بعدما اتسمت ردود فعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالتحدي والنبرة العالية تجاه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الأسابيع الأخيرة، تغيرت لغته لتصبح مغرقة في الدبلوماسية.
وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات في وقت سابق من ديسمبر الجاري على تركيا بسبب شراء الأخيرة منظومة صواريخ «إس-400» الروسية».
وتزامنت العقوبات نفسها مع أخرى فرضها الاتحاد الأوروبي بسبب «أنشطتها الأحادية والاستفزازية»شرقي البحر المتوسط.
وسارع أردوغان وكبار المسؤولين في حكومته إلى الرد على العقوبات بتصريحات تشدد على أن الخطوات الغربية «عدائية» و»لن تثني أنقرة عن سياستها ولن تتراجع عنها».
وبدا أن الأمور ذاهبة إلى مزيد من التصعيد، لكن الأمر لم يكن كذلك.
وقال أردوغان، الأربعاء، لنواب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه، إن أنقرة تأمل في «فتح صفحة جديدة» في العلاقات مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في العام الجديد.
وتابع: «لا نرى أن تعاوننا السياسي والاقتصادي والعسكري متعدد الأطراف (يقصد روسيا) بديلا عن الأواصر المتأصلة التي تربطنا بالولايات المتحدة».
وقال: «نأمل كذلك أن يخلّص الاتحاد الأوروبي نفسه من العمى الاستراتيجي الذي يباعد بينه وبين تركيا».
وتأتي العقوبات الأميركية في توقيت حساس للعلاقة بين أنقرة وواشنطن، إذ يستعد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتولي المنصب رسميا في 20 يناير المقبل.
وعبر أردوغان عن اعتقاده بأن بايدن سيولّي العلاقات بين البلدين «الأهمية اللازمة»، لكن لا يبدو أن ذلك سيحصل، إذ توعد بايدن باتباع سياسة مشددة تجاه تركيا.
وربما تكون الإجابة في تراجع أردوغان عن لغة التحدي إزاء الغرب في كلام خصمه ورفيقه السابق، أحمد داود أوغلو.
ونشر حزب المستقبل الذي أطلقه داوود أوغلو بعدما انشق عن حزب اردوغان، فيديو على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، يؤكد فيه أن أردوغان تحول من زعيم مستقل إلى شخصية تسيطر عليها الولايات المتحدة.
وقال داود أوغلو:»إن أردوغان لم يعد الشخص الذي جذب انتباه العالم ذات مرة».
ورأى أن أردوغان يخضع للأميركيين بفعل التهديدات والعقوبات وتحركات الكونغرس التي تطاله شخصيا.
وتابع زعيم حزب المستقبل: «هذه مشكلة أمنية خطيرة للغاية بالنسبة لتركيا».