RCIتاريخ النشر: 16:10الكنديون الذين تم إجلاؤهم من السودان في الأيام الأخيرة عانوا ’’الجحيم‘‘، حسب وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي التي أكدت مجدداً أنّ حكومتها تبذل كل ما في وسعها لمساعدة السودان وشعبه على استعادة السلام.’’ما يهرب الناس منه الآن هو الجحيم. يخشى الناس الخروج إلى الشوارع لأنها خطرة. لا ماء هناك ولا دواء ولا طعام. باختصار إنه وضع لا يُطاق‘‘، قالت جولي أمس من العاصمة الكينية نيروبي في مقابلة مع وكالة الصحافة الكندية.
الأشخاص الذين قابلتهم هم في بعض الأحيان كنديون، وأحياناً دبلوماسيون لدينا، وأحياناً لاجئون، وهم بكل تأكيد مصدومون من تجاربهم، ونحن هنا لمساعدتهم.نقلا عن ميلاني جولي، وزيرة الخارجية الكندية
وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي تتحدث في مؤتمر صحفي (أرشيف).الصورة: La Presse canadienne / Adrian Wyldوخلال حديثها مع وكالة الصحافة الكندية كانت الوزيرة جولي تختم زيارتها إلى كينيا حيث استمعت إلى شهادات أشخاص فروا من أعمال العنف في السودان.
كما التقت وزيرة الخارجية الكندية بقادة دول أُخرى في شرق إفريقيا لمناقشة ما يمكن أن تقوم به كندا للمساعدة في إعادة السلام إلى السودان الذي يشهد معارك عنيفة بين القوات المسلحة الحكومية و’’قوات الدعم السريع‘‘ شبه العسكرية منذ 15 نيسان (أبريل).
ولم تخفِ جولي أنها تأثرت بكل هذه القصص، لاسيما بقصص الأشخاص الذين شاركوا في عمليات الإجلاء. واستشهدت بشكل خاص بفريق عمل السفارة الكندية في الخرطوم الذي أمضى ساعتين يخبرها بالتفصيل كيف جرت عمليات الإجلاء.
’’كان الناس خائفين على أرواحهم، لكن عليهم أيضاً أن يتعايشوا حالياً مع واقع هو أنهم اضطروا إلى مغادرة منازلهم وترك الأشخاص الذين يحبونهم‘‘، أضافت جولي.
رئيس المجلس السيادي الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان (إلى اليسار) وقائد ’’قوات الدعم السريع‘‘ شبه العسكرية الفريق أول ركن محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي.الصورة: afp via getty images / AKUOT CHOLوحكَمَ العسكر السودان في معظم تاريخه الحديث. وحاولت البلاد إقامة نظام مدني في السلطة، لكن المفاوضات انهارت فجأة الشهر الماضي.
واليوم هناك جنرالان، كلاهما لا يحظى بشعبية في أوساط السكان، يتنافسان على السلطة: الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، الذي يرأس المجلس السيادي الانتقالي، والفريق أول ركن محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي الذي يقود ’’قوات الدعم السريع‘‘ شبه العسكرية.
وتسببت المعارك بين الطرفيْن حتى الآن بسقوط 550 قتيلاً على الأقل ونحو 5000 جريح وتهجير نحو 450 ألف مدني من ديارهم، انتقل منهم نحو 115 ألفاً إلى البلدان المجاورة.
’’إنها حرب من أجل السلطة والسيطرة‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية.
وكينيا، التي زارتها الوزيرة جولي، تسعى لتنسيق كيفية استجابة البلدان المجاورة للسودان للأزمة التي تعصف به من خلال الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (IGAD)، وهي مجموعة مكرسة للسلام والازدهار في دول شرق إفريقيا.
’’رأيت إلى أيّ حدّ هو الدور الذي تقوم به كينيا، وبإمكانها حتى القيام بدور أكبر في (حلّ) هذه الأزمة. ويجب أن نكون حاضرين لدعمها، لأنّ هذه هي أفضل طريقة للوصول إلى حلّ بقيادة إفريقية‘‘، قالت وزيرة الخارجية الكندية.
(نقلاً عن تقرير لوكالة الصحافة الكندية منشور على موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)