لماذا تواصل أسعار البقالة في الارتفاع بكندا رغم تراجع التضخم؟

– انخفض معدل التضخم في كندا إلى 2.8 في المائة في يونيو ، ليصل إلى النطاق المستهدف لأول مرة منذ أكثر من عامين.

ولكن السؤال المطروح، لماذا لا يزال الكنديون يتعاملون مع ارتفاع كبير في أسعار البقالة؟

ويقول الخبراء الاقتصاديون، أن هناك عددًا من العوامل التي أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في كندا ، والتي ارتفعت بنسبة 9.1 في المائة على أساس سنوي في يونيو، لكنهم يتوقعون أن يتباطأ تضخم أسعار الغذاء بمرور الوقت.

وفي هذا الصدد، قالت كلير فان ، الخبيرة الاقتصادية في RBC، في مقابلة: “هناك العديد من العوامل التي اجتمعت في نفس الوقت وأدت لرفع أسعار المواد الغذائية”.

إليك نظرة على أسباب ارتفاع أسعار البقالة في كندا وما يمكن توقعه في الأشهر المقبلة.

الطقس القاسي وتغير المناخ

يقول الخبراء أن الظروف الجوية السيئة مسؤولة جزئياً عن ارتفاع تكاليف الغذاء.

ومع تزايد الأحداث المناخية المتطرفة مثل الجفاف وحرائق الغابات والفيضانات في كندا وحول العالم ، نتيجة لتغير المناخ ، قالت كلير فان إن الإنتاج الزراعي وسلاسل التوريد قد تأثرت ، مما أدى إلى ممارسة بعض الضغط على التضخم الكلي للغذاء.

وتسببت ظروف الجفاف القاسية في البراري ، على سبيل المثال ، في انخفاض إنتاج المحاصيل المحلية انخفاضًا حادًا في عام 2021.

وأشارت فان إلى أن الطقس القاسي هو أحد التهديدات الرئيسية التي حددها RBC لتضخم الغذاء للعقد القادم ، لأنه من المحتمل أن يؤدي إلى “المزيد من التقلب وعدم اليقين”.

وأوضحت أيضا إنه لا يتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى “ضغط كبير مستمر” على أسعار المواد الغذائية في كندا ، وأن البلاد يمكن أن تستفيد بالفعل من بعض التحولات المناخية.

الحرب الروسية الأوكرانية

أدى الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022 إلى ضغط تصاعدي إضافي على أسعار الغذاء العالمية بسبب الدور الذي يلعبه البلدان في الإنتاج الزراعي والنفطي، أدى إلى ارتفاع أسعار القمح والأسمدة والغاز الطبيعي.

وبينما لم تظهر بعد الآثار المحتملة لانهيار صفقة الحبوب في البحر الأسود ، يقول الخبراء إنه لا يزال هناك ما يدعو للقلق.

وسمحت الصفقة التي تم التوصل إليها بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا في يوليو 2022 ، لأوكرانيا بتصدير الحبوب من موانئها البحرية على الرغم من الحرب المستمرة.

وانسحبت روسيا من الاتفاق الشهر الماضي بعد أن قالت إن مطالبها بتخفيف العقوبات على صادراتها من الحبوب والأسمدة لم يتم الوفاء بها.

من المحتمل أن يتسبب انهيار صفقة الحبوب في البحر الأسود في حدوث الكثير من المشاكل، حيث عملت الصفقة قليلاً لبعض الوقت ، لكن قد تتغير الأمور مرة أخرى.

ويرى الخبراء إلى أن أمريكا الشمالية ، لحسن الحظ ، “معزولة إلى حد كبير” عن هذه المشاكل لأنها تمتلك الكثير من إنتاج الغذاء المحلي.

مشاكل سلسلة التوريد الناتجة من الوباء

في ذات السياق، تقول كلير فان أن اختناقات سلسلة التوريد العالمية الناجمة عن جائحة COVID-19 أدت إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية أيضًا.

على سبيل المثال، تراجع استيراد للآلات المستخدمة في المزارع هو أحد الأمثلة التي أدت إلى ارتفاع الأسعار في كندا ، حيث هناك تراكمًا لطلبات الآلات الزراعية في كندا يمتد إلى العام المقبل.

نقص العمالة

وقال الخبراء إن هناك مشكلة أخرى تواجهها كندا وهي نقص العمالة في القطاع الزراعي، الأمر الذي من المرجح أن يضيف ضغطًا إضافيًا على أسعار المواد الغذائية.

وقال هوجينز إن المزارعين الذين ينتقلون إلى التقاعد ونقص الكنديين الراغبين في العمل في القطاع الزراعي سيؤدي إلى مشكلة توريد العمال الماديين.

لذلك ، قد تضطر كندا إلى الاستثمار في المزيد من الآلات ، الأمر الذي سيتطلب عددًا أقل من الأشخاص للقيام بالعمل البدني في المزارع ، أو توظيف المزيد من الأشخاص للعمل في هذا القطاع.

جشع بعض شركات البقالة

أشار العديد من الكنديين بأصابع الاتهام إلى شركات البقالة الكبيرة في كندا بأنها سبب مباشر لارتفاع أسعار البقالة على مدى السنوات القليلة الماضية.

وفي كندا ، يسيطر خمسة تجار تجزئة – Loblaw و Sobeys و Metro و Walmart و Costco  على ما يقدر بنحو 80 في المائة من حصة سوق البقالة ، وفقًا لدراسة أجريت عام 2021 من الحكومة الفيدرالية.

ويشير الخبراء ، فإن هذه الشركات تشكل احتكار القلة ، وهو سوق تهيمن عليه مجموعة صغيرة من الموردين ، لذا فهم قادرون على ممارسة سلطتهم في السوق ولديهم “هوامش ربح محمية للغاية”.

ومع ذلك ، قال إنه لم يكن هناك الكثير من الأدلة على استغلالهم لسلطتهم في السوق لرفع أسعار المواد الغذائية في العامين الماضيين.

وقالت فان: “في الأيام الأولى للوباء ، كان هناك بعض المناورات لزيادة الأسعار ، غالبًا بسبب حدوث اضطرابات كبيرة في الإمدادات ، لكننا لم نشهد قدرًا هائلاً منها”.

متى تنخفض أسعار المواد الغذائية؟

قال تقرير أسعار الغذاء في كندا لعام 2023 الصادر عن مختبر تحليلات الأغذية الزراعية بجامعة دالهوزي إن المستهلكين لا يزالون يتوقعون زيادة بنسبة 5 إلى 7 في المائة في أسعار المواد الغذائية في عام 2023 ، مع أكبر زيادات في الخضروات ومنتجات الألبان واللحوم.

ويتوقع التقرير أن الأسرة المتوسطة المكونة من أربعة أفراد ستنفق ما يصل إلى 1065 دولارًا إضافيًا على الطعام مقارنة بعام 2022.

على الرغم من أنهم لا يتوقعون انخفاض أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في الفترة، قالت فان إنهما يتوقعان تباطؤ تضخم الغذاء في الأشهر المقبلة.