الرئيسيةكندا اليوم معن حُسين: تفادي الأسوأ في تغيّر المناخ يُحتّم التأنّي في الخيارات...

[تقرير] معن حُسين: تفادي الأسوأ في تغيّر المناخ يُحتّم التأنّي في الخيارات البديلة



Colette Darghamتاريخ النشر: 14:47يتساءل أستاذ البيئة والهندسة الكيميائية في جامعة كالغاري في مقاطعة ألبرتا الدكتور معن حُسين عما إذا كان التخلي عن الوقود الأحفوري واستبداله بالطاقة المتجددة هو الحل الأمثل لمحاربة التغيرات المناخية. هذه الأخيرة التي تتسبب اليوم في حدوث أسوأ موسم حرائق غابات في تاريخ كندا.تحتل أخبار حرائق الغابات في كندا العناوين الرئيسية في الصحف ووسائل الإعلام المحلية والعالمية. وما زاد الطين بلّة تبوّء تورونتو ومونتريال، على التوالي أكبر مدينتيْن في البلاد، المركزيْن الثاني والرابع في قائمة المدن الأكثر تلوثا في العالم ، كما أشار تقرير صادر مطلع الشهر الحالي عن موقع أي كيو إير (IQAir) لمراقبة جودة الهواء.
يقول الاختصاصي في علم البيئة الدكتور معن حسين ’’إن تجدد الغابات بعد حدوث الحرائق يأخذ وقتا طويلا قد يصل إلى عشرين عاما […] نخشى أن يبدأ ما يسمى بالدورة العنيفة التي يمكن أن تغير وجه الأرض‘‘.الصورة: Radio-Canada / Capture d’écranمن جهته، أكد وزير الحماية المدنية في الحكومة الفدرالية بيل بلير نهاية الأسبوع الماضي بأن البلاد تشهد أسوأ موسم حرائق غابات عبر تاريخها. و حتى تاريخ 27 حزيران / يونيو الماضي كانت حصيلة عدد حرائق الغابات قد تجاوزت الـ 3415 حريقا. وقد التهمت النيران أكثر من 8،8 مليون هكتار من الغابات، ما يساوي مساحة الأردن.
ويفوق عدد الحرائق هذا بـ 12 مرة معدل عدد الحرائق التي شهدتها البلاد خلال السنوات العشرة الماضية، مسجلةرقما قياسيا جديدا يتجاوز الرقم القياسي الأخير الذي سجل في العام 1989 حين التهمت النيران 7،6 مليون هكتار من الغابات.
بتاريخ 6 تموز / يوليو الجاري كان هناك 648 حريقا ناشطا عبر مقاطعات البلاد من غربها إلى شرقها وفي الاقليم الشمالي الغربي، بينها 339 حريقا لم تتم السيطرة عليه.
يشارك في عمليات إطفاء الحرائق في هذا الوقت أكثر من 3790 إطفائياً كندياً تساعدهم القوات المسلحة الكندية. هذا ويشارك معهم أيضا 1765 إطفائياً أجنبياً من أحد عشر بلدا بينها البرتغال وجنوب أفريقيا وفرنسا وأستراليا والولايات المتحدة الأميركية.
مشهد الحرائق في Tintagel في مقاطعة بريتيش كولومبيا في عطلة نهاية الأسبوع وقد امتدت النيران على نحو 2،5 كيلومتر مربّع. هذا وحتى تاريخ بعد ظهر يوم أمس الأحد، كان هناك 261 حريقًا نشطا في المقاطعة، بما في ذلك 168 حريقًا تم اعتبارها خارج نطاق السيطرة. والبرق كان المسبب لاشتعال معظم هذه الحرائق.الصورة: BC Wildfireالتغيّرات المناخية المسبب الرئيسييشرح البروفيسور من أصل فلسطيني معن حسين بأن الحرائق هي نتيجة لطبيعة الطقس التي تتغير نحو مزيد من الجفاف وتراجع نسبة هطول الأمطار. ’’تبدأ الحرائق بوجود أشجار و أعشاب يابسة من السهل اشتعالها، تلتقط النيران أي شرارة لتسري بسرعة فائقة‘‘ على حد توصيف المتحدث.
يتابع قائلا: ’’عانت البلاد من عدم هطول الأمطار لأسابيع، والسبب في ذلك يعود حسب الدراسات الحديثة إلى الوقود الأحفوري الذي يساهم في زيادة ثاني أوكسيد الكربون. ينجم عن ذلك احتباس حراري وبالتالي لا تعود الأرض تستطيع التنفس بفعل الجو الجاف والحار‘‘.
يطمئن المتحدث إلى أن الطبيعة تمنّ على الكنديين هذه الأيام بالأمطار الغزيرة التي ترطب اليابسة وتساهم في إخماد الحرائق. ’’هذا على الأقل ما يحدث اليوم (السبت) في المدينة التي أعيش فيها كالغاري، وباعتقادي إنّ الحرائق إن لم تخمد عاجلا، فستكون على الأقل محدودة آجلا‘‘، على حد تعبيره.
’’الطاقة المتجددة قد تكون الخيار المستقبلي ولكن…‘‘
في معركتنا ضد التغير المناخي، العالم بحاجة لعلماء محايدين وعلم مجرد من الدوافع الشخصية يضع الأولوية لحماية البيئة فوق كل اعتبار ويساهم في توفير حلول فعالة ومستدامة.نقلا عن الدكتور معن حسين، أستاذ البيئة والهندسة الكيميائية في جامعة كالغاري
في سياق آخر، حذر المتحدث من مواجهة تحديات أخرى للتغير المناخي. يقول: ’’إن تراكم الغازات الدفيئة ووجود ثاني أوكسيد الكربون قد نجم عنهما زيادة في معدلات درجات الحرارة على سطح الأرض مما أسفر عن ذوبان الثلوج على اليابسة. نشهد ذلك في الشمال الكندي مما يسهم في زيادة كميات المياه في البحيرات والمحيطات وهذا نوع آخر من الكوارث الطبيعية. وارتفاع مستويات المياه يتسبب بحدوث فيضانات. أضف إلى ذلك أن الطبيعة الكيميائية للبحار ستتغير مع ازدياد المياه العذبة فيها مما سيخفف من أملاحها، مما قد يؤدي إلى القضاء على أسماك وكائنات حيّة أخرى‘‘.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?ولفت المتحدث الانتباه إلى أن الاتجاه اليوم إلى تقليص الوقود الأحفوري والاعتماد على الطاقة المتجددة قد لا يكون الحل الأمثل لمحاربة التغيرات المناخية. وبرأيه يجب التنبه إلى احتواء الطاقة المتجددة بدورها على مواد خطيرة جدا على البيئة. يقول الاختصاصي في البيئة: ’’إن المواد المستخدمة لصناعة البطاريات مثلا تؤدي إلى نوع آخر من التلوثات البيئية‘‘.

