الرئيسيةكندا اليوم كندا تكرّس تشرين الثاني شهر التراث اللبناني

[تقرير] كندا تكرّس تشرين الثاني شهر التراث اللبناني



Colette Darghamتاريخ النشر: 19:47طبقا للقانون الكندي الرقم ’’أس 246’’ (S-246)، فإن شهر التراث اللبناني أقرّ في الشهر الحادي عشر من السنة وهو الشهر الذي يحتفل فيه بلد الأرز بذكرى استقلاله، وتحديدا في الثاني والعشرين منه.قدمت السيناتور في مجلس الشيوخ الكندي جين كوردي في شهر نيسان / أبريل الماضي مشروع قانون يقضي بتخصيص شهر تشرين الثاني / نوفمبر من كل سنة للاحتفال بالتراث اللبناني في البلاد. وستدعم النائب من أصل لبناني في مجلس العموم الفدرالي لينا مثلج دياب مشروع القانون، يساندها أربعة نواب آخرون في الحكومة الاتحادية ينحدرون من أصول لبنانية. هؤلاء النواب هم: فيصل الخوري، ريشارد مارتيل (لأم لبنانية)، فانس بدوي وزياد أبو لطيف.
دخل القانون حيز التطبيق اعتبارا من نهاية شهر حزيران / يونيو الماضي، استعدادا لتقديم النسخة الباكورة لشهر التراث اللبناني في تشرين الثاني 2023 المقبل.

فاز زياد أبو لطيف لأول مرة في الانتخابات الفدرالية العامة عام 2015 عن حزب المحافظين في دائرة ’’إدمونتون مانينغ‘‘ (Edmonton Manning) ليشغل مقعده النيابي منذ ذلك الحين في مجلس العموم الكندي في العاصمة الفدرالية في أوتاوا.
الصورة: Radio-Canada / Gracieusité Ziad Abou Ltaif’’اختيار تشرين الثاني / نوفمبر للاحتفال بشهر التراث اللبناني لم يكن محض صدفة بل هو أمر مقصود، يقول النائب من أصل لبناني في مجلس العموم الكندي زياد أبو لطيف. إن في ذلك دلالة واضحة وراسخة على اعتراف كندا باستقلال لبنان وسيادته وإيمانها ببقائه واستمراريته على الرغم من كل المحن والأزمات التي تعصف به‘‘.

لبنان ليس صدفة، شعبه ليس صدفة ولا الانتشار اللبناني صدفة[…] إن هذه الإمبراطورية البشرية الممتدة على مساحة الكرة الأرضية تستحق برأيي التذكير باستقلال بلدها الأم على الرغم من كل شيء.نقلا عن زياد أبو لطيف، نائب في مجلس العموم الكندي
يشير المتحدث إلى أن إقرار قانون شهر التراث اللبناني ’’قد يكون رمزيا ومعنويا ولكن أهميته تكمن في اعتراف البرلمان الذي يمثل المجتمع الكندي بأسره، بإنجازات اللبنانيين وعطاءاتهم، وتكريس ذلك في الدستور الكندي‘‘.
كنديون لبنانيون يتظاهرون أمام قنصلية لبنان في مدينة مونتريال بعد الانفجار في مرفأ بيروت (أرشيف).الصورة: Radio-Canada / Jean-Claude Talianaيقول نص القانون: ’’إن الكنديين من أصل لبناني يقدمون مساهمات اجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية وعسكرية وخيرية وسياسية كبيرة في النسيج الاجتماعي لبلدنا وفي قوة مجتمعاتنا ومرونتها وتنوعها وهذا لعدة أجيال […] إن مجلس النواب يود أن يبرز ويحتفل بالمساهمة التاريخية للكنديين من أصل لبناني في بناء المجتمع الكندي، في الماضي والحاضر[…] إن الاحتفال الوطني بشهر التراث اللبناني سيشجع الكنديين من أصل لبناني على تعزيز ثقافتهم وتقاليدهم ومشاركتها مع الكنديين الآخرين‘‘.
Début du widget Youtube. Passer le widget ?Fin du widget Youtube. Retourner au début du widget ?يشير موقع وزارة الشؤون العالمية الكندية إلى أن تعداد الجالية اللبنانية في كندا يصل إلى 000 400 نسمة وأن ما بين 000 40 و000 75 كندي يعيشون في لبنان. هذا علما أن أول مهاجر لبناني في كندا، حسب العديد من المصادر، هو إبراهيم أبي نادر. هذا الأخير هاجر إلى كندا عام 1882 قادما من مدينة زحلة في متصرفية جبل لبنان، منطقة حكم ذاتي تابعة للإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت. وتعاقب بعد ذلك وصول اللبنانيين إلى كندا، وتكّثف تدفقهم خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990).
تشغل لينا مثلج دياب مقعدا نيابيا في مجلس العموم الكندي عن الحزب الليبرالي منذ تشرين الأول / أكتوبر 2021، وقبل ذلك شغلت منصب وزيرة الهجرة في الحكومة المحلية في مقاطعة نوفا سكوشا في الشرق الكندي.الصورة: CBC / Robert Shortعمل المهاجرون اللبنانيون في كافة المجالات وبرزوا في الشأن السياسي والاقتصادي والتجاري والأكاديمي والثقافي. نذكر على سبيل المثال لا الحصر، المهاجر من الجيل الأول عطالله جوزف غزّ الذي كان يملك دكانا في مقاطعة جزيرة البرنس إدوارد واستطاع ابنه جوزف (حزب المحافظين) دخول المعترك السياسي وترأس حكومة المقاطعة من العام 1986 لغاية العام 1993، ليكون أول رئيس حكومة كندي من أصول غير أوروبية. هذا وترأس نجله روبير أيضا (الحزب الليبرالي)، الذي ينتمي إلى جيل الهجرة الثالث، حكومة جزيرة البرنس إدوارد بين عامي 2007 و 2014.
شغل طبيب الأسنان نيك قهوجي منصب أمين عام الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم لمدة 15 عاما ليعين قبل 5 سنوات قنصلا فخريا للبنان في فانكوفر.الصورة: Radio-Canada / Gracieusité Dr Nick Kahwaji…من اليوم تتسع رقعة المسؤوليةيقول قنصل لبنان الفخري في مدينة فانكوفر في مقاطعة بريتيش كولومبيا طبيب الأسنان نيك قهوجي: ’’تلقى على عاتقنا اليوم مسؤولية أكبر في إظهار كافة أوجه التراث اللبناني التي تتضمن أيضا الطبيعة الإنسانية المسالمة والطيبة والمضيافة التي حملناها معنا إرثا من جيل إلى جيل‘‘.

