RCIتاريخ النشر: 16:45في محادثاته مع الرئيس الكوري الجنوبي يون سوك يول، من المتوقع أن يتطرق رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو بشكل خاص إلى روابط الصداقة بين بلديهما منذ الحرب الكورية وإلى فرص الأعمال المتاحة أمامهما في مجالات الطاقة والسيارات الكهربائية والمعالِجات الدقيقة.لكن بينما يمد يده إلى من سيرحب به في مقر إقامته الرسمي وفي برلمانه، من المؤكد أنّ جوستان ترودو سيفكر في ما دفع الرئيس يون للفوز في الانتخابات الرئاسية في آذار (مارس) 2022، حسب تقرير لمراسل ، كريستيان نويل، الذي يغطي الجولة الآسيوية الحالية لرئيس الحكومة الليبرالية.
فخلال حملته الانتخابية ركب يون تياراً من الميسوجينية (كره النساء) يطال مجالات معينة في بلاده، حيث تكاد تكون كلمة ’’نسوية‘‘ من المحرمات ويعتبرها البعض مرضاً عقلياً، من أجل الوصول إلى السلطة.
فقد وعد يون بإلغاء وزارة الأسرة والمساواة بين الجنسين لأنها، وفقاً له، تعامل جميع الرجال كما لو أنهم ’’مجرمو جنس محتملون‘‘.
وينفي يون وجود فجوة في الأجور بين النساء والرجال في بلاده، فيما هذا الفارق هو الأكبر من نوعه بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فالكوريات الجنوبيات يكسبن 31,5% أقل من الكوريين الجنوبيين.
مصافحة بين رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول (إلى اليسار) ورئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو في أوتاوا في أيلول (سبتمبر) 2022.الصورة: La Presse canadienne / Justin Tangحتى أنّ يون يلقي باللوم على النسوية في انخفاض معدلات المواليد في بلاده لأنها، وفقاً له، تضر بالعلاقات السليمة بين الرجال والنساء.
و19% فقط من أعضاء البرلمان الكوري الجنوبي هم من النساء.
وفي المقابل، يقدّم ترودو نفسه على أنه نسوي. فهو مثلاً يفخر بأنه أرسى المساواة بين النساء والرجال في حكومته، كما أنه يقول إنّ قرارات الحكومة التي تحابي المرأة، ومن ضمنها مثلاً تأمين خدمات رعاية نهارية ميسورة التكلفة للأطفال، هي ميزة اجتماعية واقتصادية.
عندما ألقى الرئيس الأميركي جو بايدن خطاباً أمام مجلس العموم في أوتاوا في آذار (مارس) الفائت، أعرب عن سروره لوجود مساواة بين الجنسيْن في حكومتيْ كندا والولايات المتحدة.
حتى أنه سمح لنفسه بممازحة بعض نواب حزب المحافظين الكندي (المعارضة الرسمية) الذين امتنعوا عن مشاركة سائر أعضاء مجلس العموم في الوقوف والتصفيق بحرارة لملاحظته، فقال لهم: ’’لو كنتُ مكانكم يا أصدقائي، حتى لو لم تكونوا موافقين (على كلامي عن المساواة)، لوقفتُ على أيّ حال‘‘.
وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي تتحدث في مؤتمر صحفي (أرشيف).الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyld’’لدينا سياسة خارجية نسوية، لذا هذه مسألة تهمني شخصياً لأسباب واضحة‘‘، ردت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي عند سؤالها عن هذا الموضوع، ’’إنه أيضاً نهج مهم للغاية بالنسبة لرئيس الحكومة‘‘.
وأشارت جولي إلى أنّ كوريا الجنوبية تريد حماية عبدات الجنس الهاربات من كوريا الشمالية.
ويختم نويل مقاله بالقول إنه سيتعيّن علينا أن نرى ما إذا كان جوستان ترودو سيتحلى بالشجاعة الكافية لطرح موضوع النسوية والمساواة بين الجنسيْن هذا الأسبوع في كوريا الجنوبية، إمّا خلال اجتماعه الثنائي بالرئيس يون أو في خطابه أمام البرلمان الكوري الجنوبي.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)