تكرر كندا موقفها ضد استخدام الذخائر العنقودية فى الحرب الأوكرانية الروسية، وذلك في أعقاب قرار إدارة بايدن إرسال السلاح المثير للجدل إلى أوكرانيا وسط الغزو الروسي.
وقالت حكومة كندا، خلال بيان لها، أن موقفها الطويل الأمد بشأن السلاح واضح من حيث أن كندا تعارض تمامًا استخدامه وفقًا للحظر الكندى للألغام الأرضية، واستنادا إلى العمل الرائد الذي قام به لويد أكسوورثي بشأن معاهدة أوتاوا لحظر الألغام الأرضية ، أيدت كندا تبني اتفاقية الذخائر العنقودية التي صادقت عليها الآن أكثر من 100 دولة.
وقال البيان “نحن لا نؤيد استخدام الذخائر العنقودية ونلتزم بوضع حد لآثار الذخائر العنقودية على المدنيين وخاصة الأطفال”، تعهدت كندا إلى جانب 123 دولة باتفاقية الذخائر العنقودية التي تم إدخالها في عام 2008 والتي تحظر إنتاج الذخائر العنقودية واستخدامها ونقلها وتخزينها، في عام 1997 قدمت كندا معاهدة أوتاوا لحظر السلاح الذي ينثر القنابل المتفجرة بشكل عشوائي، مما قد يؤدي إلى إصابات ووفيات بين المدنيين.
وتابع البيان “كندا تمتثل تماما للاتفاقية ونحن نأخذ على محمل الجد التزامنا بموجب الاتفاقية لتشجيع اعتمادها عالميا”، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية ، التي ليست جزءًا من الاتفاقية العالمية، يوم الجمعة ، أنها سترسل ذخائر عنقودية إلى أوكرانيا على الرغم من مخاطرها على المدنيين، وخلال إحاطة إعلامية بالبيت الأبيض، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه نظرًا لعدم امتلاك أوكرانيا للمدفعية الكافية يمكن استخدام الأسلحة لإنقاذ المزيد من أرواح المدنيين ضد القوات الروسية التي تتحرك على الأراضي الأوكرانية.
قارن إيرل توركوت ، الذي قاد الوفد الكندي في مفاوضات الاتفاقية وكان كبير مستشاري الأمم المتحدة السابق لحكومة لاوس، القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة بأن له تداعيات مماثلة لحرب فيتنام، وقال توركوت لقناة سي تي في نيوز”كان هناك قصف مكثف في جنوب شرق آسيا خلال حرب فيتنام وانتهت الحرب بالنسبة لأمريكا في أواخر السبعينيات ، لكنها استمرت في جنوب شرق آسيا، الناس ما زالوا يموتون بسبب استخدام هذا النوع من الأسلحة”.
وأضاف توركوت “إن الذخائر العنقودية أكثر خطورة بكثير من الألغام الأرضية بسبب المساحة الواسعة التي تغطيها بمجرد إطلاقها، لتصبح سلاحًا عشوائيًا يمكن أن يعرض أي شخص للخطر، بالإضافة إلى ذلك ، يشير إلى أن الذخائر الصغيرة غالبًا ما تفشل في الانفجار عند الاصطدام وتصبح تهديدًا للحياة في المستقبل”.
في حين أن الحكومة الكندية لم تدين على وجه التحديد الخطوة التي اتخذتها الولايات المتحدة أو أوكرانيا وروسيا من استخدام الذخائر العنقودية ، قال توركوت “إن المسؤولين ملزمون قانونًا بالاتفاقية بالتحدث بصراحة”.
في رسالة مكتوبة إلى رئيس الوزراء الكندى جاستن ترودو ، أشار توركوت إلى تقارير من منظمة هيومن رايتس ووتش، التي وجدت أن روسيا استخدمت ستة أنواع من الذخائر العنقودية منذ بدء الحرب، مما أدى على الأرجح إلى مقتل الآلاف وإلحاق أضرار بمئات المنازل والمستشفيات، ويقدر تقرير منفصل صادر عن منظمة هيومان رايتس ووتش مقتل ثمانية مدنيين على الأقل في عام 2022 بهجمات بالذخيرة العنقودية الأوكرانية في إيزيوم ، وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين، لكن منظمة هيومن رايتس ووتش تقول إن هذه الأرقام من المرجح أن تكون أكبر.
وقال توركوت في الرسالة “يجب تأكيد هذه النقطة بوضوح وبقوة بأن أي فائدة عسكرية فورية قد توفرها الذخائر العنقودية ستلغى وتتجاوز تأثيرها الإنساني على المواطنين الأوكرانيين على المدى الطويل”.
منذ بداية الحرب ، ساهمت كندا بمبلغ 8 مليارات دولار كمساعدات لأوكرانيا ، تم تخصيص مليار دولار منها للمساعدات العسكرية بما في ذلك التبرع بثماني دبابات قتال رئيسية من طراز ليوبارد 2.
