الرئيسيةكندا اليوم أطفال كيبيك مدعوون إلى ’’نسج أحلامهم عبر الكتابة‘‘

[تقرير] أطفال كيبيك مدعوون إلى ’’نسج أحلامهم عبر الكتابة‘‘



Colette Darghamتاريخ النشر: 18:45تنظم ’’مجموعة سانت أورس الأدبية للشباب‘‘ (RLJO) في مقاطعة كيبيك النسخة الخامسة عشرة للمنافسة الأدبية لصغار الكتاب من سكان المقاطعة تحت عنوان: ’’الكتابة هي نسج الأحلام‘‘.’’إنها مبادرة رائعة تحفّز الأطفال والشباب في سن المراهقة على ولوج عالم جميل يطلقون فيه العنان لمخيلتهم وإبداعاتهم الفكرية بعيدا عن ألعاب الفيديو والشاشات الإلكترونية والتكنولوجيا الرقمية التي قد تؤذي نموهم العقلي والروحي‘‘، تقول الكاتبة سلام شيّا العضوة في لجنة التحكيم المولجة بتقييم المؤلفات الأدبية المشاركة.
لم تتوان هذه الأم لطفلين عن تلبية نداء ’’مجموعة سانت أورس الأدبية للشباب‘‘ التي أعلنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن حاجتها إلى قرّاء متطوعين يشاركون في قراءة مؤلفات المتبارين الـ 79 وتقييمها لاختيار الأفضل منها.

بطبيعتي أحب المطالعة ولدي شغف في القراءة منذ نعومة أظفاري […]. بالإضافة إلى انجذابي التلقائي إلى هذه التجربة الجديدة الفريدة من نوعها، يندرج اهتمامي أيضا من قبيل حرصي على تهذيب الحس الأدبي عند طفليّ وتنميته، وقد أكون أفتح لهما الباب للمشاركة بهذه التظاهرة الثقافية القيمة في المستقبل.نقلا عن سلام شيّا، روائية ومتخصصة في النشر والتحرير
شكل 115 طفلا وشابا بأعمار تتراوح بين الست سنوات والسبعة عشر عاما المجموعة الأولى من المرشحين للنسخة الـ 15 من المسابقة الأدبية لسانت أورس (St-Ours)، التي بين أهدافها تحفيز الجيل الجديد على الكتابة باللغة الفرنسية والتمرس فيها من أجل إتقانها والحفاظ عليها في مقاطعة كيبيك ذات الغالبية الناطقة بلغة موليير.
79 مرشحا فقط تم قبول مشاركاتهم الأدبية علما أنه العدد الأكبر من نوعه في تاريخ هذه التظاهرة التي تقام منذ العام 2008 على التوالي. تقول شيّا إن المنظمين تلّقوا هذه السنة عددا غير مسبوق من المشاركات، ويعزى ذلك إلى جائحة كوفيد-19، التي خلقت عند الشباب هذه الحاجة إلى التعبير والكتابة.
سلام شيّا تحمل باكورتها الأدبية بعنوان ’’من الحب ما قتل‘‘ (Mourir d’aimer) وهي رواية تعيد فيها الكاتبة سرد التفاصيل في حياة جميع ضحايا الانفجار المزدوج الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من شهر آب / أغسطس 2020. الصورة: Radio-Canada / Gracieusité Salam Chayaتلقى أعضاء لجنة التحكيم من القراء والقارئات كل المشاركات عبر الإنترنت منذ نهاية شهر أيار / مايو المنصرم، وهم يقومون حاليا بوضع ملاحظاتهم عليها ضمن مجموعة من المقاييس والشروط الأدبية. وبحلول نهاية شهر آب / أغسطس المقبل يختار التجمع الأدبي، على ضوء تقييم أعضاء لجنة التحكيم الافتراضية، أفضل الكتابات التي تمثل فئات عمرية ثلاث:6 – 8 سنوات، و9 – 12 سنة، و13 – 17 سنة. علما أنه تتنوع الأشكال الأدبية لهذه المؤلفات بين الرواية والقصة القصيرة والشعر والرسوم المتحركة وغيرها.
لا يحصل الكتاب الفائزون من الأطفال والشباب على أموال نقدية فحسب، بل أيضا تأخذ ’’مجموعة سانت أورس الأدبية للشباب‘‘ على عاتقها وبشكل مجاني، طباعة 10 نسخ لكل مؤلف من إجمالي الـ 79 مشاركة.
هذا ويُحتفى بالكتّاب الشباب وانتاجاتهم في تظاهرة ثقافية فريدة ومميزة ضمن صالون للكتاب ينظم في الثلاثين من شهر أيلول / سبتمبر المقبل في مدينة سانت أورس الواقعة في منطقة المونتيرجيي جنوب مدينة مونتريال. وتقام عدة أنشطة وفعاليات على هامش هذا الصالون المخصص فقط للمواهب الأدبية الجديدة.
الحضور في صالون الكتاب في مدينة سانت أورس العام الماضي الذي تنظمه ’’مجموعة سانت أورس الأدبية للشباب‘‘ في مقاطعة كيبيك تتويجا للمشاركات الأدبية بتوقيع الأطفال والشباب.الصورة: Radio-Canada / @RLJOالدعوة عامة لجميع سكان كيبيك للمشاركة في صالون الكتاب في مدينة سانت أورس والحصول على توقيع البراعم الصغيرة ’’التي قد تجد في هذه التظاهرة الثقافية الرائدة طريقا للمستقبل، ومن يدري قد يصبح هؤلاء كتابا أو شعراء مشهورين‘‘، على حد تعبير سلام شيّا.
تشير المتحدثة إلى أن أعضاء لجنة التحكيم لا يعلمون شيئا عن هوية الكاتب أو اسمه، ’’إن كل ما نعرفه عنه هو عمره‘‘، تقول شيّا. وبرأيها يساهم هذا الأمر بالمزيد من الشفافية والموضوعية في عملهم كحكام متطوعين.
قرأت المتحدثة حتى تاريخ اليوم 10 مؤلفات وهي ماضية في قراءة المشاركات كلّها، تقول: ’’بغض النظر عن المهنية والحرص على إتمام المهمة على أكمل وجه، فإنني أجدني منجذبة إلى قراءة هذه المشاركة الأدبية أو تلك بحذافيرها لما تحمله في طياتها من أفكار مبتكرة وسباقة في بعض الأحيان، كما أنها تعكس تفكير الأطفال والمراهقين في كيبيك وانشغالاتهم واهتماماتهم، ما يهمّ كل أم وأب لأنه يساعدهم في معرفة وإطلاع أكبر على المجتمع الذي ينمو فيه أطفالهم‘‘.

