الرئيسيةالطب والصحةكيف تؤدّب طفلك بطريقة ذكية وصحيّة

كيف تؤدّب طفلك بطريقة ذكية وصحيّة

لا‭ ‬يكادُ‭ ‬يخلو‭ ‬أب‭ ‬أو‭ ‬أمّ‭ ‬من‭ ‬أحيان‭ ‬تمرّ‭ ‬عليهم‭ ‬يشعرون‭ ‬فيها‭ ‬بالإعياء‭ ‬والحيرة‭ ‬لمعرفة‭ ‬السّبيل‭ ‬الأمثل‭ ‬لتأديب‭ ‬طفلهم‭. ‬فمن‭ ‬نافلة‭ ‬القول‭ ‬أنّ‭ ‬ضبط‭ ‬النّفس‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬الهيّن‭ ‬سواءً‭ ‬أكنت‭ ‬تتعامل‭ ‬مع‭ ‬عويل‭ ‬طفل‭ ‬صغير‭ ‬أو‭ ‬مع‭ ‬مراهق‭ ‬غاضب‭. ‬ولا‭ ‬يتمنّى‭ ‬أيّ‭ ‬والد‭ ‬أو‭ ‬والدة‭ ‬أن‭ ‬يجدا‭ ‬نفسيهما‭ ‬في‭ ‬مواقف‭ ‬كهذه،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬زبدة‭ ‬القول‭ ‬هي‭ ‬أنّ‭ ‬الصّراخ‭ ‬والعنف‭ ‬الجسدي‭ ‬غير‭ ‬مجديان‭.‬

لكن‭ ‬لحسن‭ ‬الحظ‭ ‬هناك‭ ‬طرق‭ ‬أخرى‭ ‬مجدية‭ ‬أكثر‭ ‬وأحدها‭ ‬هو‭ ‬التأديب‭ ‬الإيجابي‭. ‬استشرنا‭ ‬أستاذة‭ ‬الإرشاد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬للأطفال‭ ‬والأسرة‭ ‬بجامعة‭ ‬أكسفورد‭ ‬لوسي‭ ‬كلوفر،‭ ‬وهي‭ ‬أمّ‭ ‬لصبيّين‭ ‬صغيرين‭ ‬أيضاً،‭ ‬لنستكشف‭ ‬معها‭ ‬كيف‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬لهذا‭ ‬النهج‭ ‬أن‭ ‬يساعد‭ ‬الأهالي‭ ‬على‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬إيجابية‭ ‬مع‭ ‬أطفالهم‭ ‬وعلى‭ ‬تعليمهم‭ ‬مهارات‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬المسؤولية،‭ ‬والتعاون،‭ ‬والانضباط‭ ‬الذاتي‭.‬

ليس‭ ‬هناك‭ ‬أطفال‭ ‬سيؤون،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬سلوكيّات‭ ‬سيّئة‭ ‬وحسب

ما‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬اختيار‭ ‬التأديب‭ ‬الإيجابي؟

تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭: ‬‮«‬لا‭ ‬يحبّذ‭ ‬الوالدان‭ ‬ضرب‭ ‬أطفالهما‭ ‬أو‭ ‬الصّراخ‭ ‬في‭ ‬وجههم،‭ ‬لكننا‭ ‬نفعل‭ ‬ذلك‭ ‬حين‭ ‬نشعر‭ ‬بالإجهاد‭ ‬ولا‭ ‬نرى‭ ‬أمامنا‭ ‬أيّ‭ ‬وسيلة‭ ‬أخرى‮»‬‭. ‬لكنّ‭ ‬البرهان‭ ‬ساطع‭: ‬الصراخ‭ ‬والضرب‭ ‬بكلّ‭ ‬بساطة‭ ‬غير‭ ‬مجديان‭ ‬وقد‭ ‬يتسبّبان‭ ‬بأذى‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭. ‬وقد‭ ‬يؤثر‭ ‬الصراخ‭ ‬والضرب‭ ‬سلباً‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الطفل‭ ‬كلّها‭ ‬حتّى‭. ‬كما‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬الجوّ‭ ‬النفسي‭ ‬السّامّ‭ ‬الذي‭ ‬يخلّفه‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النتائج‭ ‬السلبية‭ ‬كارتفاع‭ ‬خطر‭ ‬ترك‭ ‬المدرسة،‭ ‬والاكتئاب،‭ ‬وتعاطي‭ ‬المخدّرات،‭ ‬والانتحار،‭ ‬وأمراض‭ ‬القلب‭.‬

تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭: ‬‮«‬الأمر‭ ‬أشبه‭ ‬بقول‭ ‬أحدهم‭ ‬لك‭: ‬‘خذ‭ ‬هذا‭ ‬الدواء،‭ ‬إنه‭ ‬لن‭ ‬ينفعك،‭ ‬بل‭ ‬سيزيد‭ ‬من‭ ‬مرضك’‭. ‬حين‭ ‬نوقن‭ ‬بأن‭ ‬أمراً‭ ‬ما‭ ‬غير‭ ‬نافع،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعطينا‭ ‬سبباً‭ ‬وجيهاً‭ ‬للبحث‭ ‬عن‭ ‬طرائق‭ ‬أخرى‮»‬‭.‬

بدلاً‭ ‬من‭ ‬العقاب‭ ‬ومن‭ ‬الأشياء‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬فعلها،‭ ‬يركّز‭ ‬أسلوب‭ ‬التأديب‭ ‬الإيجابي‭ ‬على‭ ‬تنمية‭ ‬علاقة‭ ‬إيجابية‭ ‬مع‭ ‬طفلك‭ ‬وعلى‭ ‬إفهامه‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬منه‭ ‬حيال‭ ‬سلوكه‭. ‬والبشرى‭ ‬لكلّ‭ ‬أب‭ ‬وأمّ‭ ‬أنّ‭ ‬هذا‭ ‬الأسلوب‭ ‬ناجع‭ ‬وإليكم‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬بوسعكم‭ ‬استخدامها‭ ‬للبدء‭ ‬بتطبيقه‭:‬

خصّص‭ ‬وقتاً‭ ‬للاختلاء‭ ‬بطفلك

تعدّ‭ ‬الخلوة‭ ‬أمراً‭ ‬مهماً‭ ‬لبناء‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬جيدة‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬العلاقة‭ ‬التي‭ ‬نتحدث‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تجمعك‭ ‬بطفلك‭. ‬تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭: ‬‮«‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬لعشرين‭ ‬دقيقة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭. ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لخمس‭ ‬دقائق‭. ‬وبوسعك‭ ‬دمج‭ ‬الوقت‭ ‬هذا‭ ‬مع‭ ‬نشاطات‭ ‬كجلي‭ ‬الصحون‭ ‬سوية‭ ‬وغنائك‭ ‬لأغنية‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬التحدّث‭ ‬معه‭ ‬وأنت‭ ‬تنشر‭ ‬الغسيل‭. ‬بيتُ‭ ‬القصيد‭ ‬هنا‭ ‬هو‭ ‬أنّ‭ ‬اهتمامك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬منصبّاً‭ ‬على‭ ‬طفلك‭. ‬المهم‭ ‬حقًا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬طفلك‭. ‬أي‭ ‬أن‭ ‬تطفئ‭ ‬التلفاز،‭ ‬وتغلق‭ ‬هاتفك،‭ ‬وتنزل‭ ‬إلى‭ ‬مستواهم‭ ‬وتختلي‭ ‬بهم‮»‬‭.‬

أثْنِ‭ ‬على‭ ‬أفعالهم‭ ‬الحميدة

غالباً‭ ‬نجد‭ ‬أننا‭ ‬معشر‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬نركّز‭ ‬على‭ ‬هفوات‭ ‬أطفالنا‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬نفوّت‭ ‬فرصة‭ ‬للإشارة‭ ‬إليها‭. ‬وقد‭ ‬يفهم‭ ‬طفلك‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬سبيلٌ‭ ‬إلى‭ ‬جذب‭ ‬انتباهك‭ ‬إليه،‭ ‬ما‭ ‬يديم‭ ‬من‭ ‬سلوكياته‭ ‬السيئة‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ينهيها‭.‬

