فيما التوترات حادة مع بكين والحكومة الكندية التي تستعد لإطلاق تحقيق عام مستقل حول التدخلات الصينية في الشؤون الكندية، يسافر وزير البيئة والتغيرات المناخية الفدرالي ستيفن غيلبو إلى الصين في مهمة دبلوماسية.
وهذه هي الزيارة الأولى التي يقوم بها وزير كندي إلى الصين منذ اندلاع قضية مينغ وانتشو ومايكل كوفريغ ومايكل سبافور.
هذا و يُذكر أنه في كانون الأول (ديسمبر) 2018 احتجزت الصين الكندييْن كوفريغ وسبافور رداً على توقيف المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني ’’هواوي‘‘ (Huawei) مينغ وانتشو في الأول من الشهر المذكور في فانكوفر بناءً على طلب من السلطات الأميركية التي كانت تتهمها باللجوء إلى الاحتيال من أجل الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
ومن المقرر أن يشارك غيلبو في اجتماع ’’مجلس الصين‘‘ في بكين من 28 إلى 30 آب (أغسطس). والمجلس منظمة أنشأتها الصين وكندا معاً في تسعينيات القرن الماضي لمساعدة الحكومة الصينية على تطوير سياسات بيئية.
كما في مقابلة بكندا، لم يتردد وزير البيئة في حكومة جاستن ترودو الليبرالية في الحديث عن نقطة انطلاق واعدة لإعادة العلاقات بين أوتاوا وبكين.
’’أعتقد أنّ الأمر يستحق عناء أن أذهب إلى هناك، للسير قُدماً في هذا التعاون بشأن المناخ والتنوع البيولوجي، وربما أيضاً البدء في إعادة بناء الجسور مع الصين على المستوى الدبلوماسي‘‘، قال غيلبو.
وتلقى وزير البيئة والتغيرات المناخية الكندي الدعوة لزيارة الصين من نظيره الصيني هوانغ رونكيو الذي أقام معه علاقات منذ التنظيم المشترك للمؤتمر الخامس عشر للأطراف (COP15) الذي هدف إلى تجديد اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي والذي انعقد في كندا في كانون الأول (ديسمبر) 2022.
وكان من المفترض أن يُعقد هذا المؤتمر في الصين، لكنه عُقد أخيراً في مونتريال بسبب الإجراءات الصحية الصارمة المتعلقة بجائحة كوفيد-19 التي فرضتها سلطات بكين.
ومع ذلك، يقوم الوزير الكندي بهذه المهمة المتعلقة بالمناخ في ظل توترات قوية بين بلاده والصين.
كذلك على الرغم من مزاعم التدخل الصيني في حملات انتخابية كندية، وحملات الترهيب والتضليل التي تشنها بكين ضد مسؤولين منتخبين كنديين، وطرد متبادَل للدبلوماسيّين، يؤكد الوزير غيلبو أنّ حجم الأزمة المناخية العالمية يتطلب العمل مع الصين التي تعد أكبر باعث لغازات الاحتباس الحراري فى العالم.