– قال الخبراء والمحللون أن إعلان جاستن ترودو المفاجئ انفصاله عن زوجته بعد أسبوع فقط من تعديل وزاري كبير في حكومته، يؤكد تركيزه الشديد على عمله ورغبته في قيادة الليبيراليين إلى فوز رابع على التوالي في الانتخابات، رغم تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي.
وأعلن ترودو وزوجته صوفي جريجوار ترودو بشكل غير متوقع انفصالهما، بعد زواج دام 18 عامًا.
والانفصال هو أحد أكبر أزمات ترودو الشخصية ، على الرغم من أن المطلعين والمعلقين السياسيين قالوا إنه يريد تجاوز المشاكل السياسية التي يتعرض لها وتراجع شعبيته وتصاعد الانتقادات في الفترة الأخيرة.
وقال مصدر مقرب من ترودو ، عندما سئل عما إذا كانت أنباء الانفصال قد تؤثر على مشواره السياسي: “إنه يرشح نفسه مرة أخرى”.
ولطالما شدد ترودو ، 51 عامًا ، على أهمية الأسرة ، وشوهد هو وزوجته في مسارات الحملة الانتخابية أثناء الانتخابات ، مع أطفاله بعد ثلاثة انتصارات متتالية بدأت في عام 2015.
وبينما من المقرر إجراء الانتخابات التالية بحلول أكتوبر 2025 ، ستبدو حملة ترودو مختلفة بكل المقاييس.
وفي هذا الصدد، قال رودريك فيليبس ، أستاذ التاريخ في جامعة كارلتون في أوتاوا: “يبدو أن ترودو مصمم على البقاء كزعيم للحزب الليبرالي، وتنصيب تركيزه على تحقيق فوز رابع على التوالي”.
وتظهر استطلاعات الرأي العام أن الناخبين أصبحوا لا يدعمون ترودو ، وهو جعله مضطرا للقيام بتعديل وزاري واسع الأسبوع الماضي من تحديات تكلفة المعيشة التي واجهها الكنديون لأكثر من عامين.
وانفصل والد ترودو ، رئيس الوزراء الليبرالي السابق بيير ترودو ، عن زوجته مارغريت – المعروفة شعبيا باسم ماجي – عندما كان في منصبه، حيث حدث الانفصال في عام 1977 وخسر انتخابات عام 1979 قبل أن يعود مرة أخرى للفوز بالسلطة في عام 1980.
وقال فرانك جريفز ، رئيس استطلاعات EKOS “انفصال ماجي وبيير سابقة تاريخية مثيرة للاهتمام ، لكنني لا أعتقد أنه كان هناك أي صلة واضحة بالوضع الحالي ولا توجد أي علاقة سببية واضحة بخسارته”.
وأضاف: “إذا كان هذا قد أضر به سياسيًا ، فمن الصعب شرح كيف حقق بيير الفوز بعد ذلك بعام واحد”.
وقال جريفز إنه من غير المرجح أن يكون لنبأ انفصال ترودو “تأثير كبير إن وجد على مشهد الناخبين”.
وقالت دينيس دافيسون ، 60 عاما ، وهي من سكان تورنتو ، إنها تعتقد أن الانفصال ليس له أي تأثير على قدرة ترودو على أن يكون رئيس وزراء في مستوى التطلعات.
وتحدث قائلة: “في الواقع ، إذا كان في حالة ذهنية أفضل، فقد يكون هذا أمرًا أفضل لنا كدولة”.