لا‭ ‬شيء‭ ‬يعطي‭ ‬الأطفال‭ ‬نشوة‭ ‬كالثّناء،‭ ‬فالمديح‭ ‬يجعلهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بأنهم‭ ‬يحظون‭ ‬بحبّ‭ ‬أهاليهم‭ ‬وبأنّهم‭ ‬متميّزون‭. ‬وتنصح‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭ ‬الوالدين‭ ‬قائلة‭ ‬‮«‬ترقّبا‭ ‬صدور‭ ‬فعل‭ ‬حميد‭ ‬عنهم‭ ‬وأثنيا‭ ‬عليه،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬الفعل‭ ‬سوى‭ ‬لعبهم‭ ‬مع‭ ‬أخ‭ ‬أو‭ ‬أخت‭ ‬لهم‭ ‬لخمس‭ ‬دقائق‭. ‬فمن‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬يحفّز‭ ‬السلوكيات‭ ‬الحميدة‭ ‬وأن‭ ‬يقلّل‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬معاقبتهم‮»‬‭.‬

أفهم‭ ‬طفلك‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬تنتظره‭ ‬منه‭ ‬بالضبط

تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭: ‬‮«‬إن‭ ‬إعلامك‭ ‬لطفلك‭ ‬بما‭ ‬عليه‭ ‬فعله‭ ‬بالضبط‭ ‬أجدى‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬إعلامك‭ ‬له‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬ممنوع‭ ‬من‭ ‬فعله‭. ‬فحين‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬طفلك‭ ‬ألا‭ ‬يثير‭ ‬الفوضى‭ ‬مثلاً،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مؤدّباً،‭ ‬فإنك‭ ‬تصعّب‭ ‬عليه‭ ‬فهم‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬فعله‭ ‬بالضبط‭. ‬أمّأ‭ ‬الأوامر‭ ‬الواضحة‭ ‬كـ‭ ‬‘لملم‭ ‬كلّ‭ ‬لُعَبِكَ‭ ‬لو‭ ‬سمحت‭ ‬وضعها‭ ‬في‭ ‬الصندوق‭ ‬المخصّص‭ ‬لها’‭ ‬فهي‭ ‬تفهمه‭ ‬تماماً‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬المطلوب‭ ‬منه،‭ ‬وتزيد‭ ‬من‭ ‬احتمال‭ ‬استجابته‭ ‬لطلبك‮»‬‭.‬

‮«‬بيد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تأمره‭ ‬بالمستطاع‭. ‬فطلبك‭ ‬منه‭ ‬بأن‭ ‬يبقى‭ ‬هادئاً‭ ‬ليوم‭ ‬كامل‭ ‬مثلاً‭ ‬هو‭ ‬طلب‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يطيقه‭ ‬مقارنة‭ ‬بطلبك‭ ‬منه‭ ‬أن‭ ‬يصمت‭ ‬لعشر‭ ‬دقائق‭ ‬لأنك‭ ‬تتحدث‭ ‬على‭ ‬الهاتف‭. ‬أنت‭ ‬خير‭ ‬من‭ ‬يعلم‭ ‬قدرات‭ ‬طفلك،‭ ‬فلا‭ ‬تطلب‭ ‬منه‭ ‬ما‭ ‬يعجز‭ ‬عنه،‭ ‬لأنه‭ ‬حتماً‭ ‬سيخفق‭ ‬حينها‮»‬‭.‬

ابتكر‭ ‬أساليبَ‭ ‬لتلهيته

تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭: ‬‮«‬حين‭ ‬يَحْرُنُ‭ ‬طفلك‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬إلهاؤهُ‭ ‬بنشاط‭ ‬أكثر‭ ‬إيجابية‭ ‬استراتيجية‭ ‬نافعة‭. ‬فحين‭ ‬تصرف‭ ‬انتباهه‭ ‬نحو‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬—‭ ‬بتغييرك‭ ‬للموضوع،‭ ‬أو‭ ‬بلعب‭ ‬لعبة،‭ ‬أو‭ ‬بأخذه‭ ‬إلى‭ ‬غرفة‭ ‬أخرى،‭ ‬أو‭ ‬بمشية‭ ‬معه،‭ ‬فإنك‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬صرف‭ ‬طاقته‭ ‬نحو‭ ‬سلوك‭ ‬إيجابي‮»‬‭.‬

