صرحت خدمة السجون الفيدرالية الكندية “إنها ستعيد النظر فى قرارها بشأن نقل القاتل المدان بول برناردو إلى منشأة أمنية متوسطة ، وذلك بعد أن أثار القرار غضب القادة السياسيون من جميع الأطياف .
و أضافت دائرة الإصلاح الكندية فى بيان لها اليوم الإثنين “إنها ستتأكد من أن القرار كان مناسبًا استنادًا إلى الأدلة ، والأهم من ذلك مراعه الضحايا على النحو المناسب ” ، هذا وعلى الرغم من أن جرائم برناردو كانت مروعة ،إلا أن خدمة السجون تظل صامتة بشأن أسباب نقله من سجن شديد الحراسة إلى أخر متوسط الحراسة .
ومن جانبه أعرب رئيس الوزراء الكندى جاستين ترودو عن تفهمه لمدى الصدمة والذهول التى أصابت الكنديين إثر سماع هذا القرار ، مشيرا إلى أن هذا السبب الذى دفع وزير السلامة العامة ماركو مينديسينو لإثارة الأمر مع مفوض مصلحة السجون هذا الأسبوع .
هذا وقد تم الإعلان عن نقل برناردو إلى منشأة في كيبيك الأسبوع الماضي بعد أن أبلغت دائرة الإصلاح المحامي الذي يمثل عائلات كريستين فرينش البالغة من العمر 15 عامًا وليزلي محافي البالغة من العمر 14 عامًا ، اللتين اختطفهما برناردو وعذبهما وقتلهما في أوائل التسعينيات ، ويقضى القاتل والمغتصب المتسلسل عقوبة بالسجن مدى الحياة في مؤسسة ميلهافن ، وهو سجن شديد الحراسة بالقرب من كينغستون ، أونت .
ومن ناحية أخرى قال تيم دانسون ، محامي عائلات الضحايا ، “إنه من غير المقبول رفض إدارة السجون الإجابة عن أسئلة حول سبب تحرك برناردو أو تفاصيل ظروف احتجازه ، إستنادا إلى حقوقه في الخصوصية “.
وقالت مصلحة السجون اليوم الاثنين إنها “مقيدة بالقانون فيما يمكننا الكشف عنه بشأن قضية الجاني ” ،وأضافت أن التصنيفات الأمنية تستند إلى مخاطرعلى السلامة العامة ، والتعديل المؤسسي للجاني وغيرها من المعلومات الخاصة بالقضية ، بما في ذلك تقييمات المخاطر النفسية ” ،وأشار بيان مصلحة السجون إلى أن برناردو ، الذي تم اعتباره مجرم خطير ، يقضي عقوبة غير محددة بدون تاريخ إنتهاء.
ودعا زعيم المحافظين بيير بويليفر حكومة ترودو إلى بذل كل ما في وسعها لعكس عملية النقل ، مؤكدا خلال مؤتمر صحفى اليوم أنه من المشين أن يقوم نظام السجون بنقل القاتل إلى مؤسسة أمنية متوسطة ،مضيفا ” يجب أن يكون برناردو في مؤسسة ذات إجراءات أمنية مشددة ، كما يجب على الحكومة مراجعة أي صلاحيات لديها لعكس هذا القرار السخيف ، فالسيد برناردو وحش وينتمي إلى أقصى درجات الأمن” .
هذا و قال رئيس وزراء أونتاريو دوج فورد أن برناردو “يجب أن يتعفن في سجن شديد الحراسة لبقية حياته البائسة “.
وكان وزير السلامة العامة قد صرح خلال بيان له يوم الجمعة ، أن إنتقال برناردو كان صادمًا وغير مفهوم ، مضيفًا أنه يعتزم إثارة القضية مع آن كيلي ، مفوضة الإصلاحيات ، قائلا” إنه يتوقع من دائرة الإصلاح اتباع نهج يركز على الضحية ويتسم بالقوة في هذه الحالات “.
وقال محامى عائلات الضحايا تيموثى دانسون “إنه مسرور لرؤية رد فعل الوزير ، وصرح للصحافة الكندية يوم الأحد “الآن نحن بحاجة إلى عمل ، برناردو واحد من أكثر القتلة السيكوباتيين شهرة في كندا ، نحن بحاجة إلى أن يكتب الجماهير بالملايين للوزير ومفوض الإصلاحيات وأعضاء البرلمان ، للتعبير عن غضبهم من هذا ،مؤكدا أن السرية لن تنجح نريد الشفافية “.
وأكد دانسون أن عائلات الضحايا صُدمت لسماع قرار نقل برناردو ، حيث أثارت الخطوة عقودًا من الألم والحزن ، قائلا “بالنسبة لي ، يجب أن أخبرهم بصفتي محاميهم وصديقهم ، و أنا أخشى أنه ليس لدي إجابات لهم بسبب حقوق الخصوصية لبرناردو ، وبالطبع ردهم هو الذي تتوقعه : ماذا عن حقوق كريستين و ليزلي؟ وماذا عن حقوقهم ؟ ، هذه أسئلة لا أستطيع الإجابة عليها سوى الاتفاق معهم والمشاركة في يأسهم “.
وأضاف دانسون “أن وضع برناردو المخالف الخطير يجعل هذه الخطوة محيرة للغاية ، كما تساءل لماذا يجب أن يجني برناردو أي فوائد من وجوده في منشأة متوسطة الأمان مع ظروف معيشية أكثر تساهلاً ، نحن بحاجة إلى نقاش صريح وشفاف ، هذه مؤسسات عامة كبرى يدفع ثمنها دافعو الضرائب في كندا “.
وأشار إلى “أن تعامل دائرة الإصلاح مع هذه المسألة يهدد بدفع الجمهور للشعور بالريبة تجاه النظام بأكمله ، مؤكدا أنهم يريدون أن يفعلوا كل شيء خلف الأبواب المغلقة وفي الخفاء”.
