 1978 وأخيرا فى العام 2010 فى جنوب أفريقيا ، عندما أقصاه المنتخب الأسباني وانتزع من لقب البطولة ، رغم أنه كان الأقرب لها بآداءه المبهر طوال المونديال..كما حصل أيضا على بطولة كأس الأمم الاوروبية مرة واحدة فى العام 1988
يقام في هولندا العديد من المهرجانات الطريفة مثل مهرجان ” يوم البرتقال ” وغيرها من المهرجانات الشعبية التى تكون مبهرة في تنظيمها.
أكثر ما يميز هولندا على الإطلاق – على الرغم من مميزاتها العديدة – ، هو المناظر الطبيعية الخلابة في هذه البلاد ، والسهول الخضراء والجبال المدثرة بالثلوج ، وغيرها من المشاهد الطبيعية التى ربما يوجد مثلها فى العالم ، ولكن لا تحمل الروح الهولندية الخاصة والمميزة والذي يستشعرها الوافد بمجرد قدومه الى هذه البلاد