وحسن‭ ‬التوقيت‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الأهمية‭ ‬أيضاً‭. ‬إذ‭ ‬يتضمّن‭ ‬الإلهاء‭ ‬كذلك‭ ‬تحسّسَ‭ ‬اقتراب‭ ‬وقوع‭ ‬مشكلة‭ ‬واتخاذ‭ ‬فعل‭ ‬لدرء‭ ‬وقوعها‭. ‬إن‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬انتباهك‭ ‬إلى‭ ‬الأحيان‭ ‬التي‭ ‬يبدأ‭ ‬فيها‭ ‬طفلك‭ ‬بالشعور‭ ‬بالتململ،‭ ‬أو‭ ‬النّزق،‭ ‬أو‭ ‬حين‭ ‬ترنو‭ ‬أنظار‭ ‬طفليك‭ ‬معاً‭ ‬إلى‭ ‬ذات‭ ‬اللعبة،‭ ‬أن‭ ‬يساعدك‭ ‬على‭ ‬درء‭ ‬المشكلة‭ ‬قبل‭ ‬حدوثها‭.‬

استخدم‭ ‬عواقب‭ ‬هادئة

إن‭ ‬معرفتنا‭ ‬أننا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أتينا‭ ‬فعلاً‭ ‬فإن‭ ‬شيئاً‭ ‬ما‭ ‬سيحصل‭ ‬نتيجة‭ ‬لذلك‭ ‬هو‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬التربية‭ ‬التي‭ ‬نتلقاها‭ ‬في‭ ‬صغرنا‭. ‬تعريف‭ ‬ذلك‭ ‬لطفلك‭ ‬هو‭ ‬عملية‭ ‬بسيطة‭ ‬تشجّع‭ ‬حسن‭ ‬السلوك‭ ‬عنده‭ ‬وتعلّمه‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬ذات‭ ‬الآن‭.‬

أعطِ‭ ‬طفلك‭ ‬فرصة‭ ‬للقيام‭ ‬بما‭ ‬هو‭ ‬صواب‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬شرحك‭ ‬له‭ ‬عن‭ ‬عواقب‭ ‬سوء‭ ‬السلوك‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تنتظره‭. ‬فمثلاً‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬طفلك‭ ‬عن‭ ‬الشخبطة‭ ‬على‭ ‬الحيطان،‭ ‬فعليك‭ ‬إعلامه‭ ‬بأن‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يكفّ‭ ‬عن‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬وإلا‭ ‬فإنك‭ ‬ستنهي‭ ‬وقت‭ ‬اللعب‭ ‬المخصص‭ ‬له‭. ‬من‭ ‬شأن‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬يعطي‭ ‬أطفالك‭ ‬تحذيراً‭ ‬وفرصة‭ ‬لتغيير‭ ‬سلوكهم‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬معاً‭.‬

فإن‭ ‬لم‭ ‬يكفّوا،‭ ‬فعليك‭ ‬تنفيذ‭ ‬وعيدك‭ ‬بهدوء‭ ‬وبدون‭ ‬أن‭ ‬تظهر‭ ‬غضبك،‭ ‬‮«‬وأثنِ‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬لفعلك‭ ‬ذلك‭ ‬لأنّه‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬سهلاً‭!‬‮»‬‭ ‬والقول‭ ‬هنا‭ ‬للأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭ ‬التي‭ ‬تضيف‭ ‬أيضاً‭: ‬‮«‬أمّا‭ ‬إن‭ ‬توقفوا،‭ ‬فَكِلْ‭ ‬لهم‭ ‬المديح‭ ‬كيلاً‭. ‬فما‭ ‬تفعله‭ ‬هو‭ ‬أنك‭ ‬تخلق‭ ‬حلقة‭ ‬ردّ‭ ‬فعل‭ ‬إيجابي‭ ‬لطفلك‭. ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬الدراسات‭ ‬نجاعة‭ ‬العواقب‭ ‬الهادئة‭ ‬في‭ ‬تعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬عن‭ ‬عواقب‭ ‬سوء‭ ‬سلوكهم‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬الثبات‭ ‬هو‭ ‬عامل‭ ‬مهمّ‭ ‬في‭ ‬التربية‭ ‬الإيجابية،‭ ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬تنفيذك‭ ‬لوعيدك‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭. ‬وكذلك‭ ‬اتخاذك‭ ‬لعواقب‭ ‬معقولة‭. ‬‮«‬بوسعك‭ ‬مصادرة‭ ‬هاتف‭ ‬مراهق‭ ‬لساعة،‭ ‬لكن‭ ‬مصادرته‭ ‬لأسبوع‭ ‬كامل‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أمراً‭ ‬عسير‭ ‬التنفيذ‮»‬‭.‬

التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار

إن‭ ‬اختلاءك‭ ‬بأطفالك‭ ‬أمر‭ ‬سيبعث‭ ‬المرح‭ ‬في‭ ‬نفسك،‭ ‬وهو‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مجانيّ‭! ‬وتضيف‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭: ‬‮«‬بوسعك‭ ‬تقليدهم‭ ‬تقليداً‭ ‬فكاهياً،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تضرب‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬القدور‭ (‬الطناجر‭) ‬بالملاعق،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تغنّوا‭ ‬سوية‭. ‬هناك‭ ‬كمية‭ ‬مذهلة‭ ‬من‭ ‬الأبحاث‭ ‬التي‭ ‬تثبت‭ ‬أن‭ ‬لعبك‭ ‬مع‭ ‬أطفالك‭ ‬يساعد‭ ‬على‭ ‬نموّ‭ ‬أدمغتهم‮»‬‭.‬

التعاطي‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬الأكبر‭ ‬سنّاً

كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬الأطفال‭ ‬الصغار،‭ ‬يحبّ‭ ‬المراهقون‭ ‬أيضاً‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الثناء‭ ‬ويرغبون‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬الحظوة‭ ‬عند‭ ‬أهاليهم‭. ‬ولذا‭ ‬فإن‭ ‬قضاء‭ ‬وقت‭ ‬منفرد‭ ‬معهم‭ ‬أمر‭ ‬مهمّ‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭ ‬أيضاً‭. ‬تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭: ‬‮«‬يسعد‭ ‬المراهقون‭ ‬جداً‭ ‬حين‭ ‬ترقص‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الغرفة،‭ ‬أو‭ ‬حين‭ ‬تدخل‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬عن‭ ‬مطربهم‭ ‬المفضل‭. ‬قد‭ ‬لا‭ ‬يظهرون‭ ‬ذلك‭ ‬لك‭ ‬دوماً،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬الحقيقة‭. ‬وهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬ناجحة‭ ‬أيضاً‭ ‬لبناء‭ ‬علاقة‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬شروطهم‭ ‬هم‮»‬‭.‬

وتقترح‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تطلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يساعدوك‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬بعض‭ ‬القواعد‭ ‬حين‭ ‬تشرع‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مطلوب‭ ‬منهم‭. ‬أجلسهم‭ ‬وحاول‭ ‬التوصل‭ ‬لاتفاق‭ ‬معهم‭ ‬بشأن‭ ‬المسموح‭ ‬والممنوع‭ ‬في‭ ‬المنزل‭. ‬وبوسعهم‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬يساعدوك‭ ‬على‭ ‬تحديد‭ ‬عواقب‭ ‬السلوكيات‭ ‬المرفوضة‭. ‬إشراكهم‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬هكذا‭ ‬يساعدهم‭ ‬على‭ ‬معرفة‭ ‬أنك‭ ‬تفهم‭ ‬أنهم‭ ‬قد‭ ‬دخلوا‭ ‬في‭ ‬طور‭ ‬الاستقلال‭ ‬بذاتهم‮»‬‭.‬

نصائح‭ ‬للوالدين‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬جائحة‭ ‬كوفيد‭-‬19

لقد‭ ‬أحدثت‭ ‬الجائحة‭ ‬تغييرات‭ ‬مفاجئة‭ ‬وجذرية‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬العائلات‭ ‬تاركة‭ ‬الوالدين‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬المعمعة‭. ‬لذا‭ ‬فإليكم‭ ‬بعض‭ ‬النصائح‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تساعد‭ ‬الوالدين‭ ‬على‭ ‬تجاوز‭ ‬هذه‭ ‬الأوقات‭ ‬العصيبة‭ ‬وأية‭ ‬أوقات‭ ‬عصيبة‭ ‬أخرى‭:‬