لننظر إلى ما فعلته الصناعة بالبحيرات العظمى في قديم الزمان، إلى أن تنبّه الإنسان إلى الأثر السلبي لبعض المواد المستخدمة في تلك الصناعة. إن استخدام الرصاص في صناعة البطاريات على سبيل المثال، أدى إلى الإصابة بمشاكل صحية كبيرة جدا في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وقبلها.نقلا عن الدكتور معن حسين، أستاذ البيئة والهندسة الكيميائية في جامعة كالغاري
دخان حرائق الغابات يلف عاصمة مقاطعة أونتاريو تورونتو كبرى المدن الكندية التي كانت لعدة ساعات يوم 30 يونيو/حزيران أكثر المدن الكبرى تلوثاً في العالم، حسب موقع IQAir على الإنترنت. (الصورة من الأرشيف)الصورة: Radio-Canada / Patrick Morrellالاستمرار في الحذر من الضبخان أو الضباب الدخانييؤكد الاختصاصي في علم البيئة الدكتور معن حسين بأن حدة حرائق الغابات لن تنحسر إلا بهطول الأمطار الغزيرة ويجب الاعتراف بأن هذا الأمر خارج عن سيطرة الإنسان. وبفعل أن عدد القوى العاملة في إطفاء الحرائق محدود جدا، فإن هناك أولويات عند الحكومة الكندية تقضي بتحييد المناطق السكنية وإجلاء السكان وهو أمر يسير على وجه جيد.
’’عندما يقال، يتابع المتحدث، بأن هناك حرائق لم يتم السيطرة عليها فهذا يعني المناطق الحرجية البعيدة التي لا تكون في أولويات فرق الإطفاء لأنها لا تشكل خطرا على الأرواح البشرية، وقد وجب التنويه بذلك لطمأنة الناس‘‘.
من ناحية أخرى، يوصي معن حسين بدرء خطر تنشق الدخان الأسود كونه يحتوي على حبيبات من الغازات تصل إلى الرئة وأحيانا تخترق أنسجتها مسببة مشاكل صحية ومشاكل في الجهاز التنفسي. وعندما يكون الجو مليئا بالدخان، ينصح المتحدث بالمكوث في البيوت وإغلاق النوافذ، كذلك التأكد من أن الفلاتر الموجودة في أجهزة التدفئة والتكييف نظيفة، ومن الأفضل تغيير الفلاتر القديمة. يدعو المتحدث كذلك إلى تجنب إشعال النار خصوصا أن موسم التخييم قد بدأ في البلاد، سيما وأن هناك حرائق تنتج عن أخطاء بشرية لا علاقة لها بالطبيعة.
Colette Dargham

Most Popular

Recent Comments