نبتغي أن نكون جزءا مكملا في الفسيفساء الاثني التعددي في هذه البلاد، أن نكون رشة الملح التي لا تفسد الطعام بل تعطيه نكهة طيبة.نقلا عن نيك قهوجي، قنصل لبنان الفخري في فانكوفر
تتسابق الأفكار والمبادرات في رأس المتحدث حول كيفية تنظيم الفعاليات والأنشطة في النسخة الأولى المقبلة من شهر التراث اللبناني. ويتمنى الدكتور قهوجي التنسيق فيما بين القناصل الفخريين اللبنانيين ومسؤولي المهرجانات والتظاهرات الثقافية والاجتماعية الكندية اللبنانية الأخرى المنتشرة عبر البلاد من أجل تقديم التراث اللبناني بأفضل صورة.
هذا ويكشف المتحدث عن افتتاح ’’ساحة المغترب اللبناني‘‘ في مدينة فيكتوريا عاصمة مقاطعة بريتيش كولومبيا عشية شهر التراث في 24 أيلول / سبتمبر المقبل.
كنديون من أصل لبناني يتظاهرون في ميسيسوغا في منطقة تورونتو الكبرى عام 2019 مطالبين برحيل الطبقة السياسية الحاكمة “الفاسدة” في الوطن الأم (أرشيف).الصورة: Radio-Canada / Myriam Eddahiaيعتبر أبو لطيف بأنه بدأ من الصفر عندما وطأت قدماه بلاد القيقب في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي، عندما فرّ من ’’حرب التحرير‘‘ التي كانت تدور رحاها في ذلك الحين. ويقترح المتحدث على كل مهاجر ’’التحلي بالصبر لنيل مرادك وإذا صبرت تكافئك كندا‘‘، على حد تعبير النائب أبو لطيف.

أؤمن بأن الحياة يجب أن تنطلق بخطوط متوازية على كافة المستويات[…] إنك بالطبع تؤثر النجاح في مجتمعك التعددي الجديد ولكنك أيضا لن تنسى جذورك وتراثك.نقلا عن زياد أبو لطيف، نائب في مجلس العموم الكندي

إن جِناتنا اللبنانية تحتم علينا النجاح أينما كنا […] محتوم علينا مواجهة التحديات مهما اشتدت حدّتها لأن الفشل ممنوع.نقلا عن نيك قهوجي، قنصل لبنان الفخري في فانكوفر
Colette Dargham

Most Popular

Recent Comments