أوضح العديد من خبراء البيئة الكنديين أن أكبر حريق هائل سُجل بعد حريق كولومبيا البريطانية ، يسجّل الآن فى جزيرة الأمير إدوارد بأكملها ، مؤكدين أنه بعد انتهاء الحرق ، قد يكون هناك اندفاع تجاري للأخشاب المحترقة يمكن أن يغير المشهد إلى الأسوأ.
ووفقا لخدمة قمع حرائق الغابات فى كولومبيا البريطانية، اشتعلت حرائق الغابات في دوني كريك على مساحة 5715 كيلومترًا مربعًا اعتبارًا من 2 يوليو، وقال مايك فلانيجان ، أستاذ حرائق البراري بجامعة طومسون ريفرز، “إن مساحة الأرض المحروقة حتى الآن فلكية، حيث تسبب حريق دوني كريك في تفحم ما يكفي من الأرض ليكون خامس أسوأ موسم حرائق على الإطلاق في المقاطعة “.
و أكد فلانيجان أن الاحتراق سيستمر لأسابيع وربما حتى نهاية موسم الحرائق، وقد تستمر الحرائق خلال الشتاء أيضاً، كما تعلمون فالإشتعال يكون فى الطبقات العضوية الأعمق ثم تظهر فجاءة، فهى قطعة هائلة ويمكنك رؤية مدى اتساع هذه المنطقة من الفضاء”.
أدى الحريق العملاق، الذي بدأ قبل بداية موسم حرائق الغابات التقليدية في كولومبيا البريطانية، إلى مخاوف بشأن الأشجار الفريدة التي تشكل الغابة الشمالية في شمال شرق المقاطعة، وكذلك الحيوانات التي قد تتغير بيئتها بشكل نهائي.
وقال فلانيجان “أن موسم حرائق الغابات التاريخي لم يكن ممكنًا لولا تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، حيث يتسبب العالم الأكثر دفئًا في حدوث المزيد من الصواعق، والتي تؤدي إلى حوالي نصف جميع الحرائق ، والحرائق التي تشتعل لفترة أطول، وكلما زاد دفئها ، زادت كفاءة الغلاف الجوي في امتصاص رطوبة الوقود على أرضية الغابة”.
وتابع فلانيجان “ما لم نشهد المزيد من الأمطار للتعويض عن تأثير التجفيف هذا، فمن الأسهل أن تبدأ النار، ومن الأسهل انتشار الحريق، وهذا يعني توفر المزيد من الوقود للاحتراق، مضيفا أنه بالنسبة للحرائق الكبيرة مثل دوني كريك، من الأفضل تركها تحترق وترك الطبيعة الأم تقوم بعملها”.
ومن ناحية أخرى قال كيفن سميث، مدير البرنامج الشمالي في منظمة “داكس أنليمتيد” البيئية غير الربحية، أن الغابات تطورت تاريخيًا جنبًا إلى جنب مع حرائق الغابات، لكن الحرائق الهائلة مثل دوني كريك تغير البيئة من حولها”.
وتابع سميث”هذه التحولات في الأنماط لا تؤدي فقط إلى زيادة كمية الكربون المنبعثة ولكن أيضًا تغيير الغطاء النباتي الذي يعود، لأن الجزء العضوي من التربة في هذه الحرائق الكارثية الأعلى كثافة ، فإنها تحترق، وما يعود بعد ذلك يختلف تمامًا عما كان موجودًا في السابق”.
وأضاف سميث “إن الأشجار التي اتلفها حريق دوني كريك، شجرة التنوب السوداء والحور الرجراج والصنوبر والطماطم – يمكن استبدالها بنباتات أخرى خلال العقود القادمة، لكن القلق هو أن الغابات الشمالية في العديد من المناطق ذات المناخ الأكثر جفافا ودفئا يمكن أن تبدأ في التحول نحو السافانا العشبية”.
جيسي زيمان ، المدير التنفيذي لإتحاد الحياة البرية فى كولمبيا البريطانية، أن منطقة شمال شرق المقطعة حيث من المحتمل أن يؤدى حريق دوني كريك لإشتعال منازل الحيوانات الصغيرة التي تحمل الفراء، مثل الدواجن والفراء بالإضافة إلى الموظ، مشيرا إلى أن الحيوانات الصغيرة ربما لم تتمكن من الهروب من الحريق ، ولكن قد يكون هناك جانب مضيء للحريق بمجرد إخماده في النهاية، فنحن متفائلون وطالما أننا ندير المشهد بشكل صحيح بعد الحريق ، فنحن نأمل أن نرى استجابة من سكان الموظ في تلك المنطقة”.
ومع ذلك ، قال زيمان إنه قلق بشأن قطع الأشجار المنقذة، فعندما تتحرك الصناعات للبحث عن الأخشاب المحترقة بعد إخماد حريق هائل، مشبهاً ذلك بعقلية الاندفاع نحو الذهب، مؤكدا أن هذه الممارسة التي عفا عليها الزمن ترجع إلى اعتبارات اقتصادية، حيث وجدت الأبحاث أن تسوس الأخشاب بعد حرائق الغابات يقلل من جودة الأخشاب للصناعة ، لذلك تسعى الشركات إلى استعادة أكبر قدر ممكن من الأخشاب المحروقة حديثًا قبل بدء عملية التحلل التي تستغرق عدة سنوات، كما يمكن استخدام الخشب المحروق للوقود وكذلك في إنتاج اللب والورق.
ويقول المسؤولون إن أكبر حريق هائل تم تسجيله في كولومبيا البريطانية يمكن أن يشتعل حتى الشتاء، وأن حرائق الغابات في دوني كريك في شمال شرق كولومبيا، الآن أكبر حريق مسجل في تاريخ المقاطعة.
وأَضاف “أن قطع الأشجار المنقذ يميل إلى جلب الكثير من الطرق والمسارات،و إنه يجلب الكثير من الحشائش، فلا ترى تجددًا للغابة بالسرعة نفسها تقريبًا التي تراها من خلال ترك تلك الأشجار واقفة أو ترك نوع من المناظر الطبيعية الأكثر تنوعًا”.
وقال سميث “إن صانعي السياسة يجب أن يفكروا في تقييم المناطق التي تخزن كميات كبيرة من الكربون ، مثل الغابات الشمالية ، بنفس مستوى الحياة والممتلكات عندما ينظرون إلى حرائق الغابات وسياسات إدارة الغابات في السنوات القادمة.
