– انتهت رحلة البحث عن غواصة تيتان المفقودة بالقرب من سواحل كندا يوم الخميس 22 يونيو، على وقع مأساة بوفاة ركاب الغواصة والعثور على حطامها، حيث كانت في رحلة استكشافية سياحية مع شركة “أوشن جيت إكسبيديشنز”
وبحثاً عن الغواصة المفقودة التي كانت في طريقها إلى موقع حطام السفينة “تيتانيك”، اكتشفت البحرية الأميركية حدوث “انفجار داخلي” في الموقع الذي فقدت فيه الغواصة الاتصال.
وانطلقت الغواصة “تيتان”، التي تشغلها شركة “أوشن جيت” ومقرها الولايات المتحدة، في رحلة مدتها ساعتان، صباح الأحد، وعلى متنها 5 أشخاص، وقيمة الرحلة بلغت 250 دولار للشخص الواحد، لكنها فقدت الاتصال مع سفينة الدعم بعد مضي حوالي ساعة و45 دقيقة فيما كان ينبغي أن تكون رحلة غوص لمدة ساعتين فقط إلى موقع حطام السفينة الأكثر شهرة في العالم.
انفجار الغواصة
وفي وقت لاحق، الخميس، أكد خفر السواحل أن الأفراد الذين كانوا على متن الغواصة “تيتان” والبالغ عددهم 5 ماتوا على إثر ما وصفوه بـ “انفجار داخلي كارثي” على متن مركبتهم بعد فحص الحطام الذي عُثر عليه في الأعماق، على مسافة 1600 قدم (488 متراً) من مقدمة “تيتانيك”، عن طريق مركبة تعمل عن بعد.
وحسب خفر السواحل الأمريكية، تم اكتشاف مقدمة الغواصة، صباح الخميس، عن طريق “جهاز (روف) من على متن المركبة Horizon Arctic وعُثر على أجزاء أخرى من حطام الغواصة، بينها أجزاء من هيكل ضغط السفينة، “بعد فترة وجيزة”.
وقال موجر إن القيادة الموحدة ليس لديها “تقدير لوقت انتهاء عمليات البحث في قاع البحر”، مضيفاً أن الفريق “سيواصل جمع المعلومات لمحاولة تحديد سبب الانفجار الداخلي”.
وأثارت قصة المركبة المفقودة المعروفة باسم “تيتان” اهتماماً عالمياً، حيث قام أسطول عالمي من السفن والطائرات بمسح منطقة شمال الأطلسي، بما يعادل ضعف مساحة ولاية كونيتيكت الأميركية.
ما قصة الأصوات المجهولة؟
وقال خفر السواحل الأميركي في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إنه تم اكتشاف “أصوات مجهولة” أثناء عمليات البحث، ولكن “لم يتم ربطها بالمركبة المفقودة”.
من جهته، قال جيمس كاميرون، مخرج فيلم “تيتانيك” الحائز على جائزة الأوسكار، والذي قام بنفسه برحلات استكشافية إلى حطام السفينة في غواصات، إنه علم بالنتائج الصوتية “في غضون يوم واحد”، وأدرك ما تعنيه.
وأوضح كاميرون للوكالة: “لقد بعثت برسائل بريد إلكتروني إلى جميع من أعرفهم، وأخبرتهم بأننا فقدنا إلى الأبد بعض الأصدقاء، لقد انفجرت الغواصة داخلياً، وهي الآن تقبع في قاع المحيط متناثرة الأجزاء”.
وكانت عوامات السونار التي أسقطتها إحدى طائرات البحث التقطت بعض الأصوات يومي الثلاثاء والأربعاء، ما أضاء بصيصاً من الأمل بشأن سلامة الغواصة “تيتان”، وأن ركابها لا يزالون على قيد الحياة ويحاولون التواصل عن طريق القرع على جسم السفينة.
ولكن المسؤولين قالوا إن تحليل الصوت لم يكن حاسماً وأن الضوضاء ربما صدرت عن شيء آخر.
وقال موجر، الخميس: “لا يبدو أن هناك أي علاقة بين الضوضاء والموقع في قاع البحر”.
كم كان يستطيع الطاقم البقاء على قيد الحياة في الغواصة؟
وبحلول الخميس، خيمت حالة متزايدة من اليأس على عمليات البحث عندما أفادت التوقعات بأن إمدادات الأكسجين الحاصة بالغواصة، والتي تُقدر مدتها بـ96 ساعة، قد “نفدت” حال لم تكن “تيتان” قد تحطمت بعد، وهو عد تنازلي أثبت انه غير ذي أهمية.
