وسعت السلطات الأميركية الخميس نطاق الترخيص باستخدام دواء “ليكيمبي” (Leqembi) الجديد لمرض ألزهايمر وعممته بعدما كان محصورا بفئة من المرضى، بإتاحتها الحصول عليه بطريقة أكثر يسرا من خلال نظام الضمان الصحي الفدرالي.
وسبق لإدارة الأغذية والعقاقير الأميركية (FDA) أن أجازت في يناير/كانون الثاني للمرضى الذين لم يصلوا بعد إلى مراحل متقدمة من المرض استخدام العلاج الجديد الذي يعمل على إبطاء التدهور المعرفي.
ووافقت الوكالة على العقارين بموجب إجراءات لها صفة العجلة، إلا أن تحليل دراسات إضافية أتاح تعميم السماح باستخدام الدواء، على ما أوضحت الوكالة.
وتولت مجموعة الأدوية اليابانية “إيساي” (Eisai) بالتعاون مع الأميركية “بايوجين” (Biogen) ابتكار العلاج الجديد الذي يؤخَذ عن طريق الوريد مرة كل أسبوعين.
ولم يكن نظام “ميديكير” (Medicare) الفدرالي للتغطية الصحية المخصص لمن أعمارهم فوق 65 عاما يغطيه هذا الدواء حتى الآن، إلا إذا كان يعطى في إطار التجارب السريرية، مما حدّ بشكل كبير من إمكان الحصول عليه.
وقالت رئيسة الوكالة التي تدير “ميديكير” تشيكيتا بروكس لاشور في بيان إن التصريح الكامل من إدارة الغذاء والدواء سيتيح من الآن فصاعدا تغطية الدواء “على نطاق واسع”.
وأضافت “أنه خبر سار لملايين الأشخاص في كل أنحاء الولايات المتحدة الذين يعيشون مع هذا المرض المنهك ولعائلاتهم”.
غير أن المرضى سيبقون مع ذلك مضطرين إلى دفع 20% من التكلفة من جيوبهم، أي آلاف الدولارات، بحسب البيان.
طريقة عمل الدواء
وينتمي الدواء الجديد الذي يشكل “ليكانيماب” مكوّنه النشط إلى جيل جديد من الأدوية التي تستهدف رواسب بروتين بيتا أميلويد (Amyloid beta). ورغم أن السبب الواضح للإصابة بمرض ألزهايمر لا يزال غير معروف، فإن أدمغة المرضى تظهر لويحات أميلويد تتشكل حول الخلايا العصبية وتدمرها على المدى البعيد.
ويتسبب ذلك في فقدان المرضى الذاكرة. وفي مراحل المرض المتقدمة، يصبح المرضى عاجزين عن القيام بالمهام اليومية أو حتى إجراء محادثات.
وكان “ليكيمبي” أول دواء ثبت أن التدهور المعرفي لدى المرضى الذي تلقوا العلاج به في التجارب السريرية انخفض بنسبة 27%.
لكن الدواء مرفق بتنبيه إلى إمكان تسببه بآثار جانبية حادة ومنها الإصابة بنزف دماغي أو تورم دماغي قد يؤديان إلى الوفاة.
وأكدت رئيسة “جمعية ألزهايمر” (Alzheimer’s Association) جوان بايك في بيان أن “هذا الدواء، رغم كونه ليس علاجا شافيا من المرض، يمكن أن يساعد في منح المصابين به مزيدا من الوقت (…) للحفاظ على استقلاليتهم والقيام بالأشياء التي يحبونها”.
وأضافت أن المصابين بالمرض “يستحقون الحصول على فرصة للتشاور مع طبيبهم وعائلاتهم وتقرير ما إذا كان هذا الدواء مناسبا لهم”.
وليكيمبي هو ثاني علاج لمرض ألزهايمر تجيزه إدارة الأغذية والعقاقير في الآونة الأخيرة، بعد “أدوهيلم” (Aduhelm) الذي جرت الموافقة عليه في يونيو/حزيران 2021، وابتكرته أيضا شركتا “إيساي” و”بايوجين” ويستهدف لويحات الأميلويد كذلك. وكان “أدوهيلم” أول دواء معتمد في الولايات المتحدة ضد المرض منذ عام 2003.
إلا أن هذا العلاج أحدث جدلا كبيرا، إذ عارضت وكالة الأدوية الأميركية رأي لجنة خبراء اعتبروا أن العلاج لم يثبت فاعليته بشكل كافٍ خلال التجارب السريرية. وقيّدت الوكالة في وقت لاحق استخدامه، حاصرة إياه بالأشخاص الذين يعانون حالات خفيفة من المرض.
كما تعمل شركة الأدوية الأميركية “إلاي ليلي” (Eli Lilly) على دواء أظهر تباطؤا ملحوظا بنسبة 35% في التدهور المعرفي لدى مرضى ألزهايمر الذين يعانون ارتفاعا في أميلويد بيتا وانخفاضا في بروتين تاو.
وأخفق الباحثون منذ عقود في إحراز تقدم فعلي في محاربة مرض ألزهايمر، لذا يرى البعض أن ليكيمبي الجديد يحمل آمالا لهم. ولم يجر التوصل حتى اليوم إلى أي علاج شاف آخر لألزهايمر.