توقّف‭ ‬برهة

كلنا‭ ‬يعلم‭ ‬حجم‭ ‬التوتر‭ ‬الذي‭ ‬نشعر‭ ‬به‭ ‬حين‭ ‬يغلّبنا‭ ‬أطفالنا‭. ‬إنّ‭ ‬وعيك‭ ‬بما‭ ‬يجري‭ ‬من‭ ‬حولك‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬كهذه‭ ‬وتراجعك‭ ‬خطوة‭ ‬هو‭ ‬تكتيك‭ ‬بسيط‭ ‬ومفيد‭.‬‭ ‬اضغط‭ ‬على‭ ‬‮«‬زر‭ ‬الإيقاف‭ ‬المؤقت‮»‬‭ ‬كما‭ ‬تسميه‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭. ‬‮«‬خذ‭ ‬خمسة‭ ‬أنفاس‭ ‬عميقة‭ ‬ببطء‭ ‬وعلى‭ ‬رِسْلِك،‭ ‬وستلاحظ‭ ‬أنك‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الموقف‭ ‬بطريقة‭ ‬هادئة‭ ‬ومدروسة‭ ‬أكثر‭. ‬يقول‭ ‬الآباء‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬إن‭ ‬مجرد‭ ‬التوقف‭ ‬لبرهة‭ ‬أمر‭ ‬مفيد‭ ‬للغاية‮»‬‭.‬

تراجع‭ ‬خطوة

تقول‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭ ‬إن‭ ‬الوالدين‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬ينسيان‭ ‬الاهتمام‭ ‬بنفسيهما‭: ‬‮«‬استقطع‭ ‬بعض‭ ‬الوقت‭ ‬لنفسك،‭ ‬حين‭ ‬يكون‭ ‬الأطفال‭ ‬نائمين‭ ‬مثلاً،‭ ‬لفعل‭ ‬شيء‭ ‬يجعلك‭ ‬تشعر‭ ‬بالسعادة‭ ‬والهدوء‭. ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬حقاً‭ ‬على‭ ‬الوالدين‭ ‬أن‭ ‬يقوما‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬عليهم‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬وهما‭ ‬يحرمان‭ ‬نفسيهما‭ ‬من‭ ‬الراحة‮»‬‭.‬

لا‭ ‬تبخل‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬بالمديح

تنصح‭ ‬الأستاذة‭ ‬‮«‬كلوفر‮»‬‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬قائلة‭: ‬‮«‬من‭ ‬السّهل‭ ‬أن‭ ‬تنسى‭ ‬العمل‭ ‬المذهل‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬به‭ ‬كأب‭ ‬أو‭ ‬أمّ‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ولذا‭ ‬فعليك‭ ‬ألا‭ ‬تستهين‭ ‬بعِظَم‭ ‬ما‭ ‬تقوم‭ ‬به‭. ‬خذ‭ ‬دقيقة‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬ربّما‭ ‬أثناء‭ ‬تفريشك‭ ‬لأسنانك،‭ ‬لتسأل‭: ‬‘ما‭ ‬هو‭ ‬الشيء‭ ‬الذي‭ ‬أحسنتُ‭ ‬فعله‭ ‬مع‭ ‬أطفالي‭ ‬اليوم؟’‭ ‬واعلم‭ ‬أنك‭ ‬قد‭ ‬أحسنت‭ ‬صنعاً‮»‬‭.‬

‮«‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بعضنا‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬عزلة‭ ‬وبعضنا‭ ‬الآخر‭ ‬قد‭ ‬خرج‭ ‬منها،‭ ‬لكن‭ ‬اعلم‭ ‬أنّك‭ ‬لست‭ ‬وحدك‭ ‬البتّة‭. ‬ملايين‭ ‬الآباء‭ ‬والأمهات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم‭ ‬يسعون‭ ‬جاهدين‭ ‬للتأقلم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الظرف،‭ ‬وجميعنا‭ ‬قد‭ ‬يخفق‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭. ‬ولكننا‭ ‬نعيد‭ ‬المحاولة‭. ‬وسنجتاز‭ ‬هذا‭ ‬الظرف‭ ‬مع‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‮»‬‭.‬

Most Popular

Recent Comments