RCIتاريخ النشر: 16:45فيما تشارف احتفالات مهرجان ’’الفخر‘‘ لمجتمع المثليين في مونتريال نهايتها، تستنكر منظمات حقوقية عديدة تراجع حقوق مجتمع الميم في العديد من دول الشرق الأوسط وزيادةَ القمع ضد أفراد هذا المجتمع.في لبنان، وهو بلد تقليدياً أكثر تسامحاً من سائر الدول العربية، قال زعيم تنظيم ’’حزب الله‘‘ الشيعي حسن نصر الله في تموز (يوليو) الفائت إنه وفقاً للشريعة الإسلامية ’’يجب قتل‘‘ كل شخص مثلي الجنس، داعياً الناس إلى مقاطعة كافة المنتجات التي تحمل ألوان قوس القزح، وهي ألوان راية مثليي الجنس.
وفي العراق أمرت هيئة الإعلام والاتصالات الأسبوع الماضي وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي العاملة في البلاد بعدم استخدام مصطلح ’’المثلية الجنسية‘‘ واستبداله بتعبير ’’الشذوذ الجنسي‘‘. كما حظرت الهيئة استخدام مصطلح ’’النوع الاجتماعي‘‘.
ومن جانبها قررت الكويت الأسبوع الماضي أيضاً منع عرض فيلم ’’باربي‘‘ بحجة أنه يروّج للمثلية الجنسية و’’يخدش الآداب العامة‘‘ و’’يدعو لأفكار دخيلة على المجتمع‘‘.
وجاء القرار الكويتي بعد ساعات من طلب وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان، محمد المرتضى، منع عرض هذا الفيلم الأميركي بحجة، أيضاً، ترويجه للمثلية الجنسية.
فالفيلم ’’يتعارض مع القيم الأخلاقية والإيمانية (…)، إذ يروّج للشذوذ والتحول الجنسي ويسوق فكرة بشعة مؤدّاها رفض وصاية الأب وتوهين دور الأم‘‘، كما جاء في البيان الصادر عن الوزير اللبناني.
الأمين العام لتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني حسن نصر الله هاجم المثلية الجنسية خلال خطاب ألقاه في تموز (يوليو) الفائت بمناسبة ذكرى عاشوراء. الصورة: afp via getty images / Anwar Amroبالنسبة إلى ’’حلم مونتريال‘‘، وهي جمعية لحماية حقوق مجتمع الميم تأسست عام 2004 وتعود جذورها إلى منظمة ’’حلم‘‘ التي تأسست في لبنان عام 2000، هناك تراجع واضح في حقوق المثليين في العالم العربي.
’’النظرة متشائمة جداً فيما يتعلق بحقوق مجتمع الميم في الدول العربية في الشرق الأوسط. أساساً لم تكن الأمور تسير على ما يرام عند هذا المستوى، والآن يُسجَّل تراجع. الأمر صعب لأننا بعيدون (عن بلداننا الأم) ونشعر بالعجز‘‘، تقول لراديو كندا سامية لمريني، وهي محامية هجرة وعضوة في مجلس إدارة ’’حلم مونتريال‘‘.
وعلى الرغم من ملاحظتها بشكل عابر أنّ التراجع في حقوق المثليين ظاهر أيضاً في بعض البلدان الغربية، مثل إيطاليا التي قامت مؤخراً بإزالة أسماء عشرات الأمهات المثليات غير البيولوجيات من شهادات ميلاد أطفالهن، هناك تراجع مستمر في دول الشرق الأوسط بسبب ثقل الدين على الذهنيات.
على الرغم من أننا لا نريد بالضرورة ربط بلدان معينة بدين ما، من المؤكد أنّ صعود الإسلاموية، على سبيل المثال، له تأثير على حقوق مجتمع الميم.نقلا عن سامية لمريني، عضوة في مجلس إدارة ’’حلم مونتريال‘‘
’’حلم مونتريال‘‘ منظمة غير حكومية تُعنى بالدفاع عن حقوق مجتمع الميم، تأسست عام 2004 وتعود جذورها إلى منظمة ’’حلم‘‘ التي تأسست في لبنان عام 2000.الصورة: Capture d’écran – Instagram / Helemtlومع ذلك، يحرص المؤسس المشارك لـ’’حلم‘‘، رالف شاين، على الإشارة إلى أنّ الإسلاموية ليست وحدها التي تضر بحقوق المثليين في الدول العربية، ومن ضمنها لبنان، بلده الأم، لأنّ المسيحية تساهم أيضاً في ذلك، على حدّ قوله.
يتم استخدام أفراد مجتمع الميم ككبش فداء، بينما هناك قضايا أهم بكثير من ذلك (في هذه البلدان). الخطاب الوحيد الذي يوحّد المتطرفين من كافة الأطراف هو رهاب المثلية. التطرف الديني ضد المثليين في لبنان وأُماكن أخرى في العالم العربي (يأتي) من المسيحيين والمسلمين على حدّ سواء.نقلا عن رالف شاين، مؤسس مشارك في ’’حلم‘‘
ويستنكر شاين ما يعتبره خطاب ’’الكراهية‘‘ للكنيسة المارونية اللبنانية (وهي كنيسة كاثوليكية) التي أيدت مؤخراً حملة مناهضة لمجتمع الميم بهدف ’’فرض احترام القيم الدينية‘‘، داعية المواطنين إلى ’’عدم الرضوخ لخطاب حقوق الإنسان‘‘ في موضوع حقوق مجتمع الميم.
وبرأي شاين ولمريني، تجد الحكومة الكندية صعوبة في رفع خطاب متماسك في الدفاع عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط. ويندد الاثنان بما يعتبرانه دفاعاً ظاهرياً لكندا عن حقوق المثليين في ظلّ غياب إجراءات ملموسة لها في المنطقة.
’’حتى لو كانت كندا ترفع علم مجتمع الميم على سفارتها في لبنان في 17 أيار (مايو) (بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية والتحول الجنسي)، فإنّ هذا النوع من اللفتات يكون غير ذي أهمية عندما لا تتبعه إجراءات ملموسة. العلاقات جيدة ومستقرة بين كندا والعالم العربي المناهض للمثلية الجنسية فيما نحن نعاني كل يوم‘‘، يقول المؤسس المشارك لـ’’حلم‘‘.
بالنسبة لمهرجان ’’الفخر‘‘، أريد أن يعترف الناس بالامتيازات التي لديهم وبأنهم مظوظون لكونهم (في كندا). هذا العام نسير من أجل الأشخاص الذين لا يستطيعون عيش هويتهم بشكل كامل. قد يستغرق الأمر سنوات، لكنني آمل في أن نتمكن يوماً من الاحتفال بالتنوع، بغضّ النظر عن المكان الذي أتينا منه، ومنددين دوماً بنفاق حكوماتنا.نقلا عن سامية لمريني، عضوة في مجلس إدارة ’’حلم مونتريال‘‘
وتشير لمريني إلى أنّ ثقل القمع الذي يشعر به أفراد مجتمع الميم في العالم العربي يمرّ أيضاً من خلال الضغط الاجتماعي. ’’ليس من الضروري أن تكون الشرطة (هي من يقمع). قد يتم إعدامهم في الشارع من قبل جيرانهم‘‘، على حد قولها.
(نقلاً عن تقرير لراديو كندا، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)