RCIتاريخ النشر: 16:23تستعد حكومة فرانسوا لوغو في كيبيك للتخلي عن جزء من الإصلاحات المثيرة للجدل التي أُدخلت على برنامج الخبرة الكيبيكية (PEQ) عام 2020 من قبل وزير الهجرة السابق في الحكومة نفسها، سيمون جولان باريت، الذي يشغل حالياً منصب وزير العدل.ووفقاً لمعلومات حصلت عليها شبكة ، تعتزم حكومة كيبيك الآن تخفيف معايير الاستفادة من هذا البرنامج، خاصة للخريجين الأجانب الناطقين بالفرنسية.
وتقود هذا الإجراء وزيرة الهجرة والفرنَسَة والاندماج الحالية كريستين فريشيت التي تناولت هذه القضايا خلال جولة قامت بها مؤخراً على أصحاب المصلحة في المجتمعات المحلية وعالميْ الأعمال والتعليم.
ومن المنتظَر أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه الإصلاحات من قبل حكومة لوغو في الأيام المقبلة. كما أنّ برامج هجرة أُخرى يمكن أن تخضع للمراجعة.
وزير الهجرة الكيبيكي السابق، سيمون جولان باريت (أرشيف).الصورة: (Sylvain Roy Roussell/Radio-Canada)وكان إصلاح برنامج الخبرة الكيبيكية في صميم التفويض المُعطى لجولان باريت عندما عُيّن وزيراً للهجرة عقب وصول حزب التحالف لمستقبل كيبيك (CAQ) بقيادة لوغو إلى السلطة في تشرين الأول (أكتوبر) 2018.
وهذا البرنامج المشهور جداً كان يُعتبر مساراً سريعاً للهجرة الدائمة للخريجين والعمال الأجانب المتواجدين في كيبيك.
واعتقاداً منه أنّ عدداً كبيراً جداً من الأشخاص الأجانب كانوا يستخدمون هذا البرنامج، قام جولان باريت آنذاك بتشديد شروط الاختيار.
لكنّ قراره جوبه بانتقادات قوية من قبل أحزاب المعارضة في الجمعية الوطنية الكيبيكية وباستياء في الجامعات وعالم الأعمال في كيبيك، فتدخّل رئيس الحكومة وتمّ التخلي عن النسخة الأولى من مشروع القانون.
في النهاية اختارت حكومة كيبيك إضافة خبرة العمل. فبات على الخريجين اكتساب خبرة عمل في مجالات مستهدفة، تتراوح مدتها بين 12 و18 شهراً على الأقل تبعاً للاختصاص الأساسي، قبل طلب الاستفادة من برنامج الخبرة الكيبيكية.
وحسب معلومات سيتم تخفيف هذه المعايير في الشق المخصص للخريجين. وترغب حكومة كيبيك الآن في تسهيل الوصول إلى هذا البرنامج، ولكن فقط للطلاب الناطقين بالفرنسية أو المتخرجين في برامج تُعطى بالفرنسية.
مدخل جامعة شيربروك، أحد صروح التعليم العالي في مقاطعة كيبيك.الصورة: Radio-Canada / Bertrand Galipeauرسمياً، لا يزال مكتب الوزيرة فريشيت حذراً، لكنه يؤكد أنه يريد ’’تشجيع هجرة فرنكوفونية‘‘ إلى كيبيك ويقرّ بأنّ “الطلاب الدوليين، لا سيما أولئك الذين يتحدثون الفرنسية، هم مصدر ثروة لكيبيك‘‘.
يُذكر أنّ الوزيرة فريشيت قالت، في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر)، إنّ كيبيك تريد أن يكون المهاجرون الذين تختارهم في المستقبل فرنكوفونيين أو فرنكوتروبيين بنسبة 100%.
والفرنكوفوني شخصٌ ناطق بالفرنسية، أمّا ’’الفرنكوتروبي‘‘ (francotrope)، وفقاً للتعريف المعمول به، فشخصٌ لغته الأم ليست الفرنسية لكنه يأتي من ثقافة أو منطقة لها صلات بالفرنسية ويكون بالتالي أكثر ميلاً من سواه لاختيار الفرنسية لغةً ثانية.
وإذا كانت حكومة كيبيك تريد الاحتفاظ، بشكل خاص، بالخريجين الفرنكوفونيين، فإنّ البيانات تظهر تراجعاً في عدد الذين، من بين هؤلاء، يريدون البقاء في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
فمنذ إدخال الإصلاحات إلى برنامج الخبرة الكيبيكية، انخفض عدد الطلاب الأجانب الذين تقدموا بطلبات للاستقرار الدائم في كيبيك، من 4859 طالباً عام 2019 إلى 2268 طالباً عام 2022.
لكنّ استعداد حكومة كيبيك للتخلي عن جزء من الإصلاحات المثيرة للجدل يُقابل بترحيب من عالميْ الأعمال والتعليم العالي.
(نقلاً عن موقع ، ترجمة وإعداد فادي الهاروني)