سمير بن جعفرتاريخ النشر: 2 مايو 2023 23:40يحتضن متحف الحرف الفنية في كيبيك (Musée des métiers d’art du Québec – MUMAQ (نافذة جديدة)) معرضاً لمنتوجات الحرف الفنية الجزائرية منذ يوم الجمعة الماضي.وينظّم المتحف البيئي الجزائري (Écomusée de l’Algérie (نافذة جديدة)) هذا المعرض في إطار أيام التراث الثقافي الجزائري التي تستمر إلى غاية 11 يونيو/حزيران 2023.
وأوضحت نيلدا أكتوف، مديرة المتحف البيئي الجزائري، في الكلمة التي ألقتها في حفل افتتاح المعرض الخميس الماضي، أن ’’الفكرة من وراء تنظيم هذه الأيام هي إظهار تنوع الثقافة الجزائرية.‘‘
يقترح المتحف البيئي [من خلال أيام التراث الثقافي الجزائري] فتح نافذة على ثراء وتنوع الكنوز الثقافية المادية وغير المادية الموروثة من الأجيال المتعاقبة التي سكنت هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى أيامنا هذه.نقلا عن نيلدا أكتوف
الرسامة نيلدة أكتوف، مديرة المتخف البيئي الجزائري.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferوبالنسبة لها ، ’’سيُفتن الزائر بـالأزياء، و الأواني النحاسية و المنتجات الجلدية و الشعر و الموسيقى و المجوهرات المعروضة.‘‘
و بالإضافة إلى هذا المعرض، الذي أقيم في جناح المتحف الواقع في حي سان لوران في مونتريال ، تمت برمجة العديد من الأنشطة الأخرى للاحتفال بالتراث الثقافي المادي وغير المادي لهذا البلد، الذي يقيم معظم مهاجروه إلى كندا في مدينة مونتريال وضواحيها.
فكل يوم سبت، يتم تنظيم محاضرة أو ورشة عمل حول موضوع يتعلق بالجزائر.
وسيتمكن الزائر من ’’توسيع أفقه بفضل المحاضرات التي يلقيها المختصون في السينما والعمارة والموسيقى والأدب والرسم‘‘، كما أوضحت نيلدا أكتوف.
يستضيف متحف الحرف الفنية في كيبيك (MUMAQ) أيام التراث الثقافي الجزائري في الفترة من 28 أبريل/نيسان إلى 11 يونيو/حزيران 2023 والتي ينظمها المتحف البيئي الجزائري.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferوتمكّن الزوار الأوائل من حضور محاضرة يوم السبت الماضي بعنوان الثقافة الشفوية النسائية وآدابها في الجزائر: البوقالة أو القصيدة التخمينية القصيرة من تقديم نصيرة آدم.
وفي نفس اليوم، أشرف الرسام وأستاذ الرسم في مونتريال والمرمم السابق للأعمال الفنية في إيطاليا على ورشة عمل إبداعية للرسم التشاركي.
سيكتب المشاركون أسمائهم بأبجدية تيفيناغ [الأبجدية البربرية] باستخدام القلم [كذلك المستخدم في الخط العربي]. وسأقوم بدمج الأسماء في لوحة أقوم برسمها بنفسي. نقلا عن علي كيشو
وأوضح أنه بدأ العمل بأبجدية تيفيناغ بعد أحداث الربيع الأمازيغي عام 1980 في الجزائر.
وتعلّمها ’’من الطوارق ، أمازيغ الصحراء‘‘، كما قال. ويتقن علي كيشو استعمال القلم ، لأنه متمكّن من الخط العربي أيضاً.
الرسام علي كيشو عضو لجنة اختيار الأعمال الفنية المعروضة خلال أيام التراث الجزائري.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferوبالنسبة له، يمكن للجميع المشاركة في ورشة الرسم هذه وليس مطلوباً أن يكون المشارك رسّاماً جيّدا.
وشارك علي كيشو أيضًا في لجنة اختيار الأعمال لمعرض منتوجات الحرف الفنية الجزائرية الحالي. ’’أقوم بالتحقق من مصدر المعروضات قبل دمجها في المعرض. أتحقق مما إذا كانت آتية من الجزائر ومن أي منطقة‘‘، كما قال.
وللإشارة فإنّ المعروضات كلها ملك لجزائريين يعيشون في كندا.
وفي مقابلة مع الدولي، أكدت مورييل غانيون، المديرة المؤقتة لمتحف الحرف الفنية في كيبيك أن ’’المتحف يحتضن دائماً معارض مختلفة للمجتمعات المتعدّدة المكوّنة لمونتريال، سواء كانت معارض تراثية أو فنية. كما أن جزءاً من مهام المتحف يتمثّل في إظهار التراث الفني لمجتمعات مونتريال.‘‘
مورييل غانيون، المديرة المؤقتة لمتحف الحرف الفنية في كيبيك (MUMAQ).الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferوأضافت أن تنظيم أيام التراث الثقافي الجزائري في هذا المتحف المونتريالي يكرّس ’’اللقاء بين التراثين.‘‘
ويمنح هذا ، في نفس الوقت، ’’الفرصة للأشخاص من خلفيات متنوعة لاكتشاف تراث كيبيك ولأهالي كيبيك لاكتشاف تراث التنوع في مونتريال.‘‘
وأوضحت مورييل غانيون أنّ ’’ المعرض [الجزائري] مرتبط بمهمتنا، فمنذ 2021 تمّ تعزيز دور مؤسستنا كمتحف للحرف الفنية.‘‘
رضا بريكسي، رئيس المتحف البيئي الجزائري.الصورة: Radio Canada International / Samir Bendjaferالمتحف البيئي في مقابلة مع الدولي، يتحدّث رضا بريكسي، رئيس المتحف البيئي الجزائري، عن نشأة هذا الأخير.
المتحف البيئي الجزائري [في مونتريال] مستقل عن الدولة الجزائرية. وهو نابع هي إرادة الجزائريين هنا [في كندا]. لقد أنشأناه لأننا نعتقد أنه من الضروري إنشاء منارة لحفظ الذاكرة للـ120 ألف جزائري المقيمين في كندا و أبناءهم وأحفادهم. نقلا عن رضا بريكسي
وأضاف هذا الأخير، وهو أيضاً مختص في علم المتاحف، أن ’’المتحف البيئي يدمج أيضاً المجتمع المُضيف من أجل عيش معاً أفضل‘‘.
وحسب قوله، فإن المتحف البيئي يسمح “للشباب الجزائري المنقطعين عن تاريخ أجدادهم باستعادة أصولهم وثقافتهم وقيمهم من خلال أنشطة الوساطة الثقافية.‘‘
وعلى عكس المتحف التقليدي الناتج من إرادة إدارية، ’’يشجع المتحف البيئي مشاركة المواطنين في أنشطته، فهو مساحة عامة ترتكز على بيئتها الاجتماعية، وكيان مفتوح يسلط الضوء على كامل الإنتاج البشري والتراث المتعلق بالمنطقة التي يغطيها.‘‘
وبالنسبة له ’’لا يوجد شيء أفضل من متحف بيئي للتعبير عن تنوع الفسيفساء الثقافية الجزائرية.‘‘
سمير بن جعفر
