سمير بن جعفرتاريخ النشر: 08:00بدأت جامعة كونكورديا إجراءات إنشاء ’’جائزة التميّز صليحة بروال‘‘، أستاذة الفرنسية من أصل جزائري بهذه الجامعة والتي توفيت الشهر الماضي إثر إصابتها بالسرطان.وسيتم منح هذه الجائزة كل عام من قبل قسم الدراسات الفرنسية لطالبة أوطالب مسجَّل في برامج اللغة الفرنسية والذي تميّز بنتائجه الأكاديمية.
وقد تم إطلاق عملية جمع تبرعات على موقع الجامعة لجمع الأموال التي سيتم استخدامها لمنح هذه الجائزة.
وبالنسبة لفرانسواز نوديون، مديرة قسم الدراسات الفرنسية في جامعة كونكورديا، ’’عندما تكون الجائزة تابعة للجامعة، فإنها تظهر في كشف علامات الطالب. سيتم الإشارة إلى أنّ الطالب ’حاصل على جائزة التميز صليحة بروال.‘‘
وأضافت أنّ هذه الجائزة تخلد اسم هذه الأستاذة عاشقة اللغة الفرنسية.
تشهد هذه الجائزة على العمل الذي قامت به صليحة بروال كمربية ومختصة في التعليم وأستاذة للغة الفرنسية. نقلا عن فرانسواز نوديون، مديرة قسم الدراسات الفرنسية بجامعة كونكورديا
فرانسواز نوديون، مديرة قسم الدراسات الفرنسية بجامعة كونكورديا.
الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferوفي الجزائر، شغلت صليحة بروال منصب أستاذة مساعدة في اللغويات والأدب الفرنسي بجامعة باتنة.
وغادرت بلدها الأصلي في التسعينيات من القرن الماضي وهي الفترة التي شهدت خلالها الجزائر اضطرابات سياسية وكانت تتعرّض لموجة عنف بسبب الإرهاب الإسلاموي.
وانتقلت بعد ذلك إلى فرنسا مع زوجها وأطفالها الثلاثة حيث تم تعيينها كمحاضرة في الأدب في جامعة غرونوبل.
وفي عام 1999، حطّت رحالها في كندا.
وكانت صليحة بروال حاصلة على شهادة الماجستير في تعليم اللغة الفرنسية كلغة ثانية، ما سمح لها بالانضمام لقسم الدراسات الفرنسية بجامعة كونكورديا عام 2001 كأستاذة لغة فرنسية.
وبالنسبة لفرانسواز نوديون، ’’شيّدت صليحة بروال جسوراً بين الثقافات. ولم يقتصر الأمر على أنها رحّبت بالأدب والثقافة الكيبيكية بسرعة، وشاركته طلابها، ولكنها كانت أيضاً سفيرة لثقافة المغرب العربي والجزائر على وجه الخصوص.‘‘
حرم السير جورج ويليامز بجامعة كونكورديا في وسط مدينة مونتريال.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferونقلت مديرة قسم الدراسات الفرنسية هذه الشهادة من مايير فيرتوي، الرئيسة المؤسسة لمعهد سيمون دي بوفوار في جامعة كونكورديا التي قالت :’’عندما توفيت الكاتبة والمخرجة السينمائية [الجزائرية] الكبيرة آسيا جبا، الحائزة على الدكتوراه الفخرية من جامعة كونكورديا وعضو الأكاديمية الفرنسية، لم تتردد صليحة التي كانت دائما شغوفة بالأدب ومسيرة هذه الكاتبة. وأشادت بها من خلال تنظيم بعض الأنشطة مع طلابها. وعلاوة على ذلك، حذت العديد من الجمعيات الثقافية في كيبيك حذوها من خلال إنشاء يوم آسيا جبار الذي يقام كل عام في شهر يونيو/حزيران.‘‘
وفي مقابلة مع الدولي، قالت المخرجة التونسية الكندية هاجر شرف، إنها شعرت بصدمة عندما علمت بوفاة صليحة بروال.
وأضافت أنها تعرّفت عليها منذ 20 عاما من خلال مايير فيرتوي وأصبحتا صديقتين.