لاحظت في عدد من الكتابات انشغال الأطفال بموضوع البيئة، لقد كتب ابن التسعة أعوام قصة خيالية بطلها طفل يبحث عن حجر كريم يساهم في مكافحة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري، ينشد هذا الطفل تنشق الهواء النقي الخالي من التلوث.نقلا عن سلام شيّا، روائية ومتخصصة في النشر والتحرير
هاجرت سلام شيّا إلى كندا عام 2009 وحازت على درجة الماجستير في علوم النشر والتحرير من جامعة شيربروك في كيبيك، وهي تعمل حاليا في دار نشر فرنكوفونية في مونتريال متخصصة بطباعة الكتب التربوية والمدرسية.الصورة: Radio-Canada / Colette Darghamتتابع المتحدثة أنه في كتاب رسوم متحركة آخر، تظهر مشاعر التعاطف والحس المرهف عند الكاتب الفتى الذي يحاول أن يخلق عالما أوتوبيا بين ام وابنها الميت، هذا الأخير يأخذ بيد والدته ويدلّها إلى السبيل من أجل قبول غيابه واجتياز فاجعة فقدانه.
تؤكد شيّا بأن هذه القصة لمستها وحركت مشاعرها للعمق الذي حملته في سطورها وفي ألوان الرسوم المتحركة التي ايضا حملت دلالات وأبعاد.
تُثمن المتحدثة هذه المبادرة الثقافية التي تشجع على ممارسة هوايةٍ يتراجع الانجذاب إليها عند العديد من أولاد جيل اليوم. هؤلاء ملتصقون بالشاشات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، مستسلمون لسيطرة العصر الرقمي وابتكاراته التكنولوجية التي لا تحمل بالضرورة ما يخدم النمو العقلي والبدني السليم لهم.
تعرب المتحدثة عن اعتقادها بأن الأولاد من عمر 6 إلى 17 عاما يمكن توجيههم إلى امتهان مهارات عديدة وقد يكتشفون أن واحدة منها تعنيهم أكثر من غيرها ولديهم الكفاءة في تنميتها وتطويرها. كما تؤمن سلام شيّا بضرورة تعميم هذه التجربة السباقة في كل المدن الكندية وكذلك في الأقطار العربية لما لها من تأثير في تثقيف الشباب وتنمية طاقاتهم الفكرية والأدبية.
Colette Dargham

Most Popular

Recent Comments