يشهد سوق العمل الكندي ضعفًا حيث ارتفع معدل البطالة للشهر الثالث على التوالي ، مما يقدم بعض الأدلة على أن الاقتصاد يتباطأ أخيرًا.
هذا و ذكرت هيئة الإحصاء الكندية اليوم الجمعة أن التوظيف لم يتغير كثيرًا في يوليو ، حيث انخفض بمقدار 6400 وظيفة. وفي الوقت نفسه ، ارتفع معدل البطالة إلى 5.5 في المائة حيث يكافح الاقتصاد لخلق وظائف كافية لمواكبة وتيرة النمو السكاني.
و قالت الوكالة الفيدرالية إن خسائر الوظائف الشهر الماضي كانت بقيادة صناعة البناء ، في حين تم تحقيق أكبر المكاسب الوظيفية في الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية.
كما ارتفع معدل البطالة لأول مرة منذ تسعة أشهر. و قبل ذلك ، كان المعدل يحوم عند 5 في المائة ، أعلى بقليل من أدنى مستوى له على الإطلاق عند 4.9 في المائة تم التوصل إليه في الصيف الماضي.
و مع استمرار النمو السكاني في كندا بسرعة ، يشير ارتفاع معدلات البطالة إلى أن الاقتصاد لا يخلق وظائف كافية لاستيعاب قوة عاملة أكبر.
كذلك انخفضت الوظائف الشاغرة في البلاد ، مما يقدم علامة أخرى على أن سوق العمل آخذ في التراخي.
من جهته، قال جيمس أورلاندو مدير الاقتصاد في TD إن النمو السكاني المرتفع يساعد الاقتصاد على البقاء واقفاً على قدميه مع زيادة الطلب على الوافدين الجدد. لذا ، بدلاً من ارتفاع أسعار الفائدة الذي يؤدي إلى فقدان الوظائف بالكامل ، قال أورلاندو إن معدل البطالة آخذ في الارتفاع.
و تجاوز الاقتصاد الكندي التوقعات هذا العام ، مما دفع بنك كندا لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في كل من يونيو ويوليو.
و من خلال رفع تكلفة الاقتراض للمستهلكين والشركات ، يأمل البنك المركزي أن يتباطأ الاقتصاد بدرجة كافية لإعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2 في المائة.
ايضا مع ارتفاع سعر الفائدة الرئيسي للبنك المركزي الآن عند 5 في المائة – أعلى مستوى له منذ عام 2001 – كل الأنظار تتجه إلى ما سيتم القيام به في سبتمبر، حيث أورلاندو إن التوقعات الاقتصادية تشير إلى أن بنك كندا لا يحتاج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى الشهر المقبل.
و اشارت التوقعات المحدثة لTD إلى أن الاقتصاد سيستمر في التباطؤ ، مما يرفع معدل البطالة إلى 6.5 في المائة في الربع الرابع من عام 2024.
كما وافق كبير الاقتصاديين في BMO ، دوجلاس بورتر ، على أن فرص رفع سعر الفائدة في سبتمبر آخذة في الانخفاض.
ولكن مع استمرار ارتفاع ضغوط الأسعار ونمو الأجور ، قال بورتر إن المعدلات قد تظل مرتفعة لفترة طويلة.
و انخفض معدل التضخم في يونيو إلى 2.8 في المائة ، ضمن النطاق المستهدف لبنك كندا من واحد إلى ثلاثة في المائة. لكن المقاييس الأساسية للتضخم التي تستبعد التقلبات اظهرت أن الأسعار لا تزال ترتفع بسرعة ، وتشير التوقعات الجديدة من البنك المركزي إلى أنه يتوقع عودة التضخم إلى 2 في المائة بحلول منتصف عام 2025.
و أثار البنك المركزي مخاوف بشأن وتيرة نمو الأجور ، مشيرا إلى أن المكاسب السريعة للأجور ستجعل من الصعب إعادة التضخم إلى الهدف.
لكن أورلاندو قال إن نمو الأجور هو “مؤشر متأخر” ، بمعنى أن العمال يحصلون على زيادات في الأجور لتعكس الارتفاع السريع للتضخم الذي حدث بالفعل. لكن انخفاض الوظائف الشاغرة والبطالة المتزايدة تشير إلى أن نمو الأجور المرتفع لن يستمر.