شاركت صليحة في كل أفلامي. بصرف النظر عن كونها معلمة قواعد لغوية وأدب، فقد كانت تغنّي وتكتبت الشعر. نقلا عن هاجر شرف، مخرجة
وشاركت في فيلمها الأخير ’’سنوات بين قوسين 2020-2022‘‘ (Années en parenthèses 2020-2022) الذي تناول عاميْ الجائحة.
Début du widget Twitter. Passer le widget ?Fin du widget Twitter. Retourner au début du widget ?وتضيف هاجر شرف: ’’تتدخل صليحة في فيلمي بشِعرها، بقصيدة طويلة وأغنية.‘‘
وتذكر أن الفقيدة كتبت العديد من القصائد، لكنها لم تنشرها. ’’كان بإمكانها أن تجمعها في مجموعة شعرية‘‘، كما قالت.
’’صليحة بروال تنحدر من عائلة تعشق الموسيقى والشعر، وكانت شغوفة بالغناء. ونقلت شغفها إلى ابنتها المغنية ’وان نيسا‘ (OneNessa) (نافذة جديدة)”، كما أضافت المخرجة التي استعانت أيضاً بالمغنية الشابة في فيلمها الأخير.
وذكرت هاجر شرف أن صليحة بروال تدخّلت بصفتها أخصائية في شؤون الروائية الجزائرية آسيا جبارفي فيلمها ’’حول مايير‘‘ (Autour de Maïr) الذي يروي حياة مايير فيرتوي، مؤسسة معهد سيمون دي بوفوار بجامعة كونكورديا.
’’ أجريت مقابلة مطوّلة مع صليحة أثناء تصوير الفيلم. وقالت في أحد المقاطع إن آسيا جبار كانت نموذجاً لجميع الفتيات الصغيرات في الجزائر‘‘، كما ذكرت المخرجة.
أحمد هوامل (الثاني من اليسار)، مسؤول الشؤون الداخلية والخارجية في ويكيميديا الجزائر، في مؤتمر ويكيمانيا المنعقد في مونتريال من 9 إلى 13 أغسطس/آب 2017.
الصورة: Courtoisie / Ahmed Houamelوقبل وفاتها، حظيت صليحة بروال بتقدير وإعجاب طلابها. ويمكن قراءة بعض الشهادات الإيجابية بخصوصها منشورة على الإنترنت من قبل طلابها على مواقع تقييم الأساتذة.
وعلى موقع Ratemyprofessors، يقول أحد الطلبة في منشور يعود تاريخه إلى مارس 2020 أنها ’’رائعة كمعلمة! وإنني أتطلع إلى دروسها كل أسبوع. إنها شغوفة بما تدرسه وتهتم حقاً بطلابها. الدروس سهلة الفهم […] أود أن أتابع دروساً أخرى معها في المستقبل !‘‘
وفي مقابلة مع الدولي، يقول أحمد هوامل، مدرس الفرنسية لغة ثانية في مونتريال، إنه صُدم عندما علم بوفاة صليحة بروال.
وكانت هذه الأخيرة أستاذته في معهد تكنولوجيا التعليم (ITE) في باتنة بالجزائر حيث كان مسجّلا في برنامج تدريب المعلمين.
ويتذكر لقاءه بها خلال مؤتمر ’’ويكيمانيا‘‘ (ًWikimania) الذي عُقد في مونتريال في الفترة من 9 إلى 13 أغسطس/آب 2017.
وبالإضافة إلى مهنة التدريس، يشرف أحمد هوامل على الشؤون الداخلية والخارجية لمجموعة ’’ويكيميديا الجزائر‘‘ (Wikimedia Algérie) وكان له كشك في هذا المؤتمر حيث التقى بصليحة بروال.
وقال إنّها’’ التحقت بي في الجناح الجزائري بالمكتبة الوطنية (مونتريال). وكانت مهتمة بمساعدتنا في إقامة علاقات مع الفرانكفونية وكذلك إقامة مشاريع مع الجامعة.‘‘
سمير بن جعفر