وغطت عمليات البحث الشامل أكثر من 10 آلاف ميل مربع من المحيط. والخميس، أدى انتشار مركبتين روبوتيتين متخصصتين في أعماق البحار إلى توسيع نطاق عمليات البحث في أعماق المحيط، حيث فاقم الضغط الهائل والظلام الدامس من تعقيد المهمة.
من هم ركاب الغواصة؟
ستوكتون راش هو والعقل المدبر وراء شركة “أوشن جيت إكسبيديشنز”، التي تتولى مسؤولية إدارة الغواصة المفقودة.
هاميش هاردينغ وهو رجل الأعمال والمستكشف الجريء من المملكة المتحدة، كان من بين الأشخاص الشجعان الذين شاركوا في هذه الرحلة المثيرة على متن الغواصة المفقودة.
بول هنري نارجوليت وهو خبير البحارة الفرنسي الممتاز، لديه سجل حافل في زيارة موقع حطام السفينة “تيتانيك”.
شاه زاده داوود وابنه سليمان وهما رجلان ذوا نفوس استكشافية، شاه زاده رجل الأعمال البريطاني ذو الأصول الباكستانية والبالغ من العمر 48 عامًا، وابنه سليمان الشاب البالغ من العمر 19 عامًا.
حقيقة التجسس على الغواصة
في جديد الغواصة ” تيتان”، كان نظام تجسس سري استخدمته الولايات المتحدة، كشف صوت انفجار الغواصة نهاية الأسبوع الماضي.
وكان لدى الجيش الأميركي تقنيات صوتية معقدة، للتنصت على ما تفعله الغواصات المعادية على عمق ألف قدم تحت الماء، وتحديدا خلال فترة الحرب الباردة.
وفي هذا الصدد، قالت مؤسسة راند RAND الأميركية للأبحاث إن أي شيء يخص قدرات الولايات المتحدة على الاستشعار يكون سريا للغاية.
وأحد هذه الأنظمة، التي لا تُعرف ماهيتها تمكنت من التقاط ما يعتقد المسؤولون أنه صوت انفجار الغواصة تيتان، لتقوم البحرية إثر ذلك، بإرسال هذه المعلومات إلى خفر السواحل.
البحرية الأميركية، ورغم أنها لم تتمكن من التأكيد بشكل قاطع، بأن صوت الانفجار صادر عن الغواصة، إلا أن هذه المعلومة ساعدت في تقليص مساحة البحث عن تايتن.
الولايات المتحدة استخدمت جهاز سونار بعيد المدى خلال الحرب العالمية الثانية، لتحديد مواقع الغواصات الألمانية في المحيط الأطلسي، ثم أطلقت نظام مراقبة صوتي أطلقت عليه اسم سوسوس SOSUS لكشف مواقع الغواصات النووية السوفييتية.
وتم استخدام هذا النظام للعثور على حطام الغواصة النووية “USS Thresher يو إس إس ثريشر”، التي غرقت قرب ساحل كيب كود Cape Cod، ما أدى لمقتل مئة وتسعة وعشرين شخصا كانوا على متنها.
كندا تعلن عن فتح تحقيق رسمي
وأعلنت السلطات الكندية عن فتح تحقيق في وفاة 5 أشخاص أثناء اختفاء غواصة بالقرب من حطام سفينة تيتانيك الشهيرة.
وتقول التحقيقات الأولية أن الغواصة تعرضت لضغط كبير جعلها تنفجر داخليا بعد الوصول لعمق أكثر من 4000 متر.
ولهذا، أعلنت شرطة الخيالة الكندية الملكية في نيوفاوندلاند ولابرادور ومجلس سلامة النقل الكندي TSB عن التحقيق في الحادثة.
سيكون التحقيق مبررًا إذا كان فحص شرطة الخيالة الملكية الكندية للظروف يشير إلى انتهاك أي قوانين جنائية أو فيدرالية أو خاصة بالمقاطعات.
ويجري التحقيق بالفعل من قبل TSB ، حيث كانت سفينة الشحن Polar Prince التي تساعد في العملية ترفع العلم الكندي.
وقال TSB إنه يوم الأحد ، 18 يونيو ، كانت السفينة في موقع حطام تيتانيك لتوفير الدعم السطحي للغواصة عندما فقدت الاتصال بعد حوالي ساعة و 45 دقيقة من هبوطها.
